مؤتمر حافل في جامعة كولومبيا يناقش أهم قضايا الأدب العربي

يعتبر الأدب العربي مجهولا في غالبه لدى القراء الذين لا يتقنون العربية، ويظل هذا الأدب على ثرائه وتعدد قضاياه مجهولا خاصة مع ضعف حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، ولذا فإن المؤتمرات التي تضيء على هذا الأدب في بلدان أخرى هي تظاهرات بالغة الأهمية.
نيويورك- من رواء المجالي الحايك- في الذكرى الخمسين لإنشاء مجلة الأدب العربي الأكاديمية، التي يرأس تحريرها الدكتور محسن الموسوي والتي تصدر عن دار برل، ستقوم جامعة كولومبيا في نيويورك بعقد مؤتمر بعنوان “التوجه الثقافي في تكوين الأدب العربي”.
سيعقد هذا المؤتمر في الفترة ما بين 19 و21 أبريل برعاية معهد الشرق الأوسط التابع لجامعة كولومبيا وقسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، وقسم الثقافات واللغات الشرق آسيوية وجهات أخرى.
وسينظم هذا المؤتمر كل من الدكتور محسن جاسم الموسوي (جامعة كولومبيا) والدكتورة إليزابيث هولت (جامعة بارد) والدكتور طارق العريس (جامعة دارتموث) والدكتور نزار هرمز (جامعة فيرجينيا) والدكتورة آنا زياكا-ستانتون (جامعة بين ستيت).
سيستمر المؤتمر مدة ثلاثة أيام وسيتضمن عرض أكثر من ثلاث وثلاثين ورقة سيقدمها عدد من الأكاديميين والعلماء في مجال اللغة والأدب العربي من جامعات متعددة حول أميركا وأوروبا والعالم العربي، كما سيشارك بعض طلاب الدراسات العليا ممن يدرسون تحت إشراف هؤلاء الأساتذة، إضافة إلى محاضرات بالعربية لكتّاب وصحافيين ومحررين أدبيين وناشرين عن الكتابة والهوية العربية والنشر. وسيقوم الدكتور الموسوي بافتتاح المؤتمر بينما سيقوم بإلقاء الكلمتين الرئيسيتين في المؤتمر الدكتور مهدي عرار من جامعة بير زيت متحدثاً باللغة العربية، والدكتورة نادية البغدادي من الجامعة الأوروبية المركزية باللغة الإنكليزية.
وسيتناول النقاش الأكاديمي عدة قضايا وأسئلة من أهمها كيف نفهم ونضع نظريات لفهم المجال الثقافي من خلال تاريخ العرب والأدب العربي؟ وكيف يتمّ إنتاج الأدب العربي واستنساخه بشكل تاريخي ومادي؟ أسئلة تكشف مجالات واسعة من اشتغالات الأدب العربي وتضيء على المناطق المجهولة منه.
وسيتضمن المؤتمر عشر حلقات نقاشية أولاها حول تاريخ نظريات الأدب العالمي والأدب المقارن في العالم العربي، والتحدي الذي يقدمه الأدب العربي لتلك النظريات ولتبسيط وضبط اللغات وفق الأنماط الأوروبية، بالإضافة إلى تداول أسئلة حول نوع الأدب الذي يمكننا اعتباره من ضمن مجموعة الأدب العربي.
وخلال حلقتين أخريين في المؤتمر سيدور نقاش حول السياسة العالمية والنضال التحرري في الأدب العربي، كما يظهر في شمال وغرب أفريقيا وأميركا اللاتينية والأدب العثماني والروسي وميزات كل واحد منها.
وفي ثالثة حلقات المؤتمر سيناقش الأكاديميون موقع اللاجئين الفلسطينيين في العالم العربي وفي المهجر وأهمية القضية الفلسطينية والاغتراب كموضوع أساسي في الأدب العربي وفي تكوين الهوية العربية بالإضافة إلى أهمية الالتزام في الأدب والفن مع إدراك القيود التي يفرضها مفهوم ذلك الالتزام والتوجه نحو التضامن بطريقة عملية وليست ممارسة نصية فقط.
وستتطرق حلقة خاصة بالعلمنة إلى عملية العلمنة والتحديث وتوجهات الأدب العربي الواسعة وكذلك الإسلام واللغة الكلاسيكية. كما سيتناول الأكاديميون في حلقة أخرى شعراء كلبيد وأبي العلاء المعري، وسيناقشون مواضيع متعددة ذات مساس بأساطير ورموز برزت في الأدب العربي الكلاسيكي.
أما آخر حلقتين نقاشيتين في المؤتمر فستتناولان قضايا الأدب العربي الحديث كأدب معاصر لمرحلة ما بعد الاستعمار، وكونه محل توتر وتفاعل مع العلوم المعاصرة والطب والتكنولوجيا والزمن وما لها من أثر على ذلك الأدب وتهميش كتاب أو كتابات كانت بمثابة سنن أنموذجية في ساحة الأدب العربي.
ستشارك في هذا المؤتمر نخبة من أهم الأكاديميين والكتاب والناشرين الناشطين في مجال الأدب العربي المعاصر والكلاسيكي، ويوفر المؤتمر للحاضرين فرصة للاستماع إليهم والنقاش معهم حول المسائل التي تتصدر الواجهة في هذا المجال.