ليلة السقوط المذل للكبار عنوان جولة الدوري الإنجليزي

انهيار ليفربول يصدم كلوب وهزيمة قاسية لتوتنهام بمعقله.
الثلاثاء 2020/10/06
خيبة أمل بادية

قد يختلف المحللون والمتابعون بشأن إعطاء عنوان كبير للجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنهم ربما يجمعون على فكرة كبيرة عنوانها العريض “السقوط المذل للكبار” لجهة ما حملته هذه الجولة من مفاجآت مدوّية وخصوصا لصاحب اللقب ليفربول وأيضا لمانشستر يونايتد الساعي إلى الظهور بمظهر البطل هذا الموسم.

لندن - ستبقى أمسية الأحد في الرابع من أكتوبر 2020 عالقة في الأذهان ومدونة في سجلات أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد السقوط المذل لكل من ليفربول حامل اللقب أمام مضيفه أستون فيلا 2-7 وغريمه مانشستر يونايتد أمام ضيفه توتنهام 1-6 ضمن المرحلة الرابعة من الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

وعلى ملعب “فيلا بارك”، اعتقد ليفربول أنه سيكون أمام مهمة سهلة إلى حد كبير بعد فوزه بمبارياته الثلاث الأولى في مستهل حملة الدفاع عن لقبه، لكن الأمر انتهى بفريق المدرب الألماني يورغن كلوب بتلقي هزيمة مذلة على يد أستون فيلا الذي ألحق بـ”الحمر” أكبر هزيمة لهم منذ السقوط أمام مانشستر سيتي 0-5 في سبتمبر 2017.

ومن المؤكد أن أشد المتفائلين من ناحية أستون فيلا لم يكن يتوقع أن تنتهي هذه الأمسية بنتيجة من هذا العيار الثقيل وما شهده اللقاء “لم يكن متوقعا، لكنه حصل” بحسب ما قال كلوب، مضيفا “جميعنا قمنا بأمور سيئة للغاية وارتكبنا أخطاء كثيرة في مباراة واحدة، لكننا نأمل أن نبدأ من جديد”.

وكانت هزيمة الأحد التي تسبب بها بشكل كبير أولي واتكينز بتسجيله ثلاثة من أهداف أستون فيلا السبعة، الأكبر بالنسبة إلى ليفربول الساعي للنسج على منوال الموسم الماضي.

وهذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها حامل اللقب بتلقيه سبعة أهداف كاملة منذ أن حصل ذلك مع أرسنال ضد سندرلاند في سبتمبر 1953، والمرة الأولى التي تهتز فيها شباك “الحمر” بسبعة أهداف منذ أبريل 1963 بحسب “أوبتا” للإحصاءات حين خسروا أمام توتنهام 2-7.

كما أنها المرة الأولى التي يفوز فيها أستون فيلا على حامل لقب الدوري في آخر 16 مباراة (خسر المواجهات الـ12 الأخيرة قبل لقاء الأحد)، وتحديدا منذ ديسمبر 1998 ضد أرسنال.

وبدا ليفربول الذي غاب عنه السنغالي ساديو مانيه لإصابته بفايروس كوفيد – 19، مهزوزا تماما منذ البداية لاسيما في مركز حراسة المرمى، حيث ناب الإسباني أدريان عن البرازيلي أليسون بيكر المصاب، وكان سببا في الهدف الأول الذي سجل بعد أربع دقائق فقط، نتيجة تمريرة خاطئة وصلت على إثرها الكرة إلى جاك غريليش الذي مررها بدوره لواتكينز.

واعتبر كلوب أن “الهدف الأول ترك أثره، لكن يجب ألا يحصل هذا الأمر. أدريان ارتكب خطأ لكننا تلقينا في السابق أهدافا من هذا النوع”، أي لا يجب أن ينهار الفريق نتيجة هدف مماثل، معتبرا أن فريقه فقد تماسكه بعد ذلك.

وخلال رحلته نحو اللقب الأول في الدوري منذ 30 عاما، انتظر ليفربول الموسم الماضي حتى المرحلة الثامنة والعشرين لتلقي هزيمته الأولى، لكن هذه المرة اهتزت معنوياته بشكل مبكر على يد أستون فيلا الذي حقق الأحد أكبر انتصار له في الدوري منذ 2008 حين اكتسح دربي كاونتي 6-0، في حين أن أكبر نتيجة له كانت 7-1 ضد ويمبلدون في 11 فبراير 1995.

يورغن كلوب: ما حصل لم يكن متوقعا وقمنا بأمور سيئة وارتكبنا أخطاء
يورغن كلوب: ما حصل لم يكن متوقعا وقمنا بأمور سيئة وارتكبنا أخطاء

وسيكون أمام كلوب أسبوعين لاستيعاب صدمة “فيلا بارك” في ظل توقف الدوري مفسحا المجال للمباريات الدولية، قبل معاودة النشاط بمواجهة صعبة جدا على ملعب الجار اللدود إيفرتون الذي يقدم بداية موسم رائعة بقيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومجموعة من اللاعبين الجدد، إذ يتصدر الترتيب وحيدا بعد فوزه بمبارياته الأربع الأولى.

ويأمل إيفرتون في الإفادة من الوضع المعنوي المهزوز لحامل اللقب من أجل تحقيق الفوز الأول عليه منذ 2010 حين تغلب عليه 2-صفر في “غوديسون بارك”.

وبما أن أياكس أمستردام الهولندي ينتظر أيضا ليفربول في مباراته الثانية بعد العودة من توقف المباريات الدولية حين يستضيفه في 21 الشهر الحالي في الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا، تمنى كلوب “لو كان بإمكاني أن أجري حصة تمرينية الاثنين والثلاثاء لمناقشة ما حصل (ضد أستون فيلا)، لكن الشبان سيتوقفون للمشاركة في واجباتهم الدولية (مع منتخبات بلادهم)”.

