مأزق مالي ينذر بانهيار السلام الهش في جنوب السودان

جوبا - قال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إن اتفاق السلام الذي وقع عليه مؤخرا مع فصائل المعارضة “غير جيد”، فيما تتربص أزمة تمويل خانقة باتفاق السلام الهش.

وقال كير في خطابه أمام الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم (الحركة الشعبية) بالعاصمة جوبا “هذا الاتفاق ليس جيدا، لكني قمت بالتوقيع عليه، لأن الشعب عانى بسبب الحرب، ولا أريد أن تستمر معاناته”.

وطالب كير الأطراف الموقعة بالتركيز على بناء مستقبل أفضل للبلاد عبر تنفيذ بنود الاتفاق، مشيرا إلى أن التنفيذ يواجه معضلة بسبب غياب التمويل، وعدم ثقة بعض البلدان المانحة في إمكانية صموده لفترة طويلة.

وأردف قائلا “تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات كبيرة، فحتى الآن لا يوجد تمويل من قبل الولايات المتحدة والبلدان الغربية، إذا رفضت أميركا الاعتراف بالاتفاق فإن بقية الدول الأوروبية لن تدفع، هناك أشخاص يؤمنون بأن الاتفاق لن يصمد وأن الأطراف ستعود للحرب والقتال مرة أخرى”.

 ويواجه اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة في جنوب السودان، أزمة تمويل بعد أن اشترط المجتمع الدولي على الحكومة والمعارضة إظهار قدر من الجدية في تنفيذ بنود الاتفاق مقابل توفير الدعم المالي المطلوب لذلك.

وبحسب لجنة حكومية متخصصة، يتطلب تنفيذ بنود الاتفاق خلال الفترة ما قبل الانتقالية مبلغ 114 مليون دولار، وفرت منه الحكومة مليون دولار فقط.

وفي 5 سبتمبر، وقع فرقاء جنوب السودان، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاقا نهائيا للسلام.

واعتبرت الحركة الوطنية الديمقراطية المعارضة أنه يستحيل تنفيذ بنود اتفاق السلام بالبلاد، خلال الفترة ما قبل المرحلة الانتقالية، بسبب “السير البطيء” لعملية السلام.

وقال موت تروك، المتحدث باسم الحركة المعارضة، والتي تعتبر واحدة من الحركات الموقعة على اتفاق السلام “هناك بطء في تنفيذ بنود اتفاق السلام خلال الفترة ما قبل الانتقالية، ونحن غير متفائلين بإمكانية إحراز أي تقدم ملموس في تنفيذ بنود الاتفاق”.