لونا الشبل بين الحياة والموت.. حادث عرضي أم مدبر

دمشق – تعرضت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية لونا الشبل لحادث سير في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى إصابتها بنزيف دماغي حاد، وسط أنباء عن محاولة تصفية تعرضت لها.
وقال المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية في توضيح لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن "المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية لونا الشبل تعرضت لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق عصر الثلاثاء.
وأضاف أن الحادث أدى إلى انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار حيث تعرضت لعدة صدمات أدت إلى إصابة المستشارة إصابة شديدة نقلت على إثرها إلى أحد مشافي دمشق ليتبين حصول نزيف في الرأس مما استدعى إدخالها العناية المشددة لتتلقى المعالجة من الفريق الطبي المختص.
وذكرت مصادر سورية مطلعة على الأمر أن الوضع الطبي للمستشارة الشبل حرج جدا".
وقبل إعلان رئاسة الجمهورية بساعات عن إصابة الشبل، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ومقره مقره لندن، إن المستشارة نُقلت إلى مستشفى "الشامي" في دمشق على إثر حادث مروري وهي في حالة حرجة. داعيا النظام السوري إلى توضيح الحادثة إذا ما كانت محاولة اغتيال أو حادث مفتعل أو أنه حادث عرضي بسيارتها.
وذكر المرصد أن قوات النظام السوري اعتقلت سائق السيارة واقتادته إلى مركز أمني للتحقيق.
ونقل موقع "تلفزيون سوريا" عن مصادر –لم يسمها- قولها إن سيارة مصفحة صدمت السيارة التي كانت فيها الشبل على أوتوستراد دمشق يعفور، مما دفع سيارتها باتجاه منصف الطريق، موضحة أن السيارة التي صدمتها كانت مجهزة بدعامة حديدية في المقدمة، مما أدى إلى تعرض الشبل لنزيف دماغي حاد.
وعقب الحادث، تم إسعاف الشبل بداية إلى مستوصف الصبورة في منطقة يعفور قبل نقلها إلى العناية المشددة في مستشفى الشامي بدمشق، فيما نقل السائق والمرافق إلى مكان مجهول عقب الحادث.
وقبل أسبوع اعتقلت استخبارات النظام السوري العميد ملهم الشبل شقيق لونا الشبل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، بحسب ما أفاد "تلفزيون سوريا" نقلا عن مصادر من دمشق مطلعة على الأمر.
وكشفت المصادر أن سلطات النظام السوري منعت زوج لونا الشبل، الرئيس السابق لـ"الاتحاد الوطني لطلبة سوريا"، والعضو السابق بمجلس الشعب، عمار ساعاتي، من دخول المستشفى، وأفادت المعلومات الواردة من داخل مستشفى الشامي بأن حالة النزيف التي تعاني منها الشبل شديدة للغاية، وأن هناك انتظاراً لضوء أخضر لإعلان الوفاة.
وكانت انتشرت صورة قرار موقع من وزير التعليم العالي في حكومة النظام يقر بإنهاء خدمات زوج الشبل وتصفية حقوقه، بالإضافة إلى توقيف شقيق الشبل، العميد ملهم الشبل، منذ أسبوع بتهمة التخابر الخارجي، بحسب تلفزيون سوريا .
ويأتي الحادث بعد أن استبعد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اسم لونا الشبل من قائمة "اللجنة المركزية" لـ"حزب البعث"، مع آخرين من بينهم مستشارته بثينة شعبان ونائبه للشؤون الأمني علي مملوك، خلال الاجتماع الموسع للجنة المركزية الذي حضره الأسد وعين الأعضاء بنفسه، في مايو الماضي.
وانتشرت التكهنات بشأن طبيعة الحادث "المدبر" وعلاقة إيران به، وكتب طارق أبوزينب الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني على حسابه بمنصة إكس متسائلا "ما حقيقةً كشف الإيرانيين للمراسلات المسربة بين لونا الشبل المستشارة الخاصة لبشار الاسد مع دولة غربية تعد معادية لايران وسوريا؟
وقال أبوزينب في تدوينته "لونا الشبل تعد المرأة الثانية في سوريا بعد أسماء الأسد، داخل القصر الجمهوري السوري وتمتلك لونا الشبل صلاحيات مكنتها من أن تتحكم في البلاد والعباد ".
وأضاف "يتداول بأن الاجهزة الامنية الإيرانية كشفت مراسلات مسربة بين لونا شبل مع دولة غربية تعد معادية لسوريا وايران، وفي المراسلات معلومات مهمة ودقيقة عن تواجد الإيرانيين العسكري في سوريا وتوزيعهم وخريطة مركزهم وطرق امداداتهم اللوجستية من ايران الى العراق الى سوريا ومن ثم الى لبنان ، وعن عمل الميليشيات المسلحة في سوريا".
وتابع "يقال أيضا بأن لونا الشبل زودت دولة غربية جميع التفاصيل الخاصة بغرفة العمليات الحربية العسكرية التي يوجد فيها إيران وحزب الله وروسيا والنظام السوري".
وربط البعض الحادث بالتجسس لصالح إسرائيل لضرب أهداف إيرانية، حيث أفاد موقع "تلفزيون سوريا" نقلا عن مصادره بأن استخبارات الحرس الثوري الإيراني داهمت القصر الجمهوري واعتقلت ضباطا من بينهم العقيدان جعفر الصالح من لجنة مكافحة الفساد ومنهل سليمان من الحرس الجمهوري (من الطائفة العلوية)، يتبعون لونا الشبل بعد كشف تجسسهم لصالح إسرائيل والولايات المتحدة بالتزامن مع تحطم مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ثم تطور صراع كبير وخفي بين بشار الأسد وطهران على مدار 40 يوماً بلغ مرحلة خطيرة في محاولة اغتيال الشبل عصر الثلاثاء حيث ترقد في غيبوبة بوضع صحي خطير.
وأوضح الموقع عملية مداهمة استخبارات "فيلق القدس" للقصر الجمهوري السوري جرت بسيارات إسعاف بحجة قدومهم لإسعاف ابن بشار الأسد، واقتادوا الضباط إلى مقرّ الحرس الثوري في السيدة زينب.
وبرز اسم الإعلامية، لونا الشبل، خلال الثورة السورية بعد تعيينها المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري ولبشار الأسد.
وعملت الشبل في قناة الجزيرة لمدة سبع سنوات، قبل أن تترك العمل عام 2010 مع أربع مذيعات لبنانيات، وعادت إلى سوريا.
وظهرت كعضو الوفد الممثل للنظام المشارك في مؤتمر “جنيف 2″، في يناير 2014، إذ أثارت الجدل بابتسامتها في أثناء إلقاء وزير الخارجية، وليد المعلم، كلمته رغم جدية الموقف.
وكانت متزوجة من الإعلامي اللبناني سامي كليب، وتزوجت بعده الرئيس السابق لـ"الاتحاد الوطني لطلبة سوريا"، وعضو مجلس الشعب السابق، عمار ساعاتي.
وتعتبر الشبل من الشخصيات البارزة في النظام السوري، وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليها، مع ضد شخصيات عسكرية وحزبية تابعة للنظام السوري.