مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة يناقش مستقبل الصناعة في الشرق الأوسط

عدد من مؤسسي أستوديوهات الرسوم المتحركة وصُنّاع المحتوى في الشرق الأوسط وأفريقيا يناقشون التحديات المؤسسية والإنتاجية التي تواجه القطاع في المنطقة.
الثلاثاء 2025/05/06
لقاءات تدعم استمرارية إنتاج الرسوم المتحركة عربيا وأفريقيا

الشارقة - على مدار ثلاثة أيام، استضافت الشارقة فعاليات الدورة الثالثة من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة” بمشاركة أكثر من 35 ورشة عمل، و4 حفلات موسيقية، و16 جلسة نقاشية وحوارية قدمها أكثر من 74 متحدثا من 18 دولة.

ومن أبرز الجلسات الحوارية، شهد المؤتمر جلسة بعنوان “الرسوم المتحركة في الشرق الأوسط وأفريقيا: الفرص والتحديات”، ناقش فيها عدد من مؤسسي أستوديوهات الرسوم المتحركة وصُنّاع المحتوى في الشرق الأوسط وأفريقيا التحديات المؤسسية والإنتاجية التي تواجه القطاع في المنطقة، مؤكدين أهمية تطوير بنى تحتية مستدامة تدعم استمرارية الإنتاج المحلي، وتعزّز حضور الأصوات الإبداعية في الأسواق العالمية.

شارك في الجلسة زُمروت باكوي، مديرة البرمجة والعروض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “وارنر براذرز ديسكفري”، وعبدالعزيز عثمان، الرئيس التنفيذي لأستوديو “زيز أنيميشن” في السعودية، وطارق علي، مؤسس أستوديو “زَنَد” في مصر، وريموند مالينغا، الرئيس التنفيذي لأستوديو “كريتشرز” في أوغندا، وداميلولا سوليسي، المديرة التنفيذية والإبداعية لأستوديو “سميدز” في نيجيريا، وأدارت الجلسة مونيا آرام، المتخصصة في التعاون الثقافي والإعلامي.

الجلسة دعت إلى ضرورة تطوير منصات إقليمية تسهم في توزيع المحتوى المحلي دون التنازل عن الخصوصية الثقافية

افتتحت زُمروت باكوي الجلسة بمناقشة دور المؤسسات الإعلامية العالمية في احتضان محتوى محلي يعكس التنوع الثقافي واللغوي، مشيرة إلى أن قنوات مثل “كرتون نتورك” و”كرتونيتو” تضع الجودة السردية والمضمون التربوي أولوية في برمجتها. ولفتت إلى أن التوسع في البث الرقمي يضاعف مسؤولية صنّاع المحتوى تجاه الأطفال، مؤكدة أن التمثيل الثقافي الأصيل لا ينبغي أن يُستبدل بإرضاء الأسواق العالمية على حساب الهوية.

أما طارق علي فدعا إلى استثمار الإرث السينمائي المصري في تطوير صناعة الرسوم المتحركة، مؤكدا أن الإنتاج المحلي قادر على تقديم أعمال أصيلة تمتد من الشاشة إلى المنصات الرقمية إذا توفرت الثقة بالنفس والتشريعات الداعمة للملكية الفكرية، مشيرا إلى أن أستوديو “زَنَد” يسعى لتقديم محتوى يدمج بين الموروث الشعبي والإبداع البصري الحديث.

من جانبه استعرض عبدالعزيز عثمان تجربة أستوديو “زيز أنيميشن” في السعودية، الذي انتقل من مشاريع تمويل ذاتي إلى إنتاج سلسلة “نايرات” الحائزة على جوائز إقليمية.

كما تحدث عن الحاجة إلى منظومة إنتاج متكاملة تتضمن آليات دعم مالي وتنظيمي مستقر، مشيرا إلى أن صناعة الرسوم المتحركة تتسم بطول دورة حياتها مقارنة بالصناعات الإبداعية الأخرى، ما يتطلب نماذج تمويل مستدامة تشمل المنح والشراكات المؤسسية.

وشارك ريموند مالينغا بتجربته في تأسيس أستوديو “كريتشرز” في أوغندا، الذي استطاع بموارد محدودة دخول السوق العالمية عبر شراكات إستراتيجية، أبرزها التعاون مع منصة “ديزني+” لإنتاج فيلم “Herderboy” ضمن سلسلة “Kizazi Moto”، مؤكدا أن تمثيل الشخصيات المحلية بلغاتها ولهجاتها يسهم في بناء الثقة لدى الأطفال ويدعم بناء صناعة حقيقية.

وسلّطت داملولا سوليسي الضوء على التحديات البنيوية في سوق الرسوم المتحركة في نيجيريا، خصوصا في ما يتعلق بضعف التمويل، لكنها شددت على أن الطاقات الشابة تمثل قاعدة صلبة للنهوض بالقطاع، داعية إلى دعم المواهب من خلال بيئات تعليمية وتشريعية تتيح لهم الوصول إلى أدوات الإنتاج والتمويل.

وخرجت الجلسة بتوصيات أبرزها ضرورة سنّ قوانين تحمي الملكية الفكرية في مشاريع الرسوم المتحركة، وتطوير منصات إقليمية تسهم في توزيع المحتوى المحلي دون الاضطرار إلى التنازل عن الخصوصية الثقافية. وشدد المشاركون على أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة يمكن أن تسهم في تسريع الإنتاج، لكنها لا يمكن أن تحل مكان الإبداع البشرية.

14