ليبيا تتصدى لدخول مهاجرين أفارقة غير نظاميين قادمين من تونس

طرابلس - أعلنت ليبيا، منع مهاجرين غير نظاميين، أبعدتهم السلطات التونسية باتجاه الحدود المشتركة من دخول البلاد، كما وثقت في مقطع فيديو شهادات لبعض هؤلاء المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء تحدثوا عن معاناتهم وعن اعتداء الجيش التونسي عليهم قبل اقتيادهم إلى منطقة صحراوية خالية.
وقال وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية في بيان "قامت دوريات حرس الحدود بمنع المهاجرين غير الشرعيين القادمين من تونس من دخول البلاد، وتم اتخاذ كافة الإجراءات حتى لا تحدث أي خروقات أمنية".
كما قامت تلك الدوريات بـ"إنشاء تمركزات أمنية بالقرب من النقاط الحدودية على طول الشريط الحدودي من رأس اجدير إلى وازن".
وكانت وزارة الداخلية الليبية نشرت الإثنين، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك فيديو قالت إنه "يوثق إبعاد المهاجرين غير النظاميين من تونس باتجاه المناطق الحدودية داخل ليبيا".
وأظهر الفيديو الذي صوره مكتب الإعلام الأمني بالداخلية الليبية عشرات المهاجرين الأفارقة بينهم نساء وأطفال في منطقة صحراوية خالية قال بعضهم إنهم "تركوا دون ماء أو غذاء".
كما أظهر الفيديو نقل المهاجرين من الصحراء لأحد المراكز الليبية وخضوعهم لعمليات رعاية صحية من قبل أطباء تابعين لمنظمة الهجرة الدولية.
وخلال الفيديو تحدث أحد الأطباء في المنظمة قائلا إنهم حضروا بناء على بلاغ من قبل حرس الحدود الليبي يفيد بتواجد عدد من المهاجرين في الصحراء المشتركة بين ليبيا وتونس وقد أنقذهم حرس الحدود الليبي.
ونقل الطبيب المتحدث عن بعض المهاجرين تأكيدهم أن "إصاباتهم التي تم علاجها هي نتيجة عمليات ضرب تعرضوا لها في تونس".
كما تحدث في الفيديو أحد المهاجرين واسمه عيسى من النيجر قائلا إنه "كان يقيم في تونس، وأن الجيش التونسي اعتدى عليهم واقتادهم نحو الصحراء".
وطلب الجيش منهم حسب المتحدث، عبور الحدود الليبية إلى أن قام الأمن الليبي بإنقاذهم، بحسب ترجمة أحد ضباط جهاز حرس الحدود الليبي.
ولم يصدر تعقيب فوري من السلطات في تونس حول هذه الأنباء.
وتدفق الآلاف من المهاجرين بشكل غير شرعي على محافظة صفاقس (شرق وسط) في الأشهر الأخيرة بهدف الانطلاق إلى أوروبا في قوارب يديرها مهرّبو البشر، مما أدى إلى أزمة هجرة غير مسبوقة في تونس.
ومنذ أسبوعين، إثر صدامات أودت بحياة مواطن تونسي في الثالث من يوليو، طُرد العشرات من المهاجرين الأفارقة من صفاقس ونُقِلوا إلى مناطق حدودية مع ليبيا والجزائر حيث يعيشون وضعا صعبا.
وأطلقت منظمات تونسية غير حكومية نداء الجمعة الماضي بشأن الوضع "الكارثي" لمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء طردوا من صفاقس، وذلك عبر التحرك "لإيوائهم بشكل عاجل في مراكز".
وأكد الناطق الرسمي باسم "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" رمضان بن عمر أن ما بين 100 و150 من المهاجرين بينهم أطفال ونساء لا يزالون في مناطق حدودية مع ليبيا.
وأضاف أنّ نحو 165 آخرين نُقلوا من المناطق الحدودية مع الجزائر، دون أن يوضح مكان وجودهم حاليا.
وقال بن عمر "مهاجرون يُنقلون من مكان إلى مكان في أوضاع كارثية ويختبئون في الطبيعة خوفا من أن يتم رصدهم". وقدم الهلال الأحمر التونسي مساعدات لأكثر من 600 مهاجر نُقلوا منذ الاثنين من الحدود الليبية وتم إيواؤهم مؤقتًا في مدارس في جنوب البلاد.
والاسبوع الماضي قال الرئيس التونسي سعيّد إنّ تونس "لقّنت هذه الأيام درسا للعالم في الرعاية والإحاطة بهؤلاء الضحايا"”، مضيفا أنّ بلاده "لن تقبل أبدا بأن تكون ضحية وستتصدى لكل محاولات التوطين التي جَهَرَ بها البعض، كما لن تقبل إلا من كان في وضع قانوني طبق تشريعاتها الوطنية".
ويعمل عدد كبير من المهاجرين الذين يصلون إلى تونس من دول أفريقيا جنوب الصحراء من دون تصاريح، ولاسيما في مواقع البناء وفي الزراعة والمنازل.