مؤسسة "كلمات" تفتح باب الحوار لإيجاد طرق أيسر للمعرفة

من المهم تضافر جهود المؤسسات لتوفير الكتب الميسرة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر لضمان حق المعرفة.
الثلاثاء 2023/02/28
مشروع شامل لتعميم المعرفة

الشارقة - نظمت مبادرة “أرى” التابعة لمؤسسة “كلمات” مؤخرا حلقة نقاشية دامجة في “بيت الحكمة” بالشارقة، لاستكمال تفعيل بنود وتوصيات “معاهدة مراكش” التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية “WIPO”، وتعد مؤسسة “كلمات” أول جهة حصلت على ترخيص العمل ببنودها من وزارة الاقتصاد وتتيح لها إعداد نسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر دون إذن المؤلف للكتب الخاصة بالمكفوفين وأصحاب الإعاقات البصرية.

واستضافت الجلسة النقاشية الدامجة الشيخة جميلة القاسمي رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والجهات الداعمة لمبادرة “أرى” والمتمثلة في “جمعية الشارقة الخيرية” و”مصرف الشارقة الإسلامي”، وهدفت إلى تبادل الأفكار حول أفضل ممارسات توسيع خيارات النشر للكتب الميسرة للأطفال والشباب ذوي الإعاقات البصرية وتمكينهم من الوصول إلى مصادر المعرفة.

ووقعت مؤسسة “كلمات” على هامش الحلقة النقاشية مذكرة تفاهم مع “جمعية الشارقة الخيرية” و”مصرف الشارقة الإسلامي” لرعاية إنتاج الدفعة الثانية من كتب مبادرة “أرى” الميسرة وتوفيرها للأطفال العرب المكفوفين وضعاف البصر حول العالم.

وأكدت الشيخة جميلة القاسمي على أهمية تضافر جهود المؤسسات لتوفير الكتب الميسرة للأطفال المكفوفين وضعاف البصر، لما يشكله ذلك من ضمانة لتحقيق الشمولية في التعليم، والارتقاء بسبل رعاية الأطفال الذين يعانون من الإعاقات البصرية بما يحقق أهداف الرؤية الشاملة لإمارة الشارقة.

وأضافت أن عدم قدرة الآلاف من الأطفال على الرؤية لأسباب صحية لا يعني عجز عقولهم عن اكتساب المعرفة وضعف قدرتهم على توسيع مداركهم، بل على العكس فإن هذا التحدي لطالما كان دافعا للكثير من المكفوفين لبذل المزيد من الجهد خلال مراحلهم الدراسية والتميز في المجالات المختلفة التي تجعل منهم مساهمين في تنمية المجتمعات على المدى الطويل.

بدورها قالت آمنة المازمي مديرة مؤسسة “كلمات” إن الجهود التي نبذلها لإيصال مصادر المعرفة إلى المزيد من المكفوفين وضعاف البصر تكتسب تأثيرا أوسع عبر عقد المزيد من الشراكات والتعاون مع مختلف الجهات التي تضمن الاستفادة المثلى من الحصول على ترخيص معاهدة مراكش الذي يتيح لنا إعداد نسخ من الكتب والمصنفات في نسق ميسر، ويزيد من قوائم العناوين الخاصة بالمكفوفين وأصحاب الإعاقات البصرية، ونحن مستمرون في إشراك المزيد من المؤسسات ودور النشر، للمساهمة في تلبية شغف المحتاجين للمعرفة.

ه

وتناولت الحلقة النقاشية ثلاث نقاط رئيسة، إذ تبادل المشاركون الآراء في أنواع الكتب والعناوين التي يحتاج إليها الأطفال والشباب المكفوفون وضعاف البصر وأفضل التنسيقات التي تتيح لهم الاستفادة منها مع استعراض المشاركين لأفكارهم ورؤاهم حول ورش العمل والفعاليات والأنشطة التي تستهدف الأطفال والشباب المكفوفين وضعاف البصر، بهدف تعزيز مكانة القراءة لديهم.

وخلال الحلقة النقاشية اقترح عدد من المشاركين بعض الأفكار التي تعزز من إمكانية وصول مصادر المعرفة إلى المكفوفين وضعاف البصر منها تشجيع تدريس اختصارات “برايل” والتي من شأنها أن تسمح لهم بقراءة المزيد من الكتب في وقت أقصر وتكثيف إنتاج الكتب المسموعة لخدمة الأطفال الذين فقدوا بصرهم في عمر متقدم ولم يتمكنوا من إتقان القراءة بطريقة “برايل”.

كما اقترح عدد من الحضور توسيع التعاون لإتاحة وصول المكفوفين إلى مجموعة واسعة من الكتب وخاصة طلاب الصفوف العليا، بما يراعى فيه المستوى العمري والمرحلة الأكاديمية للطالب وطباعة القصص والسير الذاتية للشخصيات التاريخية والمعاصرة والتي تعد مصادر إلهام وتحفيز للأفراد المكفوفين وأن تتبنى تلك القصص تعزيز الثقة في نفوس المكفوفين وضعاف البصر للاستعانة بها على تحديات الحياة.

وحضرت الجلسة ريم جاسم مديرة مبادرات خاصة في مؤسسة “كلمات” والأكاديمي محمد مصطفى النبالي مشرف تربوي على العملية التعليمية في الأكاديمية الملكية للمكفوفين في الأردن، إلى جانب مشاركة عدد من ممثلي الجهات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية وهي: مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي وجمعية الإمارات للمعاقين بصريا ودور نشر عربية وعدد من ممثلي الجهات الداعمة والمستفيدين من الأطفال والشباب المكفوفين وضعاف البصر وأقرانهم المبصرين وأولياء أمورهم.

ويذكر أن مبادرة “أرى” التابعة لمؤسسة “كلمات” انتهت في فبراير الجاري من مرحلتها الأولى لتمكين الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقات البصرية وضمان حقوقهم في الوصول إلى مصادر المعرفة من خلال توزيع 30 ألف نسخة كتاب ميسر مطبوع بصيغة “برايل” في 11 دولة، إضافة إلى تزويد المدارس في جميع أرجاء دولة الإمارات بالكتب الميسرة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.

غغ

وتعد مبادرة “أرى” الأولى من نوعها التي تجري دراسات استقصائية على الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا وصاحبة أكبر جهد في نشر المعرفة لهذه الفئة من الأطفال حيث وزعت منذ انطلاقها في العام 2017 عشرات الآلاف من الكتب الميسرة على مدارس ومؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص في عدد من البلدان العربية والأجنبية.

وتأتي هذه الجهود الاستثنائية للمبادرة استنادا إلى نتائج الدراسات المتخصصة التي أجرتها، فقد كشفت شحا في عدد الكتب الميسرة في الوطن العربي وعدم قدرة معظم الأطفال المكفوفين على الوصول إليها وفجوة مقلقة في حصولهم على فرص عادلة ومتكافئة مع زملائهم المبصرين، وهو ما قاد المبادرة إلى إنتاج 30 ألف كتاب ميسر سواء مطبوع بصيغة “برايل” أو مطبوع بأحرف كبيرة أو كتبا صوتية قدمتها لأكثر من 45 جهة في 11 دولة بالإضافة إلى تزويد المدارس في جميع أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة بالكتب الميسرة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي.

13