ليبيا تنطلق في تأسيس المصالحة الوطنية

طرابلس - انطلقت في العاصمة الليبية طرابلس الاثنين فعاليات الملتقى التأسيسي للمفوضية الوطنية العليا للمصالحة في البلاد، وتستمر نحو شهر كامل ويقدم خلالها المواطنون آراءهم حول هيكلة مفوضية المصالحة وإنجاز عملية المصالحة.
وشارك في فعاليات الملتقى نائبا رئيس المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي، ووزيرا العدل حليمة إبراهيم، والدولة لشؤون المهجرين والنازحين أحمد أبوخزام، وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا جيرارد نوتو، ومنسقة الشؤون الإنسانية للبعثة الأممية إلى ليبيا جورجيت قاقون، وسفيرة الاتحاد الأفريقي في ليبيا وحيدة العياري عبر الاتصال المرئي.
وتعتبر المصالحة الوطنية أبرز ملفات وتحديات السلطة الجديدة في ليبيا، لاسيما وأنها تعد ركيزة بناء الدولة بعد الانتخابات العامة المقررة في ديسمبر المقبل.
وتستهدف الخطوة، التي تحدوها جملة من الملفات الشائكة وبشكل خاص في غرب البلاد، إعادة الثقة بين الليبيين وإزالة الخلافات.
وأكد اللافي في كلمته عند افتتاح الملتقى أهمية المصالحة الوطنية بكافة مساراتها من أجل الوصول بليبيا إلى بر الأمان تمهيدا لإجراء الاستحقاق الانتخابي.
وأشاد بكفاءة النخب القانونية التي ستساهم من خلال جلسات الملتقى على مدار يومين متتالين في وضع الإطار القانوني للمفوضية، حتى تتمكن من أداء المهام الموكلة لها لتحقيق مبدأ المصالحة الوطنية الشاملة برعاية المجلس الرئاسي، وإنجاز مشروع مصالحة حقيقية تقود ليبيا إلى سلام دائم نتاجه الإعمار والتنمية.
وأكد أبوخزام أن "دعم الحكومة لمشروع المصالحة، سيرسخ حق العودة لضحايا التهجير في الداخل والخارج من ويلات النزاعات التي شهدتها ليبيا".
وأوضحت قاقون أن "البعثة الأممية تدعم مشروع المصالحة الشاملة، لأنه سيقود ليبيا إلى مرحلة الاستقرار"، فيما هنأ نوتو المجلس الرئاسي الليبي بهذه الخطوة لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في البلاد.
والأحد أعلن المجلس الرئاسي الليبي انطلاق ملتقيات للمصالحة الوطنية، تستمر نحو شهر، لتبادل الآراء بشأن هيكلة مفوضية المصالحة.
وكشفت المتحدثة الرسمية للمجلس الرئاسي نجوى وهيبة أن المجلس الرئاسي قرر هيكلة المفوضية بطريقة أفقية عوضا عن الترشيح والتعيين المباشر، وذلك من خلال اللقاءات التي يعتزم عقدها في شهر يونيو المقبل، بمساراتها المختلفة، وبمشاركة كل الفاعلين في مجال المصالحة الوطنية.
وأكدت وهيبة أن المجلس سيراعي في تشكيل المفوضية التنوع الثقافي والجغرافي وفئات كل من "الشباب، المرأة، مؤسسات المجتمع المدني، رجال الدين والمجالس البلدية".
وأضافت أن المجلس قرر التوسع في عقد الملتقيات من أجل وضع تصورات ومفاهيم ومقترحات تساعده في هيكلة المفوضية، واتخاذ القرار المناسب بشأن قيادتها، لاسيما أن المرحلة المقبلة تتطلب العمل لنجاح ملف المصالحة الوطنية الذي سيمهد الطريق لإجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
وحول هوية المدن التي ستحتضن ملتقيات المصالحة الوطنية، أكدت وهيبة أن الملتقيات بمساراتها الخمسة ستكون موزعة جغرافيا على كل المدن الليبية دون إقصاء لمنطقة دون أخرى.
وأشارت إلى أن المجلس الرئاسي يحترم كل مبادرات المصالحة الوطنية السابقة، وسيعمل على الاستفادة من التجارب الناجحة منها.
وفي وقت سابق الشهر الجاري، أجرى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي مشاورات ولقاءات متعددة لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة لم الشمل.
وحينها التقى المنفي في مدينة طبرق (شرق) أعضاء الهيئة الوطنية لأعيان ومشايخ شرق ليبيا.
وبحث أعضاء الهيئة دعم مسار المجلس الرئاسي في إنجاح المصالحة الوطنية، لخبرة الهيئة وتعاملها مع الحكومات المختلفة واطلاعها على مجمل المشاكل المتعلقة بملف المصالحة الوطنية.
وأكد المنفي سعي المجلس الرئاسي لتقديم العون والمساعدة بما يضمن نجاح عملية المصالحة الوطنية، شاكرا حرصهم على لمّ الشمل وجمع الفرقاء ورأب الصدع.
وقامت الجهات المعنية بإطلاق سراح السجناء بالتنسيق مع وزيرة العدل الليبية لتمثل العملية اللبنة الأولى للمصالحة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.
ولاقى إطلاق السجناء ترحيبا محليا وحقوقيا، مؤكدين أن مثل هذه الخطوات تدعم جهود إحلال السلام والمصالحة الوطنية والاجتماعية الشاملة في ليبيا.