"مأخوذا بجمال ثان" قصائد سورية تجرّب في أرض شعرية جديدة

الكتاب محاولة لترك بصمة تجديدية أصيلة في الفضاء الشعري وتجربة فنية وفكرية تطمح إلى ملامسة المجاوزة والخصوصية.
الأربعاء 2023/01/18
محاولة جادة لترك بصمة تجديدية (لوحة كيفورك مراد)

عمان - يمثل ديوان "مأخوذا بجمال ثان" المرحلة الثانية في تجربة الشاعر السوري مازن أكثم سليمان، وذلك بما يتعلق بالجانب الزمني للكتابة الشعرية لا بتسلسل الطباعة أو النشر؛ إذ صيغت النصوص في الفترة اللاحقة لصياغة نصوص الديوان الأول للشاعر (قبل غزالة  النوم) التي كتبت خلال الحقبة الممتدة بين 1994 و2001، ليخوض الشاعر تجربته في هذه المجموعة بدءا من عام 2002 إلى عام 2010.

تجربة تتعلق بالجانب الزمني للكتابة الشعرية لا بتسلسل الطباعة أو النشر
تجربة تتعلق بالجانب الزمني للكتابة الشعرية لا بتسلسل الطباعة أو النشر

وبناء على هذا التحقيب الزمني/ الفني تقوم آلية التجربة والتجريب في هذا الديوان، الصادر عن دار خطوط وظلال بعمان، على محورين: الأول: محاولة  الاستمرار في ما بدأه الشاعر في ديوانه الأول عبر عمله الذي كان أحد أهم العناصر الشاغلة فيه والمهيمنة عليه، ويكمن في تمثل التجارب الشعرية العربية والعالمية، ثم السعي الحثيث إلى تقديم صوت خاص يعيد تخليق رؤى الحداثة وما بعد الحداثة، تأسيسا على طموح الشاعر إلى مجاوزة الثنائية الحديّة والتقليدية الراسخة نسبيا في الكتابات الشعرية العربية منذ خمسينات القرن الماضي، ومرورا بالسبعينات؛ وهي ثنائية شعر الرؤيا والشعر اليومي، فضلا عن العمل على الانفتاح، قدر المستطاع، على التقنيات الفنية المركبة والمتراكبة لـ"مشروع الكتابة".

أما المحور الثاني الذي يبني عليه الشاعر ديوانه فهو محاولة الشاعر، في الوقت  نفسه، تجاوز عدة مستويات فنية وفكرية سادت في ديوانه الأول، وذلك بالتوازي مع نمو تجربته الحياتية والمعرفية ثقافيا وأكاديميا، وبما يتصل أيضا بمتطلبات التوازن الجمالي المشتهى لديه بين مستجدات ثورة عصر الرقميات وروح الانتماء إلى زمان الشعر المطلق (الصافي).

ديوان "مأخوذا بجمال ثان" هو محاولة جادة لترك بصمة تجديدية أصيلة في الفضاء الشعري، وتجربة  فنية وفكرية تطمح إلى ملامسة المجاوزة والخصوصية والاختلاف.

12