ليفربول يرصد المجد المحلي بعد القاري والعالمي

كلوب يقلل من شأن ابتعاد فريقه ليفربول بفارق 13 نقطة في صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، مؤكدا أن تركيزه منصب على المباريات المقبلة.
السبت 2019/12/28
مدرب يكتب قصة نجاح

يتابع ليفربول كتابة سيناريو مثالي مع نهاية العام 2019 وبداية العام الجديد 2020 وذلك بتأكيد حضوره على جميع الواجهات، والأهم من ذلك نيل شرف التتويج قاريا وعالميا بانتظار اكتمال حلم الفريق برفع لقب الدوري الإنجليزي الذي طال انتظاره.

ليفربول – سطّر ليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب عاما استثنائيا في 2019 بنيله المجد القاري والعالمي، وسينطلق الفريق في التركيز مع بداية العام الجديد 2020 ساعيا إلى التتويج باللقب المحلي، ويبدو العملاق الإنجليزي أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق ذلك، سواء بلغة الأرقام أو بتكامل عناصره وحضور لاعبيه فوق الميدان.

وخطا الفريق، الخميس، خطوة إضافية نحو لقبه الأول منذ 30 عاما بفوزه الكبير على مضيفه ومطارده المباشر ليستر سيتي برباعية نظيفة على ملعب “كينغ باور” ضمن المرحلة التاسعة عشرة من الدوري الإنكليزي لكرة القدم.

وأكد الريدز، المتوج في مايو الماضي بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه والأولى منذ 13 عاما، أنه أفضل فريق في العالم بتتويجه بلقب كأس العالم للأندية في الدوحة بالفوز على فلامنغو البرازيلي، بطل مسابقة كوبا ليبرتادوريس الأميركية الجنوبية.

لكن، إذا نجح ليفربول أخيرا في الفوز بلقب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه بعد فشله في ثلاث مناسبات (كأس إنتركونتيننتال عامي 1981 و1984 ومونديال الأندية 2005)، فهناك أمر واحد فقط يلهث فريق مرسيسايد (شمال غرب إنجلترا) وراءه منذ زمن بعيد وهو استعادة السيطرة المحلية وأمجاد السبعينات والثمانينات عندما ظفر باللقب 11 مرة رافعا غلته من الألقاب إلى 18 لقبا في تاريخه الممتد لـ127 عاما.

ليفربول يواصل التقدم على الطريق الذي رسمه مدربه يورغن كلوب، ويرتكز على أن الإصرار هو مفتاح النجاح

وكان بطل أوروبا قريبا جدا من تحقيق مبتغاه العام الماضي، وكان بحاجة إلى نقطة واحدة كي يجلب كأس الدوري الممتاز إلى مدينة جون لينون للمرة الأولى منذ موسم 1990-1989، بدلا من أن تذهب للموسم الثاني على التوالي إلى مدينة مانشستر وقطبها الأزرق سيتي.

ورغم أن ليفربول توج موسمه الرائع بإحرازه لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد أيام عندما تغلب على مواطنه توتنهام 0-2 في المباراة النهائية على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد، فإن ذلك لم يداو الإحباط الكبير لجماهير النادي عقب مرارة الفشل المحلي.

ولكن على غرار التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا 2019 الذي محا به خيبة خسارة المباراة النهائية لعام 2018 أمام ريال مدريد الإسباني، يواصل ليفربول التقدم على الطريق الذي رسمه مدربه كلوب والذي يرتكز على أن الإصرار مفتاح النجاح.

وبعد تحقيقه تسعة انتصارات متتالية في السباق النهائي المحموم مع مانشستر سيتي على لقب الدوري في الموسم الماضي، أضاف الريدز ثمانية متتالية في بداية الموسم الحالي، رافعا الرقم القياسي للنادي إلى 17 فوزا متتاليا. لكن الأكثر إثارة للإعجاب، أن ليفربول خسر مرة واحدة فقط في آخر 56 مباراة في الدوري الممتاز، مع ثمانية تعادلات، ما يمثل نحو 89 بالمئة من النقاط التي حصل عليها خلال هذه الفترة.

وقال كلوب ردا على سؤال عما يعنيه الفارق مع بقية الفرق “صراحة لا نشعر به، لا نفكر به، على الإطلاق. لم نذكره مرة قبل المباراة لأنه لا يثير اهتمامنا”. وتابع متوجها إلى الصحافيين “يمكنني أن أكتب الأخبار بنفسي: القصة الأولى ستكون أنه لم يسبق لفريق في تاريخ كرة القدم، البريطانية على الأقل، أن حظي بفارق كبير كهذا وفقده. وقعُ هذا الأمر في أذنيّ سلبي، لذا لماذا علينا أن نفكر به؟”.

وشدد على أن الفريق “يركز فقط على المباريات المقبلة. ينتظرنا ولفرهامبتون، شيفيلد يونايتد، إيفرتون، توتنهام، ومانشستر يونايتد في المباريات الخمس المقبلة. أنا لا أعتقد أنه قد تم حسم أي شيء”.

الأرقام تتحدث
الأرقام تتحدث

ويغرد ليفربول خارج السرب هذا الموسم، فهو يبتعد بفارق 13 نقطة عن أقرب مطارديه ليستر سيتي، وبفارق 14 نقطة عن مانشستر سيتي حامل اللقب في العامين الأخيرين.

ويدين ليفربول بتألقه إلى كلوب (52 عاما) الموجود في النادي منذ أربع سنوات، والذي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصبح أحد أهم الوجوه البارزة في تاريخ النادي منذ الاسكتلندي بيل شانكلي، المدرب الأسطوري للفريق في الفترة بين 1959 و1974، حين قاده إلى ثلاثة ألقاب محلية (1964 و1966 و1973) وكأس الاتحاد الأوروبي (1973).

وبفضل شغفه وطاقته، والاتساق الكبير لخياراته في التعاقدات واهتمامه بأدق التفاصيل، جعل من فريق كان مترنحا في أوائل عام 2010، ماكينة لحصد الانتصارات في الوقت الحالي.

بتواضع خادع أو تردد في كشف أسراره، يقول الألماني صاحب الابتسامة العريضة إنه أول من فوجئ بنجاحه، موضحا في تصريح للموقع الإلكتروني لليفربول “سأؤلف كتابا عن الأمور التي أقوم بها إذا علمت لماذا أفعلها (..) لكن لا يمكنني أبدا تأليف كتاب لأنني لا أعلم كيف تم ذلك”.

وكافأ ليفربول مدربه الألماني بعد هذه النجاحات بتمديد عقده لمدة عامين آخرين حتى عام 2024. وعلق كلوب “عندما تم تعييني في خريف 2015، شعرت وكأننا صنعنا من أجل بعضنا البعض (..) والآن أشعر أنني قللت من شأن هذا الشعور” الذي تحول إلى “قصة حب” تنتظر نهاية سعيدة في بطولة إنجلترا.

23