مؤرخون: الدراما التاريخية تحمل الكثير من الأخطاء

"الكتابة التاريخية للجمهور العام" تناولت أهمية الدراما التاريخية وأوجه النقص فيها وما يجب تداركه لتكون الدراما مصدرا موثوقا.
السبت 2023/03/18
تقييم الدراما التاريخية جزء من تصحيح الروايات المغلوطة

الإسكندرية (مصر) - تحت شعار "الكتابة التاريخية للجمهور العام" نظمت مكتبة الإسكندرية ببيت السناري الأثري ندوة فكرية تتناول أهمية الدراما التاريخية وأوجه النقص فيها وما يجب تداركه لتكون الدراما مصدرا موثوقا للتاريخ.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية إن "من يكتب التاريخ يكتبه من وجهة نظره، فالدراسة التاريخية مهما كانت موضوعية فهي كتابة منحازة حتى وإن كانت تعتمد على الوثائق، لأن كل شخص يقرأ الوثيقة بطريقته، لذلك أصبح المؤرخون الآن لا يرون أن الدراما التاريخية المصدر الأساسي للتأريخ".

ورأى الدكتور أحمد الجمال أن "الكتابة التاريخية معقدة للغاية وتختلف بين عدة وسائط مختلفة مثل الدراسات والمجلات والدوريات المتخصصة أو الصحافة، وأحيانا يكون من أسباب الاتجاه للكتابة التاريخية هو الإسقاط على الحاضر السياسي الآني".

◙ الرواية التاريخية تشهد حالة من الانفجار والتي تستلزم ضرورة اللوذ بالتاريخ.
◙ الرواية التاريخية تشهد حالة من الانفجار والتي تستلزم ضرورة اللوذ بالتاريخ.

وأكد الجمال "لم نصل بعد إلى فلسفة التاريخ، لأن هناك فرقا بين التاريخ، والتأريخ، وفلسفة التاريخ، وهي محاولة الاستخلاص من التاريخ لحل إشكالية أو مسألة معينة".

وقالت الروائية سلوى بكر إن "الكتابة التاريخية لم تخاطب الفئة القليلة بل إنها دائما تكتب لأكبر عدد من الناس"، مشيرة إلى أن المعروف أن التاريخ يكتبه المنتصرون، ولكن لمن يكتب التاريخ هو المفتاح والأساس، حيث إن التاريخ هو مرجعيات الماضي لحاضر محدد، يكون فيه الشرط الزماني المكاني ضرورة لازمة، كما أن الكتابة التاريخية تخضع لشروط.

وأشارت بكر إلى وجود تاريخ ممتد من كتابات تاريخية ولكنها لم تخرج عن كونها خطابات أيديولوجية، كما أن الخلط بين الأسطورة والتاريخ يحتاج إلى فحص وتمحيص، فيما تشهد الرواية التاريخية الآن حالة من الانفجار والتي تستلزم ضرورة اللوذ بالتاريخ، مشددة على أن المسألة الأساسية أنه لا بد أن يكون الهم الأول لكل المعنيين بتصحيح الرؤية التاريخية تعليم التاريخ في المدارس.

أما الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، فأكد أن هناك أخطاء كبيرة في الدراما التاريخية، مشيرا إلى أنه عرض عليه سيناريو مسلسل "نجيب الريحاني" ووجد فيه أخطاء تاريخية، وطلب تصحيحها، لكن مؤلف المسلسل محمد الغيطي رفض تصحيحها، وهو ما تسبب في خروجه بشكل عرّضه للعديد من الانتقادات.

 

13