مؤشرات على انحسار نمو النفط الصخري

الأرباح المنخفضة لشركات النفط الصخري أدت إلى عزوف المستثمرين عن ضخ أموالهم في هذه الصناعة.
الجمعة 2020/01/03
رهان خاسر

هيوستون (الولايات المتحدة) - تزايدت المؤشرات التي تؤكد تباطؤ نمو إنتاج النفط الأميركي بشكل كبير هذا العام وترجيح احتمال استقراره، وهو تحول غير مألوف لصناعة النفط الصخري الجامحة في أكبر منتج للخام في العالم.

ويرجح المحللون أن تؤدي تخفيضات في الإنفاق وتراجعات في الإنتاج سادت آبار النفط الصخري إلى انحسار معدلات نمو إنتاج الولايات المتحدة من الوتيرة السريعة في العام الماضي، التي دفعت الإنتاج المحلي لتجاوز مستوى 13 مليون برميل يوميا.

وتشير توقعات بعض الخبراء إلى أن نمو الإنتاج خلال العام الحالي سوف يتباطأ وربما لا يزداد بأكثر من 100 ألف برميل يوميا فقط. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، حولت ثورة إنتاج النفط الصخري الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للخام في العالم وقوة مؤثرة في صادرات الطاقة.

لكن الثورة لم تترجَم بعد إلى زيادة في أسعار أسهم الشركات. ولم تربح أسهم قطاع الطاقة على المؤشر ستاندرد اند بورز 500 سوى ستة بالمئة على مدار السنوات العشر، وهو أقل بكثير من العائد البالغ 180 بالمئة لسوق الأسهم الأوسع نطاقا.

وأخفق النمو الذي استمر عشر سنوات في دعم الأرباح، مما تسبب في إحجام المستثمرين. كما تعرضت صناعة النفط الصخري إلى ضغوط بفعل حرب أسعار من منظمة أوبك بدأت في عام 2014، مما دفع أسعار الخام الأميركي في إحدى المراحل إلى ما دون الثلاثين دولارا للبرميل.

وتباطأ الإنتاج مؤقتا، لكنه تسارع قرب نهاية العقد، بعد أن تمكنت الشركات من خفض التكاليف بدرجة كبيرة وأصبحت أكثر كفاءة. لكن الصناعة فقدت عزمها على مواصلة طريق زيادة الإنتاج حتى في ظل أسعار أعلى بسبب امتناع المستثمرين عن ضخ أموالهم في هذه الصناعة.

وفي الوقت الحالي، يتوقع محللون أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف نحو 58 دولارا للبرميل خلال العام الحالي، وهو ما سيمثل تراجعا طفيفا عن المستويات الحالية.

وحتى إذا ظلت أسعار النفط فوق حاجز 60 دولارا للبرميل خلال العام الحالي، فإن المحللين يقولون إنها لن تثير فورة جديدة في الإنتاج بسبب ضغوط العوائد المنخفضة.

وعلى الرغم من صعود أسعار الخام الأميركي وأسعار النفط العالمية بنسبة 26 بالمئة خلال العام الماضي، فإن مؤشر أسهم شركات الطاقة المدرجة على مؤشر ستاندرد اند بورز 500 لم يرتفع سوى بأقل من ثمانية بالمئة في عام 2019.