مؤشرات إيجابية ترسم ملامح السياحة في تونس

تونس - ترسم الأرقام الصاعدة للسياحة الأجنبية الوافدة إلى تونس ملامح "موسم إيجابي" للبلاد خلال العام الجاري، وسط توقعات بتجاوز موسم الذروة السابق المسجل في 2019.
ويقول أيمن الرحماني مدير الدراسات والتعاون الدولي بالديوان الوطني للسياحة (حكومي تابع لوزارة السياحة)، إن المؤشرات الحالية للموسم السياحي في تونس "إيجابية". وفي مقابلة عبر الهاتف، أكد الرحماني أن "أرقام هذا الموسم إلى الآن تؤكد تجاوز أرقام موسم 2019 التي تعتبر سنة مرجعية بالنسبة للسياحة التونسية".
وبلغ عدد السياحة الوافدة إلى تونس خلال النصف الأول 2024، نحو 4.75 مليون سائح، بزيادة بنسبة 4.6 في المئة مقارنة بنفس الفترة من 2023، وبنمو نسبته 6 في المئة مقارنة مع 2019، بحسب المسؤول السياحي.
وقال "هناك توقعات إيجابية بهذا الموسم.. عائدات السياحة خلال النصف الأول من 2024 بلغت 2.801 مليار دينار (890 مليون دولار)، بنمو بنسبة 6.6 في المئة على أساس سنوي. وإذا قارنا بالسنة المرجعية 2019 وهي فترة ما قبل كورونا، فالفارق إيجابي للنصف الأول من العام الجاري بنسبة 16.9 في المئة.. إذا تواصل نسق النمو المسجل إلى آخر السنة سنصل إلى هدف 10 ملايين سائح".
الزيادة بأعداد السياح انعكست إيجابيا على نسبة إشغال الفنادق في تونس، وقال الرحماني "الآن كل النزل وضعيتها طيبة ونسبة الامتلاء 100 في المئة، وهناك حركة كبيرة في الجهات (المناطق والأحياء والمدن المجاورة للعاصمة)".
◙ 100 في المئة نسبة إشغال الفنادق وهناك حركة كبيرة في الجهات والمدن المجاورة للعاصمة
وأضاف الرحماني، تعليقا على شكاوى تونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي بعدم وجود أماكن شاغرة بالنزل، “الإشكال خاصة لدى بعض الأسواق التي تعتمد الحجوزات المتأخرة.. هذا قد يسبب إشكالا". واستطرد “لذلك نحن نشجع على الحجوزات المبكرة.. نفضل الحجز وترتيب إجراءات السفر قبل 6 شهور".
وحول شكاوى من تونسيين حول ارتفاع أسعار السياحة الداخلية، قال "المواطن يعتمد على الحجوزات المتأخرة.. نحن نريد ترسيخ عادة الحجوزات المبكرة للتونسيين، عندها يتم الحجز بسعر أقل". وأكد الرحماني أن "هذا الموسم على مستوى الحجوزات، فإن المؤشرات طيبة، ومتعهدو الرحلات أعطوا الثقة من جديد في الوجهة التونسية".
وزاد "بعد جائحة كورونا تغيرت أنماط الاستهلاك ووزارة السياحة أصبحت تنوع المنتوج، لأن الناس عزفت عن السياحة الشاطئية ويريدون سياحة المغامرات والسياحة الجبلية وغيرها. لذلك، إستراتيجيا اتجهنا لهذه الأنماط وهناك لجان تنعقد دوريا بين مختلف الوزارات، كالسياحة والثقافة والداخلية والفلاحة، لأن السياحة قطاع أفقي يهم كل الوزارات”.
وحول أهمية السوق الجزائرية بالنسبة للسياحة التونسية، قال الرحماني "السوق الجزائرية حققت رقما قياسيا لأول مرة عام 2023، تجاوزت بمفردها أكثر من 3 ملايين سائح إلى تونس من بين قرابة 9.3 مليون سائح". وأضاف "نعتبر السوق الجزائرية شبيهة بالسوق الداخلية، وحتى خلال الأزمات التي تعرضت لها السياحة الوافدة إلى تونس خلال السنوات الماضية، فإن السياح الجزائريين أتوا بكثافة".
وحتى نهاية النصف الأول من 2024، استقبلت تونس 1.32 مليون سائح جزائري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بنسبة نمو بلغت 16.6 في المئة. وتابع "هذا العام ستتجاوز السوق الجزائرية أرقام عام 2023، وسيثبت الجزائريون أن السوق التونسية هي أول سوق يفضلونها".
وقال الرحماني "السياحة توفر 400 ألف موطن شغل وتساهم بقرابة 9 في المئة في الناتج الداخلي الخام بطريقة مباشرة وغير مباشرة". وأوضح أن "السياحة قطاع خدماتي يوفر مواطن شغل مباشرة وغير مباشرة، إذا حققنا ديمومة للقطاع السياحي نحقق أكثر إفادة للاقتصاد الوطني".