ليبيا تنسق مع النيجر والسودان تحسبا لأي ارتدادات قادمة من تشاد

اتفاق ليبي سوداني نيجيري على حماية الحدود المشتركة مع تشاد وضرورة اتخاذ الاتحاد الأفريقي خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة.
الخميس 2021/04/22
المنفي يدعو الجيش إلى حماية الحدود الجنوبية

طرابلس - أجرى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي مساء الأربعاء اتصالا هاتفيا برئيس مجلس السيادة الانتقالي ‎بالسودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، للتنسيق بشأن الأوضاع في تشاد وتداعياتها على المنطقة.

ويحدّ تشاد الجنوب الليبي، الذي يشهد منذ انهيار حكم العقيد معمر القذافي حالة انفلات أمني، وانتشارا للجماعات المسلحة ومنها تنظيم داعش، كما تملك نجامينا حدودا مفتوحة مع إقليم دارفور السوداني الذي يعاني هو الآخر من صراعات قبلية.

ويتخوف مسؤولون ليبيون من تداعيات الحرب في تشاد على ليبيا، بعد الإعلان عن مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي الثلاثاء على جبهات القتال في مواجهات مع مسلّحي المعارضة التشادية.

وقالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة إن الطرفين اتفقا على أهمية التنسيق المستمر على أعلى مستوى بشأن الوضع في ‎تشاد.

وشدد المنفي والبرهان على "ضرورة مواصلة تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي حفاظا على السلم والأمن في المنطقة"، مؤكدين "عزمهما على مواصلة الجهود المشتركة بخصوص القضايا المصيرية".

وسبق ذلك اتصال هاتفي بين المنفي ورئيس النيجر محمد بازوم، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأوضاع الحالية في جمهورية تشاد.

وأكد الجانبان ضرورة أن يضطلع الاتحاد الأفريقي بدوره لاتخاذ خطوات بغية تخفيف التوتر في المنطقة، مؤكدين وجوب التنسيق المستمر والمشترك بين البلدين لإيجاد حل للقضايا المصيرية المشتركة ولضمان الاستقرار.

وتنشط في الجنوب الليبي أعداد من حركات التمرد التشادية، خصوصا في القرى الرابطة بين سبها ومرزق، وسط الجنوب، والكفرة، جنوب شرقي البلاد.

واشتبكت هذه الحركات مرات عدة مع مجموعات قبلية مسلّحة، لكن أطراف الصراع في ليبيا تتبادل الاتهامات بشأن استعانتها بمقاتلي تلك الحركات للقتال في صفوفها.

وفي وقت سابق طالب المنفي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، القوات المسلحة باتخاذ إجراءات فورية لتأمين الحدود الجنوبية مع تشاد التي تشهد معارك مع المتمردين.

وجاء في التكليف رقم 11 للمجلس الرئاسي بأن يتم التعامل مع أي أهداف معادية مع إبلاغ القائد الأعلى بتطورات الأوضاع لحظة بلحظة، مع مراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للتعامل مع أي طارئ في حينه.

وكان مجلس النواب الليبي طالب الجيش الوطني برفع درجات الاستعداد العسكري على الحدود مع تشاد عقب وفاة ديبي.

ودعت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الليبي السلطات المختصة بأن تكون على أهبة الاستعداد، وأن تعمل على تكثيف التواجد الأمني على الحدود الليبية التشادية لمنع أي خروقات قد تضر بأمن واستقرار الجانبين الليبي والتشادي.

وأعربت اللجنة عن بالغ "قلقها من أن تستغل المجموعات المتطرفة والخارجة عن القانون هذه الظروف لتنفيذ أنشطتها الإجرامية".

وشددت اللجنة على أن ملف الجنوب الليبي يجب أن يكون أولوية حكومة الوحدة الوطنية، مؤكدة "ضرورة العمل على هذا الملف بما يعود بالاستقرار والتنمية" على سكان المنطقة المتاخمة للحدود مع تشاد.

ويواصل الجيش الليبي جهوده لتأمين جنوب البلاد، ومحاربة جرائم التهريب عبر الصحراء والخطف والابتزاز وإيقاف المهاجرين، بعد سنوات من تغافل الحكومات المتعاقبة في طرابلس.

وخلال الأشهر الأربعة الماضية تمكن الجيش الليبي من ضبط العديد من محاولات التهريب والهجرة غير الشرعية.

وفي 2020 نجح الجيش الليبي في ضبط العديد من المتطرفين وإحباط العديد من العمليات الإرهابية قبل تنفيذها، كان أهمها في حي عبدالكافي بمدينة سبها وسط البلاد، في سبتمبر الماضي.