مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي ترند: المقصود مكة وليس العراق

انقسم الناشطون العرب حول مدى صحة مداخلة رئيس مجلس الشورى السعودي، الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ، للتعقيب على الآية التي قرأها رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي “ربِّ اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات”، وتأكيده أن المقصود مكة وليس العراق ليتحول الأمر إلى مناكفات طائفية.
بغداد - أثار رئيس مجلس الشورى السعودي، الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ موجة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تناقل فيديو بشأن مداخلته للتعقيب على ما ذكره رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي بشأن آية قرآنية أراد من خلالها الإشادة بالعراق.
وفي كلمته خلال افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي المنعقد في العاصمة العراقية السبت، ذكر رئيس مجلس النواب الأردني الصفدي خلال كلمته الآية القرآنية “رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات”، وأشار إلى أن ذلك الدعاء هو للنبي إبراهيم وأن البلد المقصود هو العراق، وذلك في إطار إشادته بالبلد الذي يستضيف الجلسة.
وفور انتهاء كلمة الصفدي، طلب رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله آل الشيخ مداخلة إيضاح من رئيس الجلسة رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي.
وذكر آل الشيخ بدقة مواضع أخرى في القرآن الكريم وردت فيها آيات متشابهة وجميعها تشير فيها كلمة البلد إلى مكة المكرمة.
واستند آل الشيخ إلى آيات أخرى من سورتي البقرة وإبراهيم “كلها المقصود بها مكة”، مشيرا إلى أنه أراد بمداخلته “الإيضاح فقط”.
وتسببت تصريحات رئيس مجلس الشورى السعودي بضجة من التعليقات على الشبكات الاجتماعية، وتحول اسم المؤتمر إلى ترند بسبب هذا الجدل، وتم تداول الحادثة أكثر من أخبار المؤتمر نفسه.
ومع إعادة نشر الفيديو تباينت الآراء بشأن ما حدث، ووصف بعض المغردين ما حدث بأنه “موقف محرج” لرئيس مجلس النواب الأردني، فيما قال آخرون إنه أراد استخدامها بشكل مجازي عند إشارته إلى العراق، ولم يكن الأمر يستدعي التوقف عنده. وكتب مغرد:
وقال آخر:
وركز البعض على خطأ الصفدي في تلاوة الآية القرآنية، فجاء في تغريدة:
abdou44761@
ممثل الأردن أخطأ في نُطق الآية الكريمة من بدايتها حيث نصب “رب”، وصحة النطق أن تكون “ربِّ”…هذا أولا.
أما الإيضاح من جانب ممثل المملكة فلم يكن له داعٍ!
إذ أن ممثل الأردن قال عن خليل الرحمن إنه قطن العراق، وهذا صحيح، والرجل لم ينسب دعاء إبراهيم الخليل إلى العراق.
وكتب ناشط:
واتخذت بعض التعليقات منحى طائفيا من مغردي البلدين. وأفردت للأمر بلاتوهات تلفزيونية للتفسير.
وقال رئيس مركز ألوان للدراسات الإستراتيجية حيدر البرزنجي لقناة العهد العراقية التي تمتلكها وتديرها ميليشيات عصائب أهل الحق إن “مداخلة رئيس مجلس الشورى السعودي تعد تطرفا ونأمل بدوام الأمن والأمان لكافة البلدان العربية”. وأضاف “النظام السعودي تربى وفق منهج عدائي لأهل البيت وهناك خلل بنيوي بالمفاهيم لديهم العراق يمتلك دورا أساسيا في المنطقة”.
ورد الإعلامي السعودي حسين الغاوي:
ورأى ناشطون أن المداخلة لا تستحق كل هذه الضجة فهي مجرد توضيح وهناك من اعتبر أن الشرح واجب وأن آل الشيخ حافظ للقرآن ويجب عليه التنويه والمداخلة عند الإشارة إلى آيات القرآن.
واعتبر معلق:
وأشار آخر:
وانتقد بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحميل الأمر أكثر من حجمه والدخول في نزاعات حول المسائل الدينية الثانوية، بينما هناك الكثير من الأزمات في العالم العربي.
وقالت مغردة:
وكانت أعمال المؤتمر الرابع والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي في بغداد انطلقت السبت، بحضور عدد من رؤساء البرلمانات العربية والخليجية.
وردا على الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الصفدي في حديث لقناة “الرشيد” العراقية ”بالتأكيد نتفق مع أخي عبدالله آل الشيخ على ضرورة تدعيم وحدة الصف البرلماني العربي وقد لمستُ منه الحرص الكبير على نجاح المؤتمر البرلماني في بغداد، وما حدث من تداعيات عبر منصات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يؤثر على علاقاتنا فالأردن والسعودية تربطهما علاقات تاريخية ومتجذرة يقودها بحكمة الملك عبدالله الثاني وأخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله، خدمة لصالح الشعبين الشقيقين ومصالح أمتينا العربية والإسلامية”.
ورصدت قنوات تلفزيونية لقاء الصفدي وآل الشيخ وهما يضعان اليد باليد، عقب انتهاء أعمال مؤتمر “الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته”.