مؤشرات على بدء تركيا هجومها الحاسم على حزب العمال بشمال العراق

الحملة العسكرية التركية ضد حزب العمّال الكردستاني تشكل أُولى ثمرات التفاهمات التي تمّ التوصّل إليها خلال زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى بغداد وأربيل.
الثلاثاء 2024/05/07
خلف الجدار الأخير

أربيل (العراق)- تواتر بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة إعلان وزارة الدفاع التركية عن إلحاق خسائر بشرية جسيمة بمقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين بشمال العراق، في مؤشّرات على بداية الحملة العسكرية واسعة النطاق التي لوّحت تركيا بشنّها على الحزب بهدف واضح حددّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحسم الحرب المتواصلة ضدّه منذ أربعة عقود من الزمن قبل نهاية الصيف.

ومنذ الثالث من شهر مايو الحالي أعلنت الوزارة عن “تحييد” (قتل) العشرات من عناصر الحزب في عمليات عسكرية في مناطق متفرقة بشمال العراق، تحفظت على تفاصيلها وعلى طبيعة القوات التي نفذتها والأسلحة التي استخدمت فيها.

◄ أردوغان تعهّد باستمرار قوات بلاده في مكافحة الإرهاب بكل تصميم بغضّ النظر عن العقبات التي تعترضها
أردوغان تعهّد باستمرار قوات بلاده في مكافحة الإرهاب بكل تصميم بغضّ النظر عن العقبات التي تعترضها

وترافق ذلك مع تهديدات وجهها وزير الدفاع التركي يشار غولر بشكل مباشر إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الشريك في إدارة إقليم كردستان العراق باحتضان حزب العمال في مناطق نفوذه بمحافظة السليمانية والسماح لمقاتليه بالتحرك بحرّية في تلك المناطق.

ومثّل ذلك مؤشّرا على نية تركيا توسيع نطاق عمليتها العسكرية لتشمل السليمانية، وصولا إلى حدود العراق مع إيران التي قالت أنقرة أيضا إنّ مسلحي حزب العمال يعبرونها ويتسرّبون من خلالها إلى الأراضي الإيرانية فرارا من ضربات القوات التركية، مُطالبة الإيرانيين بضبط حدودهم.

وقال غولر في لقاء على قناة سي أن أن باللغة التركية “في الاجتماعات الأخيرة قال رئيسنا بوضوح لقادة الاتحاد الوطني الكردستاني تخلوا عن هذا الأمر وإذا أردتم العيش بسلام تخلصوا من هذه المنظمة الإرهابية، واخلقوا بيئة جديدة للعيش بسلام مع شعبكم، وسنساعدكم على القيام بذلك”.

ويختلف موقف حزب الاتّحاد جذريا من الحرب التركية على حزب العمّال مع موقف غريمه الأكبر في الإقليم الحزب الديمقراطي الكردستاني الداعم للجيش التركي في تلك الحرب.

ولم يعد الحزب الديمقراطي الذي يقوده أفراد أسرة بارزاني يختلف كثيرا في موقفه المتعاون مع تركيا عن الموقف الرسمي للسلطات الاتّحادية العراقية التي أظهرت بدورها استعادا للتعاون مع أنقرة ضدّ حزب العمّال تمهيدا لأرضية التعاون الاقتصادي معها والذي بدأ خلال الفترة الأخيرة يشهد تطورات متسارعة.

ولا يستبعد مراقبون أن تكون الإنجازات التركية التي تواتر الإعلان عنها في مجال المواجهة مع حزب العمّال أُولى ثمرات التفاهمات التي تمّ التوصّل إليها خلال زيارة الرئيس التركي الأخيرة إلى بغداد وأربيل.

ولم يتم الإعلان عن اتفاقات مكتوبة بين الطرفين بشأن اشتراكهما في محاربة الحزب، لكنّ مصادر سياسية لم تستبعد حصول أردوغان على تعهّدات شفهية من كبار المسؤولين في السلطة الاتحادية وكذلك في حكومة إقليم كردستان العراق بتقديم قدر من المساعدة للجيش التركي في مجال المعلومات حول مواقع تمركز مقاتلي حزب العمال وتحرّكاتهم.

يشار غولر: إذا أردتم (الاتحاد الوطني) العيش بسلام تخلصوا من الإرهابيين
يشار غولر: إذا أردتم (الاتحاد الوطني) العيش بسلام تخلصوا من الإرهابيين

وذكر أحد المصادر أن أقل ما يمكن لأردوغان أن يكون قد حصل عليه من بغداد وأربيل هو ضمان عدم اعتراضهما على العملية التركية مهما بلغ مداها واتّسع نطاقها الجغرافي داخل أراضي العراق.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الاثنين، قتل 16 عنصرا من حزب العمال الكردستاني بينهم قياديون في مناطق هاكورك ومتينا وغارا بشمال العراق.

وأكدت الوزارة في بيان عزمها وتصميمها على “الاستمرار في تدمير أوكار الإرهاب بلا هوادة”، مضيفة القول “مصممون على إنهاء الإرهاب وإنقاذ أمتنا من هذه الآفة”.

وتعهّد الرئيس التركي في وقت سابق باستمرار قوات بلاده في “مكافحة الإرهاب بكل تصميم بغضّ النظر عن العقبات التي تعترضها سواء داخل تركيا أو خارجها”، مضيفا قوله “أوشكنا على إتمام الطوق الذي سيؤمّن حدودنا مع العراق، وخلال الصيف القادم سنكون قد قمنا بحل هذه المسألة بشكل دائم”.

وفي الثالث من مايو الجاري أعلنت الوزارة أيضا عن قيام الجيش التركي بقتل 32 عنصرا في حزب العمال الكردستاني في مناطق مختلفة بشمال العراق.

وذكرت أنّه تم العثور على هؤلاء المسلّحين في مناطق حفتانين وكاره وهاكورك شمالي العراق، وكذلك في منطقة تشن فيها تركيا بشكل متكرر غارات عبر الحدود في إطار “عملية المخلب – القفل”.

وفي الرابع من الشهر نفسه أعلنت وزارة الدفاع التركية عن قتل القوات التابعة لها 6 من عناصر حزب العمال في مناطق واقعة ضمن نطاق العملية العسكرية نفسها.

وعادت الوزارة في اليوم التالي لتعلن عن “تحييد” 4 من عناصر الحزب نفسه في عمليات تمت داخل الأراضي العراقية والسورية.

 

اقرأ أيضا:

        • الكرد والعرب معا لمواجهة تحديات الألفية الجديدة

3