ليبراسيون الفرنسية تنضم إلى موجة الهجرة من إكس

باريس - انضمت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إلى مجموعة وسائل إعلام، بإعلانها التوقف عن مشاركة محتواها على منصة “إكس” المملوكة لإيلون ماسك، حفاظا على “قيمها”. كما تخلى عدد من النواب الفرنسيين عن استخدام هذا الموقع الذي يشهد هجرة متزايدة.
وكتبت الصحيفة على إكس أن “التعاون مع هذه المنصة لم يعد متوافقا مع قيم صحيفتنا” التي لديها 3.5 ملايين مشترك وتدعوهم لمراجعة موقع الصحيفة أو متابعة منشوراتها على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى التي تستخدمها مثل بلو سكاي.
وبذلك تنضم ليبراسيون إلى مجموعة من وسائل الإعلام الأخرى فرنسية (أويست فرانس وسود أويست وميديابارت لا فوا دو نور ولوموند) وأجنبية انسحبت في الأشهر أو الأيام الأخيرة من منصة إكس، قبل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصبح ماسك أقرب معاونيه، الاثنين.
وتتهم منصة إكس بنشر معلومات كاذبة والتلاعب بالنقاش العام في أوروبا. وكانت الكثير من المؤسسات والشخصيات أعلنت في الأسابيع الأخيرة إلغاء استخدام المنصة أو تعليق النشاط على حساباتها.
وقالت صحيفة ليبراسيون “في نفس اليوم الذي تولى فيه دونالد ترامب زمام السلطة في البيت الأبيض، التزم العديد من منتقدي منصة إكس بمغادرة الشبكة الاجتماعية في 20 يناير.”
ليبراسيون تقول إن التعاون مع إكس لم يعد متوافقا مع قيم الصحيفة التي لديها 3.5 ملايين مشترك
ووفقا للصحيفة “تحولت الشبكة الاجتماعية إلى وكالة دعائية تخدم الأفكار الرجعية لإيلون ماسك الذي يدعم رئيس الولايات المتحدة.”
واعترفت الصحيفة في الوقت ذاته بأنه على الرغم من أن هذا الانسحاب يُوصف بأنه جماعي، إلا أن 38 فقط من أصل 570 برلمانيا أغلقوا صفحاتهم على المنصة، وجميعهم يتبنون وجهات نظر يسارية بحتة.
غير أن قرار صحف كبرى مثل “الغارديان” البريطانية و”فانغارديا” الإسبانية، وقبل ذلك موقع ميديا بارت و”واست فرنس” الفرنسيين، ثم انخراط سياسيين بارزين في موجة الهجرة من المنصة، يعكس أزمة عميقة حول كيفية إدارة هذه المنصة الرقمية في ظل سياسات ماسك.
ووفقًا لفنسنت بيرتييه، مسؤول قسم التكنولوجيا في منظمة مراسلون بلا حدود، فإن هذه الخطوة تعكس أزمة أعمق تتعلق بعجز الحكومات عن فرض تنظيم فعّال للمنصات الرقمية.
وأوضح بيرتييه لوكالة الأنباء الفرنسية أن غياب التنظيم يجعل المنصات “بيئات غير صحية وغير آمنة لتداول المعلومات الصحافية.”
كما أشار إلى أن ماسك، المعروف بدعمه لترامب ومواقفه المثيرة للجدل، يجسد “وجهًا متطرفًا لكابوس المعلومات” على المنصات، لكن المشكلة لا تقتصر على ماسك، بل تشمل أزمة عامة في إدارة المنصات الرقمية.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت مراسلون بلا حدود، تقديم شكوى في فرنسا ضد إكس، متهمة المنصة بنشر محتوى مضلل وافتراءات، بما في ذلك ادعاءات كاذبة نُسبت إلى المنظمة غير الحكومية بشأن دراسة تتعلق بـ”ميول نازية” لجنود أوكرانيين.