ليبيا: عراقيل تهدد بإفشال الاتفاق بين مصراتة وتاورغاء

مصراتة (ليبيا) - يهدد موقف المجلس البلدي لمدينة تاورغاء الرافض لمسودة ميثاق الصلح مع مدينة مصراتة، بإفشال التوصل لاتفاق يفضي إلى عودة سكان تاورغاء إلى مدينتهم.
وأعلن المجلس البلدي تاورغاء الأحد رفض ما جاء في مسودة ميثاق الصلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء. وكان موعد توقيع الاتفاق بين الطرفين الأحد بمجمع الحديد والصلب في مدينة مصراتة.
وأشار المجلس في بيان أصدره إلى أن “حكماء وشيوخ مدينة مصراتة وضعوا شروطا مجحفة ومن الصعب تحقيقها، الأمر الذي أدى إلى فشل كل المساعي الرامية لعودة أهالي تاورغاء لمدينتهم”.
وكان مجلس الحكماء والشورى بتاورغاء قال إن شيوخ وأعيان وحكماء تاورغاء لا يرفضون الصلح والتعايش السلمي وحسن الجوار، لكنهم يرفضون ما جاء في مسودة ميثاق الصلح بين تاورغاء ومصراتة بشكلها الحالي، التي لا ترتقي إلى المبادئ والأسس المتعارف عليها في مواثيق الصلح الاجتماعي.
وطالب مجلس الحكماء والشورى، في بيان صادر عنه، أهل الحل والعقد بالتدخل بشأن “إنهاء معاناة أهالينا وطي صفحة الماضي، وبدء تأسيس مصالحة شاملة في ربوع ليبيا، تكون بدايتها عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم».
ويرابط سكان تاورغاء بمخيمات في منطقة قرارة القطف وهي منطقة صحراوية غير مأهولة تبعد نحو عشرين كيلومترا عن مدينتهم، منذ مطلع فبراير الماضي عندما قدموا من مخيماتهم في طرابلس وبنغازي، بعد أن منعتهم ميليشيات مصراتة من العودة رغم اتفاق جرى توقيعه مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وبرعاية البعثة الأممية في ليبيا.
ويعيش النازحون وضعية مأساوية داخل هذه المخيمات خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في النهار وانخفاضها ليلا.
المجلس المحلي تاورغاء لديه بعض الملاحظات على الاتفاق في بعض النقاط المعينة، معربا عن أمله في أن يتم التوصل لنتائج ترضي الطرفين
وكشف رئيس المجلس المحلي تاورغاء عبدالرحمن الشكشاك عن استمرار كافة المحاولات والاتصالات في مصراتة وقبائل ليبيا وعدد من البلديات من أجل تسوية العراقيل والعقبات التي أجلت عودة أهالي تاورغاء لمدينتهم.
وقال الشكشاك في تصريحات إعلامية إن المجلس المحلي تاورغاء لديه بعض الملاحظات على الاتفاق في بعض النقاط المعينة، معربا عن أمله في أن يتم التوصل لنتائج ترضي الطرفين.
لكنه استبعد أن تقف هذه الملاحظات عائقا أمام توقيع اتفاق الصلح بين المدينتين لأن الطرفين مستعدان للنقاش وتسوية هذا الملف لعودة أهالي تاورغاء لمدينتهم. وتعكس مأساة سكان هذه المدينة حالة الفوضى المستشرية وعجز كل الأطراف عن إنهاء سطوة الميليشيات، الأمر الذي دفع بجهات سياسية عدة لتحميل الحكومة مسؤولية تعثر إعادة النازحين.
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أعلن ديسمبر الماضي أن نازحي تاورغاء سيتمكنون من العودة إلى مدينتهم بدءا من الأول من شهر فبراير.
وأكد السراج حينئذ توصل ممثلي مدينتي مصراتة وتاورغاء إلى اتفاق يضمن عودة المُهجرين. وتعهد السراج بالعمل على تنفيذ كافة الالتزامات المترتبة على الاتفاق.
ويعود أصل الخلاف بين مصراتة وتاورغاء إلى أحداث إسقاط النظام السابق، حيث دعمت مدينة تاورغاء النظام وقاتل شبابها إلى جانب الجيش الليبي، فيما قادت مصراتة الانتفاضة التي انطلقت في 17 فبراير 2011.
وعقب إسقاط النظام جاءت ميليشيات مصراتة المنتصرة لتثأر من المدينة التي ساندت معمر القذافي متهمة شباب تاورغاء باغتصاب نسائها والاعتداء عليها، وتم على إثر ذلك إفراغ المدينة التي لا تبعد كثيرا عن مصراتة، من أهلها.