مآسي الهجرة والحرب تسيطر على عروض الجونة السينمائي

قصص الحب ومشاكل الهجرة والحروب تتصدر أهم ملامح عروض مهرجان الجونة، وندوات وورش حول اللاجئين وقصصهم عبر الأفلام.
الثلاثاء 2018/09/25
"ريح ربّاني".. قصة تجمع بين صناعة الموت ومقاومة الحب

شهدت فعاليات اليوم الخامس، الاثنين، من الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي تقديم 14 فيلما ضمن برنامج عروض مسابقات الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة، بجانب برنامج العرض الخاص، وعروض برنامج الاختيار الرسمي خارج المسابقة.

الجونة (مصر) – سيطرت قصص الحب ومشاكل الهجرة والحياة تحت وطأة الحروب، على أهم ملامح وقضايا عروض الاثنين من مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية المقامة في مدينة الغردقة بمنتجع الجونة على شاطئ البحر الأحمر، والتي تتواصل حتى 28 سبتمبر الجاري.

وعرض فيلم “المهاجر” للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، والذي يقدّم رؤية ذاتية لقصة يوسف من خلال شخصية رام، الذي يعيش مع أبيه العجوز وسط قبيلة تقيم على أطراف مصر، حيث يرفض الشاب الفقر الذي تعيشه قبيلته فيقرّر الهجرة لتعلم فنون الزراعة في مصر، ويصحبه إخوته السبعة، وبرغم مؤامراتهم يصل رام إلى مصر، فيتعلم فيها ويتعرف على قائد جيوشها.

قصص حب لم تكتمل

تضمنت عروض الاثنين أيضا تقديم فيلم “سعيد مثل الزارو” للمخرج أليتشه رورفاكر، وتدور أحداث الفيلم حول اجتماع الزارو، الشاب الطيب مع تانكريدي النبيل والملعون بسبب خياله، وتنشأ بين الشابين علاقة قوية فيطلب تانكريدي من الزارو مساعدته في التخطيط لعملية خطف.

كما عُرض فيلم “سارقو المتاجر” للمخرج هيروكازو كوريه، وهو الفيلم المتوج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان الأخير، ويحكي الفيلم قصة لقاء أوسامو وابنه بفتاة صغيرة في يوم بارد، بعد أن قاما بإحدى السرقات، وفي البداية يترددان في إيواء الفتاة عندهما، ولكن زوجة أوسامو توافق على الاعتناء بها، على الرغم من فقر العائلة، والتي بالكاد توفر القليل من المال من خلال قيامها بسرقات بسيطة للمتاجر تبقيهم على قيد الحياة، لكنهم يبدون سعداء، حتى لحظة وقوع الحادث.

وعُرض فيلم “تعليم باريسي” للمخرج جون بول سي يراك، ويحكي الفيلم عن إتيان الذي أتى إلى باريس لدراسة السينما بجامعة السوربون، ويتعرف على ماتياس وجان نويل، وبينما يقضون العام الدراسي يواجهون صعوبات في الصداقة والحب، كما يكون عليهم كذلك خوض معاركهم الفنية.

أما فيلم “أوتيا 22 – يوليو” وهو من إخراج إريك بوب، فيحكي تفاصيل اليوم الثاني والعشرين من يوليو عام 2011، حيث تعرض مئات من أعضاء اتحاد شبيبة حزب العمال النرويجي المخيمين في معسكر صيفي خارج العاصمة أوسلو إلى هجوم مسلح نفذه رجل يميني متطرف.

"ريح رباني" يتناول قصة شاب وامرأة ترسلهما جماعات إرهابية لتنفيذ عملية انتحارية في الجزائر، فيقعان في الحب

وعرض فيلم “تاريخ الحب” إخراج سونيا بروسنك، قصة إيفا ذات السبعة عشر ربيعا، والتي تحاول التعامل مع حزنها على فقدان والدتها في حادث سيارة، وترافق حزنها الشخصي العميق مع اكتشافها أنها لم تكن تعرف كل شيء عن والدتها، وتغرق نفسها ببطء في عالم غريب يشبه عالم الأحلام.

