مؤتمر للمانحين بشأن سوريا: استجابة ليست على قدر التطلعات

بروكسل – اختتم مساء الثلاثاء في بروكسل مؤتمر للمانحين لدعم السوريين دون أن يحقق الهدف المرجو منه وهو جمع ما يصل إلى 10 مليارات دولار لمساعدة النازحين في الداخل والخارج.
وطغت على هذا المؤتمر التحذيرات من استمرار أمد الأزمة في ظل شبح المجاعة الذي بات يهدد الغالبية العظمى من السوريين في الداخل وفي دول الجوار.
وكانت الأمم المتحدة تأمل من خلال المؤتمر السنوي الخامس لحماية اللاجئين السوريين من المجاعة، والذي استضافه الاتحاد الأوروبي، جمع 4.2 مليار دولار للأشخاص داخل سوريا و5.8 مليار دولار للاجئين والدول المضيفة في الشرق الأوسط.
ويحتاج أكثر من 13 مليون سوري إلى مساعدات أساسية، بزيادة قدرها أربعة ملايين حدثت على مدى العام الماضي وهو أعلى رقم حتى الآن منذ حملة القمع التي شنها الرئيس السوري بشار الأسد على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عام 2011 مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية.
ومهدت ألمانيا الطريق خلال المؤتمر الذي عقد عبر الفيديو بالتعهد بمساهمة قدرها 1.74 مليار يورو (2 مليار دولار) وهو أكبر مبلغ تقدمه في أربع سنوات، قبل أن تتبعها الولايات المتحدة التي تعهدت بتقديم 600 مليون دولار.
وشدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أن “المأساة السورية يجب ألا تستمر عشرة أعوام أخرى. ووضع حد لها يبدأ بإعادة الأمل، وبالتزاماتنا (…) هنا اليوم”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت لاحق إن “الشعب السوري واجه فظائع لا حصر لها من بينها الضربات الجوية التي وجهها نظام الأسد وروسيا والاختفاء القسري ووحشية داعش والهجمات بالأسلحة الكيميائية”.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ستوفر 596 مليون دولار لدعم المساعدات “المنقذة للحياة” للمحتاجين السوريين في عموم المنطقة، وأن بلاده مستمرة في دعم جهود الأمم المتحدة “لإنهاء هذه الأزمة”.
ومضى متابعا “زاد على ذلك أن الفساد الممنهج وسوء إدارة الاقتصاد من جانب نظام الأسد فاقمت الأزمة الإنسانية الصارخة التي زاد من حدتها تحدي كوفيد – 19”.
وتحذر الأمم المتحدة من أن الحاجة إلى المساعدات تزداد بسبب فايروس كورونا وتدهور قيمة العملة السورية، على الرغم من تراجع حدة القتال داخل سوريا بعد استعادة قوات الرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا سيطرتها على معظم أراضي البلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة عبر الفيديو “على مدى 10 سنوات عانى السوريون الموت والدمار والتهجير والحرمان”.
وأضاف أن “الأمور تتطور الى الأسوأ وليس الأفضل. أكثر من 13 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة هذا العام. وهذا يزيد بنسبة 20 في المئة عن العام الماضي، وغالبية السكان يواجهون الآن خطر الجوع”.
وشارك في مؤتمر بروكسل الخامس حول دعم سوريا والمنطقة الذي نظمه الاتحاد الأوروبي وشاركت الأمم المتحدة في رئاسته أكثر من 50 دولة و30 منظمة دولية، في أكبر حملة سنوية لمساعدة المتضررين من الحرب.
ويكافح جيران سوريا بما في ذلك لبنان والأردن والعراق لمواجهة عبء إيواء الملايين من اللاجئين الذين فروا من النزاع.
وجمع المؤتمر السابق في يونيو الماضي تعهدات بدفع 5.5 مليار دولار لعام 2020، وفق الأمم المتحدة، النصيب الأكبر منها للدول الأوروبية التي تخشى أن يؤدي الفشل في مساعدة اللاجئين إلى تدفقهم إلى أوروبا.
ويقول التكتل إنه جمع نحو 29 مليار دولار من أجل المساعدات الإنسانية منذ العام 2011.
وأدت الحرب في سوريا إلى مقتل أكثر من 388 ألف شخص وتشريد الملايين منهم منذ قمع النظام للتظاهرات المطالبة باصلاحات قبل عقد.
وأخفقت جهود التوصل إلى اتفاق سلام من أجل إنهاء النزاع الذي وضع القوى الكبرى في العالم بمواجهة بعضها البعض وساعد على صعود تنظيم الدولة الإسلامية.
وطالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإثنين خلال اجتماع افتراضي لمجلس الأمن الدولي روسيا بإعادة فتح المعابر المخصصة للمساعدات من أجل زيادة وصولها.
والعام الماضي استخدمت موسكو حليفة النظام السوري حق الفيتو لمعارضة فتح المعابر المؤدية إلى سوريا باعتبار أن ذلك يشكل انتهاكا لسيادة حكومة دمشق.