"ليالي المديح النبوي" فن شعبي يجمع الموريتانيين في رمضان

المهرجان ينفض الغبار عن لون فني شعبي يشكل موروثا مهما ومكونا أصيلا في الثقافة الموريتانية.
الخميس 2022/04/28
التقاء حول روح المحبة والتراحم

نواكشوط - استأنف “مركز ترانيم للفنون الشعبية” بموريتانيا هذا العام مهرجانه السنوي “ليالي المديح النبوي” بعد توقف استمر عامين بسبب إجراءات الحد من تفشي فايروس كورونا.

وافتتحت النسخة التاسعة من المهرجان هذا العام مساء الثاني والعشرين من أبريل الجاري في العاصمة نواكشوط، بمشاركة فرق إنشاد من عدة محافظات موريتانية، حيث ستنعش هذه الفرق سهرات ليالي المهرجان.

وقال رئيس المركز (الجهة المنظمة) محمد عالي ولد بلال، في كلمة له بالمناسبة، إن مهرجان “ليالي المديح النبوي” يساهم بشكل كبير في توطيد الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع.

ولفت إلى أن الدورات التسع المسجلة في عمر المهرجان نُظمت بوسائل ذاتية وبدعم شعبي فقط، مطالبا الحكومة بتوفير الدعم اللازم للمهرجان لمتابعة النجاح الذي حققه طوال السنوات الماضية.

و”ليالي المديح النبوي” مهرجان سنوي تحتضنه نواكشوط كل عام، في نهاية الأسبوع الثاني من رمضان ويستمر حتى نهاية الشهر، ويشكل المهرجان فضاء يجمع الجمهور الموريتاني بكافة فئاته واختلافاته حول روح المحبة والتراحم، على مدائح وأذكار تستعيد هدي سيرة النبي محمد.

المهرجان يشكل فضاء يجمع الجمهور الموريتاني بكافة فئاته واختلافاته حول روح المحبة والتراحم، على مدائح وأذكار تستعيد هدي سيرة النبي محمد

ويعتبر شهر رمضان موسم المديح لدى الموريتانيين، إذ تقام المسابقات والمهرجانات والسهرات الليلة التي يحييها فنانون ومنشدون.

ووفق مدير البرامج بمركز “ترانيم” همر ياتم، فإن المهرجان يهدف إلى بث روح السلم والتسامح في الإسلام ونصرة النبي محمد، وتسليط الضوء على ثقافة المديح وتاريخه ودوره في إحياء الترابط والتسامح بين فئات المجتمع.

وأضاف ياتم أن المهرجان يسعى أيضا لـ”نفض الغبار عن لون فني شعبي يشكل موروثا مهما، ومكونا أصيلا في الثقافة الموريتانية، يميزها عن غيرها”.

وأشار إلى أن الآلاف من سكان نواكشوط يحرصون على حضور فعاليات المهرجان، حيث يتابعون الأمسيات التي تنعشها فرق إنشادية قدمت من مختلف محافظات البلاد.

ويؤدى فن المديح بطريقة جماعية، دون التزام بأي مقامات غنائية، وفي غياب الآلات الموسيقية الوترية، مع الاكتفاء بآلة الطبل التقليدية.

وتتناول المدائح التي يقدمها المنشدون خلال ليالي المهرجان السيرة النبوية وحكايات الغزوات والفتوحات الإسلامية ويتم تقديمها باللهجة المحلية “الحسانية”.

ويجد المنشدون في فن المديح النبوي وسيلة لتعلم سيرة النبي، إذ ارتبط هذا الفن في المخيال الشعبي الموريتاني بالسيرة النبوية والغزوات والفتوحات الإسلامية، فوثقت نصوصه كل تفاصيل حياة النبي منذ مولده، وأرّخت للمحطات التي مرت بها الدعوة منذ البعثة، لذا يعتبر هذا الفن ديني المنشأ لما له من آثار روحية، ولكنه أيضا يقوم على حسن صياغة النص وطريقة الإنشاد والصوت والأداء.

14