مؤتمر الفجيرة العالمي الثاني للفلسفة يراهن على فلسفة الطفل

تنظيم النسخة الثانية من المؤتمر يأتي بهدف التأكيد على دور الفلسفة في تطوير الفكر البشري وأهميتها في معالجة العديد من القضايا.
الجمعة 2022/11/04
انفتاح على أهم قضايا الفلسفة الكونية

الفجيرة (الإمارات) - احتفالا باليوم العالمي للفلسفة ينظم «بيت الفلسفة» في إمارة الفجيرة مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة في دورته الثانية تحت عنوان «الفلسفة والرّاهن»، خلال الفترة من السابع عشر إلى العشرين من نوفمبر الجاري، في فندق ومنتجع البحر بالإمارة.

ويأتي تنظيم النسخة الثانية من مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، انطلاقا من النجاح الكبير الذي حققه في نسخته الأولى، بهدف التأكيد على دور الفلسفة في تطوير الفكر البشري وتعزيز ثقافة النقاش الفلسفي وأهمية الفلسفة في معالجة العديد من القضايا، وذلك بمشاركة نخبة من الفلاسفة العرب والأجانب والمحاضرين وأصحاب الاختصاص في مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية من مختلف الجنسيات.

وحول هذه الدورة قال رئيس المؤتمر أحمد السماحي «يأتي تنظيم النسخة الثانية من المؤتمر الدولي للفلسفة تأكيدا للنجاح الكبير الذي حققه في نسخته الأولى الثانية، وإسهامه في ترسيخ الدور الدولي والريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفلسفة، وبما يعزز مكانة إمارة الفجيرة بوصفها مركزا إقليميا وعالميا للحوار الفلسفي»، مضيفا، «يسرنا في هذه النسخة استقطاب نخبة واسعة من الفلاسفة والمتحدثين الرائدين من مختلف دول العالم ومن مختلف الجنسيات، لتبادل الأفكار حول القضايا الرئيسية والرؤى الفلسفية الحديثة»، داعيا الراغبين في المشاركة بالمؤتمر إلى التسجيل عبر الرابط المخصص لذلك.

بوكس

وتناقش موضوعات المؤتمر، الفلسفة وأبعادها المختلفة، وتأثيرها على الجوانب الحيوية ذات التأثير المجتمعي مثل بناء الوعي وتعزيز الهوية وتطوير التعليم، ومعنى الزّمن التّاريخيّ الرّاهن، وكيف ينظر فيلسوف فرنسيّ إلى الرّاهن، والقيم في عالم متغيّر، وغيرها من الموضوعات المعاصرة.

ويمتد المؤتمر لأربعة أيام مقدما جلستين بشكل يومي، مستضيفا أهم الكتاب والأكاديميين والمفكرين من العالم العربي والغربي.

وينطلق اليوم الأول من المؤتمر بجلسة أولى يرأسها الاكاديمي جوزيف معلوف، وتبدأ بمداخلة للكاتب والأكاديمي الفلسطيني أحمد البرقاوي بعنوان “في معنى الزمن التاريخي الرّاهن”، تليها ورقة بعنوان “كيف ينظر فيلسوف فرنسيّ إلى الرّاهن” للأكاديمي كلود سباك من فرنسا، وتقدم مواطنته أريانا كونتي مداخلة حول “القيم في عالم متغير”.

أما الجلسة الثانية التي ترأسها ابتهال عبدالوهاب فيقدم خلالها الأكاديمي والمفكر السعودي شايع الوقيان ورقة بعنوان “من وجهة نظر الراهن لماذا نتفلسف؟”، بينما يناقش المفكر المغربي محمّد مصباحي أدوار الفلسفة في مداخلة بعنوان “هل للفلسفة دور في الوعي العربيّ اليوم؟”.

وتنطلق الجلسة الأولى من اليوم الثاني والتي يرأسها الأكاديمي فهد الرويشد بمداخلة للأكاديمي والمفكر التونسي محمّد محجوب حول “مشكلات الفلسفة العربيّة الرّاهنة”، تليها ورقة بعنوان “سلطة المقدس في الراهن العربي” للمفكر المصري حسن حماد.

وتضم الجلسة الثانية برئاسة الأكاديمي عبدالله المطيري مداخلتين الأولى بعنوان “الممكنات القابلة للتّحقّق في العالَم العربي” للباحث خالد كمّوني من لبنان، والثانية بعنوان “الفلسفة والإصلاح السياسي” لأنور مغيث من مصر.

وفي أولى جلسات اليوم الثالث برئاسة الأكاديمي علي عبدون تناقش الأكاديمية الجزائرية مليكة بن دودة قضية “الدولة والأزمة”، بينما يطرح الأكاديمي والمترجم اللبناني باسل الزّين قضية “الرّاهن ومصير اللغات القومية”.

ويرأس الجلسة الثانية أحمد برقاوي، ويقدم خلالها الزّواوي بغورة من  الجزائر مداخلته حول الرّاهن وتجلياته الفلسفية، بينما يثير الأكاديمي اللبناني جوزيف معلوف قضية “التنوير والراهن”.

ويختتم المؤتمر في يومه الرابع بجلسة أولى تتخللها ورشة نقاش فلسفة الطفل، ويرأس الجلسة الأكاديمي معلوف، وتشهد تنظيم بلاتو “منظمة تعليم الفلسفة سياتل، واشنطن، أميركا” تقدمه الأكاديمية جانا موهر لون المؤسس والمدير التنفيذي للمؤسسة، إذ تناقش “التفكير السليم: كيف تنمي الفلسفة مهارات الأطفال وثقتهم في طرح الأسئلة المعقدة واختبارها”. وتشهد الجلسة الثانية ورشة الشباب يقدمها الأكاديمي الأردني موسى برهومة.

ويختتم المؤتمر بحلقة شباب من طلبة جامعة السربون قسم الفلسفة، وحلقة الفجيرة الفلسفية، يليها اجتماع مغلق للأعضاء، وإقرار مخرجات مؤتمر الفجيرة العالمي للفلسفة.

ويذكر أن “بيت الفلسفة” مؤسسة ثقافية أولى من نوعها انطلقت من إمارة الفجيرة في دولة الإمارات لصياغة الوعي العقلاني ونشره وتعليمه.

ووفق القائمين على المؤسسة فإن “بيت الفلسفة” يؤمن بأن الفلسفة هي العقل المستنير الذي يسعى لفهم الواقع من حولنا لنكتشف الأسئلة وكيفية الإجابة عنها، موقنين بأن الفلسفة تهدف إلى خلق الوعي عبر الإجابات المنطقية لتلك الأسئلة لتثري حياتنا بشكل
أفضل.

وإيمانا منهم بأن التجربة الحضارية عملية مستمرة وفي تطور دائم يشمل كل أصعدة الحياة والإبداع، فقد ارتأوا إغناء التجربة الإماراتية الرائدة وأن يكونوا رديفا علميا هاما تستنير به أجيال الحاضر والمستقبل.

كما تهدف مؤسسة «بيت الفلسفة» لنشر القيم الأخلاقية والجمالية والتنوير والتسامح، كما أنها تسعى لخلق نخبة فكرية إماراتية تفكّر في واقعها تفكيرا منهجيا سليما.

13