مؤتمر دولي في أبوظبي يناقش دور الترجمة في بناء مجتمعات المعرفة

الأرشيف والمكتبة الوطنية في أبوظبي تحتضن مؤتمر الترجمة الدولي الذي يمثل إضافة بما يقدمه من أفكار مبتكرة.
الخميس 2024/02/22
المؤتمر يطرح بحوثا جديدة تعزز حركة الترجمة

أبوظبي - أنهى الأرشيف والمكتبة الوطنية التحضيرات اللازمة لاستضافة النسخة الرابعة من مؤتمر الترجمة الدولي بمقره في أبوظبي، والتي ستنعقد تحت شعار “نحو آفاق جديدة: الترجمة وبناء مجتمعات المعرفة”، يومي السابع عشر والثامن عشر من أبريل 2024، وستناقش أكثر من 35 ورقة بحثية في جلساته.

وقال عبدالله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية بهذه المناسبة “يسرنا أن نعلن عن انتهاء التحضيرات اللازمة لمؤتمر الترجمة الدولي الرابع، والذي يحظى باهتمام نُخب المثقفين من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، لثرائه بالبحوث الجديدة والأفكار المبتكرة التي تمثل إضافة مهمة في ميادين الترجمة في عدة لغات”.

وأضاف “يأتي انعقاد هذا المؤتمر بناء على ما حققته المؤتمرات الثلاثة السابقة من فائدة ملموسة تمثلت في البحوث التي قدمها مختصون وخبراء من مختلف أنحاء العالم، وقد تم توثيقها في مجلدات تعدّ مراجع مهمة للمترجمين والدارسين في علوم الترجمة”، داعيا جميع المهتمين بعلوم الترجمة إلى متابعة فعاليات المؤتمر لثرائها ولما فيها من فائدة يمكنهم تحقيقها.

وأوضح أن جلسات المؤتمر تدور حول المحاور التالية: ترجمة الأرشيفات التاريخية: (الأرشيف البريطاني، البرتغالي، الهندي…إلخ)، ودور الترجمة في بناء المعاجم، وترجمة أدب الرحلات، والترجمة الآلية، وإثراء المكتبة العلمية والطبية ما بعد كورونا، وترجمة التراث العربي والإسلامي في أوروبا عشية عصر النهضة، وإشكاليات الترجمة الأدبية: ترجمة الأدب الخليجي نموذجا، وترجمة الأدب العالمي إلى العربية: جائزة نوبل نموذجا، وتحديات الترجمة الفورية، ومزالق المترجمين، والترجمة لذوي الهمم في عصر الذكاء الاصطناعي، ودور الأرشيف والمكتبة الوطنية (الإمارات) في دعم حركة الترجمة المعاصرة.

عبدالله ماجد آل علي: انعقاد هذا المؤتمر يأتي بناء على ما حققته المؤتمرات الثلاثة السابقة من فائدة ملموسة
عبدالله ماجد آل علي: انعقاد هذا المؤتمر يأتي بناء على ما حققته المؤتمرات الثلاثة السابقة من فائدة ملموسة

من جهته قال حمد الحميري، مدير إدارة البحوث والخدمات المعرفية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، "إن ما تحققه الترجمة من أهمية في حوار الحضارات، والتواصل بين الشعوب، يزيد من اهتمامنا بمؤتمر الترجمة، لاسيما وأننا نعيش في عصر الفضاءات المفتوحة”. وأضاف “ولما كان للترجمة دور كبير في بناء الأمم ونشر المعرفة فإنها في الوقت الحاضر صارت ضرورة حضارية وعلمية تسهم في تنمية الأمم والارتقاء بها”.

وقال إن اللجنة المنظمة للمؤتمر تلقت منذ الإعلان عنه في شهر يونيو الماضي أكثر من 150 بحثا وتمت الموافقة على قبول 35 بحثا للعرض في جلسات المؤتمر، ثم نشرها في كتاب البحوث المحكمة، وتضاف إليها عشرة بحوث للنشر دون حضور أصحابها.

من ناحيته أكد الأرشيف والمكتبة ضرورة حضور جميع المهتمين بالترجمة والثقافة والتخصصات الأكاديمية ذات الصلة في هذا الحدث العلمي الهام الذي يضم كوكبة من أساتذة الترجمة من جميع أرجاء العالم، إذ ستشارك وفود من كبريات الجامعات الأوروبية، وجامعات أميركا الشمالية، وآسيا وأفريقيا، في فعاليات هذا المؤتمر إضافة إلى كبار الباحثين في دراسات الترجمة من الجامعات العربية والجامعات المحلية.

ويأتي اهتمام الأرشيف والمكتبة الوطنية بالنسخة الجديدة من المؤتمر بناء على ما حققه من نجاح في دوراته الثلاث السابقة، إذ دعا منذ أغسطس الماضي المهتمين بدراسات الترجمة وفروعها إلى المشاركة في هذا المؤتمر الدولي المتخصص. وقد أكد عبدالله ماجد آل علي أن المؤتمر أثبت نجاحه، ورسخ مكانته فأثرى الأوساط الثقافية بمخرجاته، حيث جذبت الجلسات الثرية لدوراته السابقة بعناوينها ومواضيعها المهمة المهتمين والباحثين والأكاديميين والمختصين في حقول الترجمة وفروعها، وصارت كتبه المحكمة مرجعا في البحوث العلمية الجادة في تلك المجالات.

وأكد أن مساعي الأرشيف والمكتبة الوطنية تأتي في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لتشجيع حركة الترجمة على المستويين الإقليمي والدولي في ظل مشروع تنموي حضاري متطور يهدف إلى نقل المعارف وتوطينها والارتقاء بالبحث العلمي في كافة حقول الترجمة وتخصصاتها، وفي سبيل تعزيز حوار الحضارات ونشر ثقافة التسامح بين جميع الشعوب والأمم.

وقال آل علي “لما كانت الترجمة إحدى آليات تمكين المجتمع في المستقبل، وازدهارها علامة أساسية من علامات مجتمع المعرفة وحيويته وفاعلية مؤسساتها من مقاييس تقدم الأمم، فإن مشروع ترجمات الذي ينضوي تحت مظلته هذا المؤتمر، بالإضافة إلى ترجمة البحوث والدراسات التي تخص دولة الإمارات كفيلان بأن يجعلا الأرشيف والمكتبة الوطنية من منارات الترجمة ومؤسساتها الفاعلة التي تعزز مكانة الترجمة في مجتمع المعرفة بشكله الذي نصبو إليه”.

تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الترجمة الدولي في نسخته الثالثة قد أوصى بالاهتمام بالمقاربات العلمية الحديثة التي تسهم في حفظ ذاكرة الوطن، وتوسيع دائرة المشاركة من خلال دعوة مختصين في البرامج الإلكترونية والبرمجيات لعرض تجارب في ميدان الترجمة الآلية، وخلق محاور بحثية تناقش سبل التخلص من قيود النص الأصل فنيا باتباع وسائل وحلول جديدة وغير تقليدية، إضافة إلى ضرورة العمل على تدريس الترجمة الأدبية للطلبة، وتطوير مهارات المترجم، من خلال معرفة إمكانيات الكمبيوتر وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

13