مؤتمرات الفيديو تؤدي إلى الإجهاد الجسدي والنفسي

برلين- التباعد الاجتماعي والعمل عن بعد الذي فرضته جائحة كورونا، لفت الانتباه إلى أهمية تقنية مؤتمرات الفيديو التي لجأت إليها المؤسسات الحكومية والشركات لعقد اجتماعاتها.
ورغم المزايا العديدة لهذه المؤتمرات، خاصة في توفير الوقت والمصاريف المادية، إلا أن الشكاوي تزايدت، وأصبحنا نسمع اليوم بعبارة “إجهاد زوم” وهي أعراض تظهر على مستخدمي هذه المؤتمرات التي تشير دراسة صدرت حديثا إلى أن ضحاياها من النساء أكثر من الرجال.
وفي تقرير نشرته مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية مؤخرا أكدت المجلة أن مؤتمرات الفيديو المكثفة، التي تزايدت مع توسع ظاهرة العمل عن بعد، تسببت بمشاكل جسدية ونفسية.
وحسب التقرير يؤدي البقاء أمام الشاشة وقتا طويلا إلى تصلب العضلات وإلى آلام في الرقبة وأسفل الظهر، كما أن النظر إلى صورتنا على الشاشة طوال الوقت، والتواصل دون استخدام لغة الجسد من العوامل التي تمثّل عبئا نفسيا على مستخدم هذه التكنولوجيا يزيد شعوره بالإرهاق.

النساء يعانين من التوتر أكثر من الرجال بسبب تقنية الاجتماعات بالفيديو
وكانت دراسة نقل نتائجها موقع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، أجرى خلالها جيفري هانكوك أستاذ علوم الاتصال بجامعة ستانفورد الأميركية رفقة فريق بحثه مقابلات مع أكثر من 10 آلاف حول تجاربهم مع تطبيقات “زوم” و”تيمز” و”سكايب”وغيرها، أكدت أن المؤتمرات بتقنية الفيديو أكثر إرهاقًا من الاجتماعات التي يحضرها المشاركون ويتحدثون وجهًا لوجه.
وحسب الدراسة فإن السبب الرئيسي للملل والإرهاق الذي يتسبب فيه الفيديو هو أن المشاركين يرون أنفسهم طيلة الوقت خلال الاجتماع الافتراضي. ومن أجل معرفة العامل المزعج بشكل دقيق طور الباحثون مقياسًا للآثار النفسية للمؤتمرات عبر الإنترنت وبدأوا دراسة حول الموضوع في شهري فبراير ومارس 2021، شملت مختلف دول العالم.
وأظهرت الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرًا أن النساء يعانين من التوتر أكثر من الرجال بسبب تقنية الاجتماعات بالفيديو. وعبرت واحدة من كل سبع نساء أنهن يشعرن بإرهاق “شديد” إلى “شديد جدا” بعد مؤتمرات الفيديو. أما عدد الرجال الذين يعانون من نفس الأعراض فكانت نسبتهم واحد من كل 20 رجلاً.
ويفسر الباحثون ذلك بما يسميه علماء النفس الاجتماعي “الانتباه المتمركز حول الذات”. ولأن المرء يرى نفسه باستمرار أثناء مؤتمرات الفيديو فإن ذلك يتسبب في انعكاسات ذاتية متعددة يمكن أن تسبب التوتر. يضاف إلى ذلك الخوف من ترك انطباع سيء بصريًا ولفظيًا.
وكشفت دراسات سابقة أن النساء أكثر ميلا للنظر إلى أنفسهن في المرآة وتقييم مدى تأثيرهن على الآخرين. وبشكل عام فالنساء أكثر اهتمامًا بصورتهن من الرجال.