مؤتمر "ميري" يشيد بنجاح الانتخابات وتأثيرها على استقرار إقليم كردستان

أربيل (إقليم كردستان العراق) – شهدت فعاليات ملتقى الشرق الأوسط للحـوار (ميري) في مدينة أربيل تصريحات ومواقف حكومية وحزبية من المسؤولين في الإقليم والعراق تشيد بنجاح الانتخابات وإقبال الأكراد على المشاركة بنسبة كبيرة بلغت 72 في المئة كما أشارت إلى ذلك مفوضية الانتخابات.
وأشاد نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان بدور الحكومة الاتحادية ومساعدتها في إنجاح عملية الانتخابات التشريعية التي جرت في العشرين من الشهر الجاري في الإقليم.
وأوضح بارزاني أن الانتخابات كانت مهمة لإقليم كردستان لاسيما أنها ركيزة أساسية ومصدر الشرعية للسلطة في الإقليم، مشيرا إلى أنه بعد مساع حثيثة وجهود مع بغداد ومساعدة قدمتها الحكومة الاتحادية تم تنظيم الانتخابات التشريعية بنجاح بكل المعايير.
وشارك في المؤتمر، الذي استمر ليومين، العشرات من الأكاديميين والمسؤولين الحكوميين والحزبيين والباحثين والصحافيين لمناقشة العديد من المواضيع التي تتعلق بقضايا الإقليم والعراق في ظل المتغيرات الإقليمية. وحمل الملتقى هذا العام اسم “نحو الحكم الرشيد والازدهار”.
وأكد رئيس إقليم كردستان أهمية الانتخابات لأنها تمنح شرعية السلطة لمن يفوز عبر صناديق الاقتراع، وإقليم كردستان في إطار العراق اختار هذا النموذج، والعراق أيضا يعد نموذجا ديمقراطيا، وحسم السلطة من خلال صناديق الاقتراع.
وفي ما يتعلق بتشنج الخطابات بين الكيانات والأحزاب السياسية، أوضح نيجرفان بارزاني أنه كانت هناك مسائل صغيرة حدثت في الحملات الانتخابية وهذا وارد في كل بلدان العالم، لكن “إذا ما تمت مقارنة هذه الانتخابات بالانتخابات السابقة، نرى أن العملية الديمقراطية في إقليم كردستان تتطور بشكل صحيح”.
وفي ما يخص إيقاف تصدير نفط إقليم كردستان أفاد نيجرفان بارزاني بأن العراق خسر 15 مليار دولار جراء توقف تصدير النفط من إقليم كردستان، مشددا على ضرورة العمل لاستئناف عملية تصدير نفط الإقليم.
وقال إن حكومة إقليم كردستان تسعى بكل إمكاناتها لإبعاد الإقليم والعراق عن الحرب الدائرة في المنطقة.
وأكد بافل طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الغريم التقليدي للحزب الديمقراطي، أن الانتخابات جرت بشكل جيد، وكانت هناك بعض المشاكل في عدد من المناطق لكن الحملة كانت جيدة وأن سياسة الاتحاد الوطني قد حققت نجاحات كبيرة.
وأشار إلى أن برنامج الاتحاد الوطني كان يهدف إلى تشجيع المواطنين على التوجه إلى صناديق الاقتراع وصناعة مناخ يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية، وهو ما نجح في تحقيقه.
وأضاف أن الاتحاد الوطني كان الحزب الوحيد الذي استطاع زيادة أصواته بشكل كبير بنسبة تصل إلى 95 في المئة، مؤكدا “حصلنا على أصوات كبيرة وجيدة في جميع مناطق إقليم كردستان، ونحن اليوم في مركز قوة”.
وأعلن بافل طالباني استعداد حزبه لإعادة الانتخابات في حال عدم الجلوس إلى طاولة حوار لتشكيل الحكومة الجديدة، مستبعدا تشكيل الحكومة دون مشاركة حزبه.
من جانبها دعت السفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوسكي، الأحزاب السياسية في إقليم كردستان إلى تسريع خطوات تشكيل الحكومة الجديدة.
جاء ذلك خلال منشور كتبته عبر منصة إكس أثنت من خلاله على مواطني إقليم كردستان لتمسكهم بالمسيرة الديمقراطية، وقدمت تهانيها للإقليم بنجاح العملية الانتخابية.
وأشارت إلى أن الانتخابات التشريعية جرت بصورة منظمة في ظل أجواء طبيعية وسلمية وبنسبة مشاركة واسعة.
وقالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الأربعاء إن الديمقراطي الكردستاني تصدر نتائج الانتخابات بحصوله على 39 مقعدا، وإن الاتحاد الوطني الكردستاني جاء ثانيا بحصوله على 23 مقعدا.
وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية النتائج النهائية لانتخابات برلمان كردستان التي جرت في العشرين من الشهر الجاري.
وأوضح رئيس مجلس المفوضين، عمر أحمد، خلال مؤتمر صحفي عقده في أربيل صباح الأربعاء أن النتائج تشمل 7070 محطة اقتراع، مشيراً إلى أن نسبة المشاركة بلغت 72.06 في المئة.
وبحسب النتائج المعلنة، قد احتل الحزب الديمقراطي المرتبة الأولى بحصوله على 39 مقعدا، يليه الاتحاد الوطني حيث حصل على 23 مقعدا، والجيل الجديد على 15 مقعدا، والاتحاد الإسلامي على 7 مقاعد، وتيار الموقف الوطني على 4 مقاعد، وجماعة العدل الكردستانية على 3 مقاعد، وجبهة الشعب على مقعدين، وتحالف إقليم كردستان على مقعد واحد، والتغيير على مقعد واحد.
وبعد إعلان النتائج النهائية أعربت عدة أطراف سياسية عن اعتراضها على النتائج معلنة شكوكها حول نزاهة العملية الانتخابية ومصداقيتها.
وأصبح مطلب إعادة الانتخابات وإلغاء اعتماد النظام الإلكتروني وإحلال النظام التقليدي بدلا منه مطلبا لدى أطراف سياسية صغيرة منها جماعة العدل الكردستانية التي أعلنت أنها ستقاطع البرلمان واعتبرته مؤسسة لا ترقى إلى مستوى التواجد فيها، فضلاً عن موقف الاتحاد الإسلامي الذي سجل بدوره عدة ملاحظات على العملية الانتخابية قادته إلى البقاء كمعارضة برلمانية.
أما بالنسبة إلى حركة التغيير وجبهة الشعب فقد سارعتا ومنذ لحظة الإعلان عن النتائج إلى الاعتراض عليها استناداً على ما أسمتاه بالتلاعب الخطير بنتائج الانتخابات.