ليبيا تستعد لطرح فرص استثمارية في النفط والغاز

حالة عدم اليقين المستمرة والتوترات السياسية غير المحلولة، لا تزال تشكل خطراً يعيق الاستثمارات الجديدة.
الأربعاء 2024/12/04
عطاءات استكشاف النفط والغاز قبل نهاية هذا العام

القاهرة- كشفت ليبيا الثلاثاء أنها ستطرح فرصا استثمارية في قطاع الوقود الأحفوري خلال ديسمبر الجاري، وهي خطة تعول عليها السلطات لتنشيط أعمال صناعة النفط والغاز في البلاد، وبالتالي تعزيز الإيرادات.

وقال فرحات بن قدارة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن المؤسسة “تعتزم الإعلان عن جولة جديدة لعطاءات استكشاف النفط والغاز قبل نهاية هذا العام.”

ولم يحدد بن قدارة خلال حدث تستضيفه العاصمة المصرية القاهرة موعد طرح العطاءات بدقة، لكنه ذكر أن إنتاج المؤسسة من النفط وصل إلى 1.4 مليون برميل يوميا تشمل المكثفات.

وستكون هذه الخطوة الأولى للبلد منذ اندلاع الحرب قبل 14 عاما، حيث يتطلع العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى إعادة شركات الطاقة العالمية الكبرى التي أصابها الفزع بسبب سنوات من عدم الاستقرار وإغلاق الإنتاج، إلى السوق المحلية.

فرحات بن قدارة: سنعلن عن جولة جديدة للعطاءات قبل نهاية هذا العام
فرحات بن قدارة: سنعلن عن جولة جديدة للعطاءات قبل نهاية هذا العام

ومطلع نوفمبر، قال وزير النفط خليفة عبدالصادق على هامش مؤتمر أديبك للطاقة في أبوظبي، إن جولة العطاءات ستتضمن مواقع برية وبحرية، وستكون إما في نهاية هذا العام أو في مطلع العام المقبل.

وأوضح في مقابلة مع بلومبيرغ حينها أن المواقع المستهدفة ستشمل أحواض سرت ومرزق وغدامس، مشيرا إلى أن تطوير الحقول التي تم تقييمها بالفعل، قد يرفع الإنتاج إلى 1.6 مليون بحلول نهاية العام 2026.

وكانت البلاد التي تعد موطنا لأكبر احتياطيات النفط في القارة، قد عقدت آخر مناقصة في العام 2007، قبل أربع سنوات من اندلاع احتجاجات ضد الزعيم معمر القذافي، والتي أشعلت عقداً من الاضطرابات.

وتشير الخطط إلى زخم جديد لصناعة النفط في ليبيا، بعد حل الخلاف في أواخر سبتمبر بين الحكومتين المتنافستين، والذي خفض الإنتاج، وأثار مخاوف من تجدد الحرب.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن حالة عدم اليقين المستمرة والتوترات السياسية غير المحلولة، لا تزال تشكل خطراً يعيق الاستثمارات الجديدة.

وأكد عبدالصادق أن الحكومة تجري محادثات أيضاً مع خمس شركات نفط دولية “أبدت اهتماماً بالعودة إلى العمل في ليبيا” العام المقبل، رافضاً تحديد هويتها.

واستأنفت شركتا إيني الإيطالية وبي.بي البريطانية أنشطتهما في ليبيا في أكتوبر الماضي، منهيتان بذلك توقفاً منذ عام 2014.

كما تستعد شركة ريبسول الإسبانية لاستئناف عمليات مماثلة في حوض مرزق، بينما ستستأنف شركة أو.أم.في النمساوية العمليات في حوض سرت في غضون أسابيع.

وتعمل وزارة النفط الليبية مع سونكور وتوتال ووينتر شال وغيرها لاستئناف أنشطتها الاستكشافية في البلاد. وفي الوقت نفسه، ستبدأ شركة سوناطراك الجزائرية الحفر في الفترة القليلة المقبلة.

ليبيا تستهدف إنتاج 1.4 مليون برميل بحلول نهاية هذا العام، و1.7 مليون بحلول نهاية عام 2027، ومليوني برميل بعد عام من ذلك

وتحملت البنية التحتية للطاقة في ليبيا وطأة العديد من صراعات القوة، فقد أوقفت الفصائل والجماعات المسلحة المختلفة بشكل دوري عمليات الإنتاج، للضغط نحو تنفيذ مطالبها. وأدى عدم اليقين المستمر إلى توقف صيانة خطوط الأنابيب وخزانات التخزين.

وتخطط حكومة عبدالحميد الدبيبة لمشاريع بقيمة 17 مليار دولار في السنوات المقبلة لتحديث وبناء البنية التحتية الجديدة، وتطوير الحقول التي تم تقييمها، وقد تكون قادرة على إنتاج ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميا.

وتستهدف ليبيا إنتاج 1.4 مليون برميل بحلول نهاية هذا العام، و1.7 مليون بحلول نهاية عام 2027، ومليوني برميل بعد عام من ذلك.

وتدعم أوبك هدف ليبيا في تطوير صناعتها النفطية من خلال استبعادها من أي حصص، لكن البلد سيحتاج إلى مستويات أعلى بكثير من الاستثمار الأجنبي لإعادة صناعة النفط إلى مسارها الصحيح.

وأفادت مؤسسة النفط منتصف يونيو الماضي بأنها تواصل خلال 2024 سلسلة من العمليات الهامة في القطاع، كما تعكف على خطة لحفر 121 بئرا جديدة لاستكشاف واستغلال الموارد الطبيعية.

وحققت ليبيا إيرادات نفطية أقل بنهاية 2023 في ظل تراجع الأسعار والاضطرابات التي شهدتها، حيث بلغت الإيرادات 20.7 مليار دولار. وهو مبلغ يقل عن 22.1 مليار دولار تم تسجيله في 2022، الذي شهد ارتفاعات للأسعار هي الأعلى منذ 2008.

11