وعرض المهرجان في يومه الخامس أيضا فيلم “الرجل الذي فاجأ الجميع” إخراج ناتاليا ميركولوفا وألكسي شوبوف، ويروي الفيلم قصة إيجور كورهسنوف، حارس غابات سيبيري الذي يبلغ من العمر 40 عاما وينتظر هو وزوجته ناتاليا طفلا ثانيا، وفجأة يكتشف أنه مصاب بسرطان في مرحلة متأخرة، فيقرر إيجور تغيير هويته كي يتجنب مواجهة الموت القادم.

وعرض فيلم “ألوان مائية” إخراج فيكتور كوساكوفسكي، حيث يصحب الفيلم المشاهدين في رحلة سينمائية عميقة عبر الجمال المتحول والقوة الأولية للماء وقوة الألوان المائية التي يلتقط المخرج فيكتور كوساكوفسكي خصائصها في تفصيل مرئي مذهل. كما عُرض ضمن برنامج الاثنين، فيلم “درب السموني” إخراج ستيفانو سافونا، ويحكي قصة عائلة السموني التي تعيش في الضواحي الريفية لمدينة غزة مع غيرها من العائلات، وهي على وشك الاحتفال

بزفاف أحد أبنائها، وهو الاحتفال الأول لهم بعد انتهاء الحرب الأخيرة، وقد فقدوا فيها الكثير.  وترسم ذكريات الأطفال والشباب الناجين من الحرب، والتي يعرضها الفيلم، صورة عميقة ومتعددة الوجوه لتفاصيل حياة عائلة عاشت مأساة الحرب.

أما برنامج “منصة الجونة السينمائية” فتضمن الاثنين مجموعة من الندوات والورش، والحلقات النقاشية حول عدد من القضايا بينها “المحتوى الرقمي من الخلق إلى الحصول على التمويل”، و”الأفلام من النص إلى الشاشة”، و”الأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج” و”اللاجئون وقصصهم عبر الأفلام”، و”الوضع الراهن لدور المهرجانات السينمائية”.

بين الحب والخوف

عرض مهرجان الجونة السينمائي الأحد فيلم “ريح ربّاني” للمخرج الجزائري مرزاق علواش، والفيلم إنتاج جزائري/ فرنسي/ لبناني مشترك ومن بطولة سارة لايساك ومحمد أوغليس وحسن بن زراري، وشارك في وقت سابق من سبتمبر الجاري بمهرجان تورونتو السينمائي في كندا.

ويشكل العمل الأخير حلقة جديدة ضمن سلسلة أفلام تصدى فيها علواش (73 عاما) للفكر المتطرف وانتشاره منها “باب الواد سيتي” و”العالم الآخر” و”التائب”. ويتناول “ريح ربّاني” قصة شاب وامرأة ترسلهما جماعات إرهابية لتنفيذ عملية انتحارية ضد منشأة نفطية في الجزائر، لكن خلال الأيام القليلة التي تجمعهما في بيت واحد قبل الهجوم تنشأ علاقة حب من طرف واحد تغير مصيرهما معا.

وتدور الأحداث بالكامل في الصحراء وتأتي الصورة باللونين الأبيض والأسود، وهو ما فسره المخرج في مناقشة مع الجمهور بعد عرض الفيلم الأحد بمهرجان الجونة السينمائي بأنه “عاشق للصحراء التي استخدمها كثيرا في أفلامه السابقة”، كما أراد باللونين الأبيض والأسود “أن يركز المشاهد على بطلي العمل دون الانشغال بما حولهما من تركيبة بصرية في المشهد، لأنهما المحركان الرئيسيان للأحداث”.

14