وأمل في “أن يعودوا بصحة جيدة لكي نستخدم هذين اليومين (بعد العودة) من أجل التحضير لإيفرتون”.

كما اعتبر كلوب أن أدريان ساهم في الخسارة لكنه لم يكن السبب الوحيد لحصول هذه الكارثة، رأى قلب الدفاع الهولندي فيرجيل فان دايك أن الفريق بأكمله “لم يقدم 100 في المئة من البداية حتى النهاية”.

ولدى سؤاله من قبل شبكة “سكاي سبورتس” عما حصل دفاعيا للفريق في المباراة، أجاب فان دايك “أعتقد أن الفراغات (بين الخطوط واللاعبين) كانت كبيرة. خسرنا معارك المتابعات (أي قطع الكرة بالشكل المناسب وإبعاد الخطر عن منطقة الجزاء) في الكثير من المناسبات”.

وبعد تلقيه الأحد أسوأ هزيمة له منذ تسعة أعوام بخسارته أمام توتنهام على أرضه 1-6، عاد مانشستر يونايتد إلى وضع مألوف لازمه في الأعوام الأخيرة وحرمه من المنافسة على لقبه الأول منذ 2013.

ومنذ أن قرر المدرب الاسكتلندي الأسطوري أليكس فيرغوسون أن يعتزل التدريب في عقب نهاية موسم 2012-2013، تناوب على تدريب “الشياطين الحمر” خمسة مدربين، أحدهم بشكل مؤقت (الويلزي راين غيغز)، دون أن ينجح أي منهم في إعادته إلى مكانته.

لكن بريق أمل لاح في الأفق مع نهاية الموسم الماضي حين نجح لاعبه السابق النرويجي أولي غونار سولسكاير في إعادته للمشاركة في دوري أبطال أوروبا بسلسلة من 14 مباراة متتالية دون هزيمة، أنهى بفضلها الدوري الممتاز ثالثا أمام تشيلسي وخلف ليفربول البطل وجاره اللدود مانشستر سيتي.

لكن سرعان ما أصابت الخيبة المشجعين بعد أن خسر الفريق مباراته الأولى للموسم على يد ضيفه كريستال بالاس (1-3)، قبل أن تقع الكارثة الأحد في “أولد ترافورد” أيضا، حين مني بهزيمة مذلة على يد توتنهام بقيادة مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو.

وتلقى يونايتد الأحد إحدى أسوأ هزائمه في الدوري الممتاز، لاسيما بأنه لم يسقط بفارق خمسة أهداف سوى ثلاث مرات سابقا في الدوري الممتاز، آخرها أمام جاره مانشستر سيتي 1-6 في ملعبه أيضا عام 2011 إضافة إلى خسارتين 0-5 ضد نيوكاسل عام 1996 وتشيلسي عام 1999، فيما خسر بنتيجة 0-7 مرتين في الدرجة الأولى سابقا عامي 1926 ضد بلاكبيرن و1930 ضد أستون فيلا، ومرة في الدرجة الثانية ضد ولفرهامبتون عام 1931.

وتعرض مالكو وصانعو القرار في يونايتد إلى انتقادات شديدة لفشلهم في تعزيز صفوف الفريق، خلافا لمنافسيهم الذين أنفقوا أموالا طائلة في سوق الانتقالات على الرغم من التبعات الاقتصادية لتفشي فايروس كورونا المستجد.

ووجّه مورينيو الذي أقاله يونايتد في ديسمبر 2018 واستبدله بسولسكاير، انتقادا مبطنا لإدارة ناديه السابق من خلال الإشادة بهيكلية توتنهام “التي جعلت ممكنا الحصول على هذه التشكيلة” بعد تعزيز خياراته بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة.

وقد يكون هناك غضب عارم من المشجعين تجاه إدارة النادي، لكن هناك شكوك حول قدرة يونايتد على إعادة اكتشاف أمجاده السابقة بقيادة سولسكاير كمدرب.

وعندما لجأت الإدارة إلى المهاجم السابق للفريق من أجل تولي المهمة خلفا لمورينيو في ديسمبر 2018، كانت تنظر إليه كمدرب مؤقت لكنه بقي نهائيا في المنصب رغم اكتفاء “الشياطين الحمر” بالمركز السادس في نهاية الموسم بفارق 32 نقطة عن جاره مانشستر سيتي البطل.

وحتى بعد نجاحه الموسم الماضي في العودة إلى دوري الأبطال بنيله المركز الثالث، أنهى “الشياطين الحمر” الدوري الممتاز بفارق 33 نقطة عن غريمهم ليفربول الذي توج بطلا للمرة الأولى منذ 1990.

والآن بات مطلوبا من سولسكاير العمل بشكل مكثف من أجل تحسين دفاعه الذي كاد أن يكون سجله أسوأ بكثير لو لم يسدد برايتون في الخشبات الثلاث في مباراة المرحلة الماضية التي حسمها يونايتد 3-2 بهدف من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع.

وخسر ليستر سيتي مباراته الأولى للموسم من دون أن يسدد بين الخشبات الثلاث، وجاءت بنتيجة قاسية أمام ضيفه وست هام 0-3، ليكون إيفرتون المستفيد لأنه أصبح وحيدا في الصدارة بعد فوزه الرابع السبت على حساب برايتون 4-2.

وحقق أرسنال فوزه الثالث على حساب ضيفه شيفيلد يونايتد 2-1، ما سمح لفريق المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا بالبقاء في قلب الصراع بـ9 نقاط.

23