ليبيا تستعد لحوار ومؤتمر جامع وحكومة موحدة

طرابلس - في ظل تزايد الحديث عن تشكيل حكومة جديدة في ليبيا تنهي الانقسام السياسي الحالي بين الشرق والغرب، برزت دعوات لتنظيم حوار وطني وأخرى لتنظيم مؤتمر جامع.
وبحث النائب بالمجلس الرئاسي عبدالله اللافي الاثنين، سبل دفع المصالحة الوطنية، وتهيئة الظروف لإطلاق “مؤتمر وطني جامع” تمهيدا لإطلاق انتخابات تتوافق عليها الأطراف السياسية كافة، وذلك خلال لقاء جمعه بالسفير الفرنسي مصطفى مهراج بمقر المجلس في العاصمة طرابلس.
وناقش اللافي مع السفير الفرنسي “مستجدات العملية السياسية في ليبيا، وسبل خلق بيئة ملائمة لإجراء انتخابات حرة وشفافة يقبل بها الجميع وفق إطار قانوني، وبتوافق الأطراف السياسية كافة، وجهود المجلس الرئاسي في مشروع المصالحة الوطنية، وسعي المجلس لتهيئة سبل النجاح للمؤتمر الوطني الجامع”، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
وأضاف المكتب الإعلامي أن السفير الفرنسي أكد من جانبه أهمية مشروع المصالحة الوطنية، وحرص بلاده على إنجاح العملية السياسية من خلال توافق جميع أطرافها على قوانين انتخابية تضمن نجاح ومشاركة الجميع في الانتخابات، للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.
وكان اللافي قد بحث الأحد مع سفير الجزائر لدى ليبيا سليمان شنين أربعة ملفات سياسية تتصل بتطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، متطرقا إلى جهود المجلس الرئاسي في إنجاز مشروع المصالحة الوطنية، وسبل تحقيق توافق قانوني وسياسي لإجراء الاستحقاقات الانتخابية.
من غير المعروف ما إذا كان المؤتمر الجامع الذي تحدث عنه اللافي هو نفسه الحوار الذي ناقشه تكالة وباتيلي
والأحد، بحث رئيس مجلس الدولة محمد تكالة مع المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي سبل إطلاق حوار وطني لتجاوز القضايا الخلافية حول القوانين الانتخابية.
وشدد الطرفان على ضرورة شروع الأطراف الرئيسية في حوار بناء للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن القضايا الخلافية المتعلقة بإجراء الانتخابات، بحسب تغريدة نشرها باتيلي عبر حسابه على موقع “إكس”.
وأفاد بيان نشره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة على فيسبوك بأن اللقاء بحث ملف الانتخابات، ومخرجات لجنة 6+6، ومتطلبات إنجاز الوعد الانتخابي، وسبل تهيئة بيئة وظروف لانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وذات مصداقية، وضمانات القبول بنتائج هذه الانتخابات من أطراف العملية السياسية كافة.
وفي ظل التعتيم الإعلامي، من غير المعروف ما إذا كان المؤتمر الجامع الذي تحدث عنه اللافي هو نفسه الحوار الذي ناقشه تكالة وباتيلي. ومعروف في ليبيا أن الحكومات لا تتغير إلا بعد حوار وطني ترعاه الأمم المتحدة، لذلك يرجح مراقبون أن تكون هذه التحركات تندرج في سياق الاستعداد لإطلاق حوار وطني ينتهي بانتخاب حكومة جديدة بدلا من حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
ويرفض الدبيبة تسليم السلطة لحكومة غير منتخبة من الشعب وأكد ذلك مرارا. لكن ذلك كان مع دعم دولي لحكومته لكن المواقف الغربية الحديثة باتت تشير إلى تقبل فكرة الحكومة الجديدة، وهو ما يطرح الاستفهامات بشأن رد فعل الدبيبة الذي يستبعد مراقبون أن يستسلم بسهولة ويسلم السلطة.
وعزز تسريب لقاء وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين الضغوط على الدبيبة، خاصة بعد ردود الفعل المحلية الغاضبة حيث شهدت عدة مدن غرب ليبيا احتجاجات على الاجتماع.