لوران كانتيه مخرج صوّر بمهارة هموم مجتمعه الفرنسي

باريس - توفي الخميس المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن عمر ناهز 62 سنة، وهو الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه “أنتر لي مور” (بين الجدران)، على ما أفادت مديرة أعماله.

وقالت إيزابيل دو لا باتيليير “لقد توفي هذا الصباح (الخميس) في باريس بعد معاناته مع المرض”، مؤكدة بذلك معلومات أوردتها صحيفة “ليبراسيون” اليومية.

كانتيه الذي ولد في يونيو 1962 بفرنسا، هو مخرج ومؤلف ومصور سينمائي. تخرج من المعهد العالي للدراسات السينمائية في باريس ويعرف لوران كانتيه بأنه يسعى لتصوير حكايات تعبر عن مشكلات المجتمع الفرنسي وهمومه، وقد فاز عام 2008 بالسعفة الذهبية لمهرجان كان عن فيلمه “أنتر ليه مور”، وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة حينها أنها “تكافئ فيلما مذهلا فعلا”.

ويتمحور هذا العمل الذي بلغت موازنته 2.4 مليون يورو، حول الحياة اليومية في صف بإحدى المدارس الباريسية حيث يسعى أستاذ شاب في اللغة الفرنسية جاهدا لتلقين تلاميذ من أصول مختلفة تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما، لغة مختلفة عن تلك التي يستخدمونها في مراسلاتهم الإلكترونية.

وقال المخرج إنه صور في فيلمه المدرسة الفرنسية ليس كما ينبغي أن تكون بل كما هي في زمن تصوير العمل. والفيلم يتراوح بين الوثائقي والتخيلي فهو مستلهم من كتاب يحمل الاسم نفسه كتبه الأستاذ فرنسوا بيغودو بطل الفيلم، وقد لقي استحسانا كبيرا وترك أثرا كبيرا في نفوس النقاد من فرنسيين ودوليين.

وعلّق القائمون على مهرجان كان على وفاة لوران بالقول “كان إنسانيا يسعى إلى النور رغم العنف الاجتماعي، ويبحث عن الأمل رغم قسوة الواقع”.

وعاود كانتيه المشاركة في مهرجان كان عام 2017 عن فيلمه “لاتولييه”.

وتناول فيلمه الأخير “آرتور رامبو” الصادر عام 2021، قصة شخص تتدمّر سمعته على شبكات التواصل الاجتماعي. وهذا العمل مستوحى من القصة الحقيقية للكاتب مهدي مقلات الذي اشتهر بأعماله عن الأحياء الفقيرة، قبل أن تتدهور سمعته عام 2017 بسبب تغريدات معادية للسامية وللمثليين وأخرى تنطوي على عنصرية.

وشارك لوران كانتيه عام 2015 في تأسيس منصة “لا سينيتيك” للأفلام. وكان المخرج الذي أنجز تسعة أعمال سينمائية، يعمل على فيلم بعنوان “لابرانتي” كان من المقرر عرضه عام 2025.