مؤسسات إعلامية تخوض مفاوضات مع شركات الذكاء الاصطناعي لضمان حقوقها

لندن - تجري أكبر شركات التكنولوجيا في العالم محادثات مع مؤسسات إعلامية رائدة لإبرام صفقات حول استخدام المحتوى الإخباري لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي، وفقا لما ذكرته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
والتقى مسؤولون من "أوبن أي.آي" و"غوغل" و"مايكروسوفت" و"أدوبي" بمديري مؤسسات إخبارية في الأشهر الأخيرة لمناقشة قضايا حقوق النشر المتعلقة بمنتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، مثل روبوتات الدردشة النصية ومولدات الصور، وفقا لما قاله أشخاص مطلعون على المحادثات. وقال هؤلاء الأشخاص إن الناشرين بما في ذلك "نيوز كورب" و"أكسل شبرينغر" وصحيفتا "نيويورك تايمز" و"الغارديان"، قد أجروا مناقشات مع واحدة على الأقل من شركات التكنولوجيا.
وأضاف المشاركون في المناقشات، التي لا تزال في مراحلها الأولى، أن الصفقات يمكن أن تشمل دفع رسوم اشتراك للمؤسسات الإعلامية لمحتواها من أجل تطوير التكنولوجيا التي تدعم روبوتات الدردشة مثل برنامج "تشات جي.بي.تي" و"غوغل بارد".
وتأتي هذه المحادثات في وقت أعربت فيه مجموعات إعلامية عن قلقها بشأن التهديد الذي يشكله صعود الذكاء الاصطناعي على هذا القطاع، فضلا عن مخاوف بشأن استخدام شركتي "أوبن أي.آي" و"غوغل" لمحتواها دون إبرام صفقات. وتواجه بعض الشركات مثل "ستابيليتي أي.آي" و"أوبن أي.آي" إجراءات قانونية من فنانين ووكالات صور ومبرمجين، يزعمون انتهاك حقوق النشر والتعاقد.
ولم تعلق غوغل على المناقشات المالية، لكنها قالت إنها تجري "محادثات مستمرة" مع منافذ إخبارية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، وقامت بالفعل بتدريب الذكاء الاصطناعي على "المعلومات المتاحة للجمهور"، والتي يمكن أن تشمل مواقع الويب التي تقدم المحتوى مقابل اشتراك مدفوع.
وسيكون إعداد نموذج مالي (تحديد الرسوم) مقابل استخدام المحتوى الإخباري لتدريب الذكاء الاصطناعي أمرا بالغ الصعوبة، وفقا لمسؤولين بمؤسسات إعلامية. وقال كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى وسائل الإعلام الأميركية إن هناك مسعى للعمل "بأثر رجعي"، لأن شركات التكنولوجيا أطلقت هذه المنتجات (برامج الذكاء الاصطناعي) دون استشارتهم.
وقال شانتانو ناراين، الرئيس التنفيذي لشركة أدوبي، إنه التقى بمسؤولين من ديزني وسكاي وديلي تلغراف البريطانية في الأسابيع القليلة الماضية لمناقشة كيفية تطوير نماذج مخصصة للشركات لاستخدام برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بها للصور.
في حديثه في مايو في مؤتمر إعلامي، لخص الرئيس التنفيذي لشركة نيوز كورب روبرت طومسون غضب الصناعة "يجب علينا أن نجادل بصوت عال من أجل التعويض”. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي "صُمم بحيث لا يزور القارئ موقعا للصحافة أبدا، وبالتالي يقوض هذه الصحافة بشكل قاتل".