ليبيا تواجه رمضاء الصيف مع انقطاع الكهرباء وتواصل نيران الحرب

حكومة الوفاق عجزت إلى حد الآن عن تحقيق تطلعات أهالي طرابلس في توفير الكهرباء.
السبت 2020/06/27
سرقة كوابل الأعمدة ضاعف من أزمة انقطاع الكهرباء في طرابلس

طرابلس - بات ضجيج مولدات الكهرباء صوتا مألوفا يكسر هدوء الليل في طرابلس لساعات طويلة، مع انقطاع للتيار الكهربائي، وهو ما يضع الليبيين أمام صيف حار لا يقل سعيرا عن الحرب التي وضعت أوزارها مؤخرا في العاصمة طرابلس.

وسمحت السلطات الأمنية للشيخ المُسن أبوالقاسم الككلي بالعودة إلى منزله في مشروع الهضبة في جنوب طرابلس بعد توقف المعارك في المنطقة بين القوات الموالية لحكومة الوفاق وقوات المشير خليفة حفتر.

وبالرغم من خلو الحي الذي يقطن فيه من مخلفات الحرب والألغام، تظلّ فرحة العودة منقوصة، بسبب انقطاع الكهرباء التي تضررت بنيتها كثيرا كما كل البنى التحتية الأخرى بسبب المعارك التي استمرت أكثر من سنة.

وأفاد الككلي لوكالة فرانس برس “الكهرباء هي الحياة. لا يمكن الإقامة في المنزل من دونها، وهؤلاء الشباب جنود حقيقيون يقضون ساعات طويلة منذ أيام، في محاولة لإنهاء أعمال الصيانة، وإرجاع الكهرباء للمئات من المنازل في المنطقة”.

وأضاف “عندما انتهت الحرب في طرابلس فرحنا كثيرا، لكن الفرحة منقوصة مع اكتشافنا سرقة كوابل الأعمدة وتدمير المحطة المجاورة لمنزلي، وهو كابوس إضافي يثقل علينا ويجعل صيفنا أكثر لهيبا.. طلبت من أفراد أسرتي عدم العودة حتى تعود الكهرباء، لا يمكن تأمين الماء ولا تشغيل أجهزة التبريد من دونها”.

وتابع “الصيف حلّ مبكرا وجعل الحرارة في منازلنا شبيهة بوهج الأفران الحجرية”.

المولدات الكهربائية أحد الحلول الظرفية لمواجهة الأزمة
المولدات الكهربائية أحد الحلول الظرفية لمواجهة الأزمة

من جهته، أكد مسؤول الصيانة في شركة الكهرباء المهندس عادل المشاي أن الفرق تعمل ليلا نهارا من أجل إعادة التيار الكهربائي في أسرع وقت. وشرح الصعوبات التي تواجهها. قائلا “حجم الدمار بفعل الحرب كبير جدا، ونحن نعمل في ظروف صعبة للغاية، مع نقص في بعض المعدات وعدد محدود من أفراد الصيانة”.

كما أشار إلى أن “هناك محطات دمرت بالكامل وبعضها احترق. بعض الأعمدة اختفت من مواقعها، على المواطن الصبر، لأن الحمل ثقيل علينا”.

وتسببت المعارك التي شهدتها المناطق الواقعة جنوب العاصمة لنحو 14 شهرا بدمار كلي للعشرات من محطات نقل الكهرباء، إلى جانب سرقة آلاف الأمتار من أسلاك الأعمدة، ما أغرق المنطقة في ظلام تام.

ويرى مسؤول الإعلام بالشركة العامة للكهرباء في ليبيا محمد التكوري أن أعمال الصيانة التي خلفتها الحرب جنوب طرابلس تحتاج إلى أشهر من العمل، نظرا لفداحة الأضرار.

وأفاد من داخل مقر الشركة الحكومية في طرابلس “العجز في تأمين الطاقة في معظم مدن ليبيا خصوصا خلال الذروة الصيفية، أمر ليس بجديد. وتابع التكوري “تنتج ليبيا نحو خمسة آلاف ميغاواط حاليا، والطلب خلال الذروة يرتفع إلى أكثر من سبعة آلاف ميغاواط، وهذا عجز ضخم لا يمكن تعويضه إلا عبر استكمال المشروعات الكبرى لمحطات الإنتاج الجديدة”.

وتشهد ليبيا فوضى ونزاعا على السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، ما يمنع أي إصلاحات على المستويات الاقتصادية والتنموية.

واستهدفت مجموعات مسلحة خلال السنوات الأخيرة عمال شركات أجنبية لم تتمكن من استكمال تشييد خمس محطات جديدة لإنتاج الكهرباء في مناطق مختلفة في البلاد.

 وكان يفترض أن يبلغ مجموع إنتاج هذه المحطات أكثر من خمسة آلاف ميغاواط. فيما تجاوزت الخسائر المالية لقطاع الكهرباء خلال السنوات الست الماضية 1.5 مليار دولار.

وتشكو شركة الكهرباء من عمليات تخريب تقوم بها عصابات إجرامية في سرقة أسلاك نقل الطاقة التي يتم تفكيكها وصهرها وبيع النحاس الموجود في الأسلاك في السوق السوداء.

4