لوفيغارو: طول أمد الحرب في غزة يزيد شعبية حماس

باريس - اعتبر كاتب في صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن إطالة أمد الحرب في غزة يزيد من شعبية حماس في الأراضي الفلسطينية والعالم الإسلامي وفي الوقت ذاته فإن إطالة الإسرائيليين لأمد الحرب يعتبر انتحارا سياسيا بالنسبة للدول الغربية الداعمة لإسرائيل.
وقال رونو جيرار إن إسرائيل ومنذ بدء العدوان على القطاع الفلسطيني تكرر باستمرار أن سكان غزة رهائن لدى حماس، متسائلا هل أن هذا سبب لتدمير البنية التحتية والمباني السكنية بشكل منهجي، وكيف لا تشعر إسرائيل بالحرج من حجم الأضرار الجانبية التي ترتكبها في ملاحقتها لمقاتلي حماس.
وأوضح أن العدوان على غزة خلف خسائر مهولة في الأرواح (نحو 22 ألف قتيل حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال)، مضيفا أنه أمام هذا الوضع أصبح من المشروع التساؤل ما إذا كانت "حكومة نتنياهو قد أطلقت بوعي أو من غير وعي العنان لرغبتها في الانتقام من سكان محبوسين داخل سياج آلي".
وتحدث كاتب المقال عن الأهداف الثلاثة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية عقب هجوم حماس في السابع من أكتوبر على المناطق الإسرائيلية في غلاف غزة، وهي القضاء على حماس وتجريد القطاع الفلسطيني من السلاح واستئصال ما تسميه التطرف من القطاع.
وقال إن الهدف الثاني أي تجريد القطاع يبدو الوحيد الذي يمكن تحقيقه لأن الجيش الإسرائيلي قادر فقط "على تحويل القطاع إلى حقل من الخراب يكون منزوع السلاح لفترة من الوقت على الأقل".
وتابع أن حركة حماس تجسد إيديولوجية لا تستطيع قوة القنابل مواجهتها، متسائلا في الوقت ذاته بالنسبة لهدف استئصال التطرف، "من يصدق أن آلاف الأيتام الذين خلفهم قصف الجيش الإسرائيلي سيتوقفون عن الانتقام لآبائهم الذين ماتوا تحت الأنقاض؟".
وتسبب العدوان على غزة في تدمير هائل للمباني والبنى التحتية وسقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى وهو الأمر الذي أثار قلق الدول الغربية التي دعمت في البداية الحرب على حماس وفي مقدمتهم الولايات المتحدة التي أفشلت في أكثر من مناسبة جهودا في مجلس الأمن الدولي لوقف الحرب وبينها مشروع قرار كانت قد تقدمت به دولة الإمارات.
ويتحدث القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل عن حرب طويلة، بينما بدأت إسرائيل في تقليص عدد قواتها في القطاع، لكن هذا التقليص لا يعني بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وقف العمليات العسكرية.
ونفى غالانت الثلاثاء، صحة التقارير التي أفادت بأن إسرائيل خففت من هجومها العسكري على قطاع غزة. وقال "ليس هناك مهمة مبررة أكثر مما نقوم به الآن، فقد هوجمت إسرائيل بوحشية وقسوة، بهدف منعنا من العيش هنا".
وأكد لجنود الاحتياط في اللواء 64 في أعقاب تقييم للوضع أن "النصر ضروري بصورة مضاعفة، لفرض الثمن وتأمين سلامة سكان حدود غزة... إننا عازمون على تحقيق هدفنا".
واعتبر الكاتب الفرنسي أن إطالة أمد هذه الحرب يعتبر هدية مزدوجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاءته على على طبق من فضة "لم يكن يحلم بها وهي ازدواجية المعايير في الدروس الأخلاقية الغربية ونتيجة هذه الهدية تتمثل اليوم في حشد الجنوب العالمي بحكم الأمر الواقع للمحور الاستبدادي بين روسيا وإيران والصين".
واعتبرت صحيفة لوفيغارو أن صوت معسكر الحرب يبدو أعلى من صوت معسكر السلام والداعمين له في إسرائيل، مشيرة إلى حالة الحشد والدعوات لاستمرار العدوان على غزة وإلى أن عدد المتظاهرين الذين يتجمعون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية من الرافضين للحرب والمطالبين بالتفاوض مع حماس لإطلاق الرهائن الإسرائيليين، أصبح عددهم لا يتجاوز العشرات.
وفيما تتعالى أصوات تنادي باستقالة حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة التي يشكل اليمين الديني أحزمتها وبتغييرات جذرية في السياسة المتبعة ضد الفلسطينيين، فإن هناك من يرفض وقف الحرب.
وقالت إنه خلال تغطيتها للمظاهرات المنادية بوقف الحرب وإعطاء الأولوية للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، تعرض محتجون للشتم والتهجم من بعض المارة وأن الشرطة تدخلت في بعض الحالات لفض اشتباك بين الطرفين (معارضو استمرار الحرب والداعمين لها).