لودريان من المغرب: من الطبيعي العودة للأصدقاء المقربين بالأوقات الصعبة

وزير الخارجية الفرنسي في المغرب لإطفاء النيران حول أزمة الرسوم المسيئة.
الاثنين 2020/11/09
رؤية مشتركة ترفض الإرهاب والتطرف

الرباط - تواصل باريس عملية التهدئة مع العالم العربي بشأن أزمة الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، من خلال الاستعانة بالدول الصديقة، حيث قام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بزيارة إلى المغرب التقى خلالها بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.

وقال لودريان، الاثنين، إنه من الطبيعي العودة للأصدقاء مثل المغرب خلال الأوقات الصعبة، في إشارة إلى الغضب تجاه باريس جراء الإساءة للإسلام.

وتأتي الزيارة في إطار جولة لتهدئة الأوضاع بالمنطقة بدأها الوزير الفرنسي من القاهرة الأحد، حيث التقى عدة مسؤولين مصريين، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي أبلغ لودريان بأن من يسيء للنبي محمد ستتم ملاحقته في المحاكم الدولية.

وأفاد لودريان بأن "فرنسا ليست وحدها في الحرب ضد الإرهاب والتطرف، حيث تعود إلى المغرب لأنه في الأوقات الصعبة من الطبيعي العودة إلى الأصدقاء المقربين".

وأضاف أن "فرنسا ترفض الإرهاب والتطرف وتحترم الإسلام كديانة وتحارب تحريف الدين انطلاقا من أيديولوجيات راديكالية".

وأكد لودريان أن "فرنسا تحترم الإسلام، وعلاقتها بالدين الإسلامي غنية وذات تأثير متبادل في عدد من المجالات"، مضيفا أن بلاده تضمن وتحمي ممارسة العقيدة الإسلامية داخل أراضيها وبروح المساواة مع جميع العقائد الدينية.

وأوضح لودريان أن الرباط وباريس "تتقاسمان نفس الرؤية التي تقوم على رفض الإرهاب والتطرف، خصوصا أن المغرب ذو مرجعية إسلامية معتدلة، تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس".

من جهته، قال وزير الخارجية المغربي خلال المؤتمر إن "العلاقة بين البلدين متميزة تقوم على قيم ومصالح وشراكة مثمرة".

وتابع بوريطة "لقاء اليوم مناسبة لاستعراض مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والأمني والإنساني".

وتقوم العلاقات الفرنسية المغربية على أعلى المستويات، تم تعزيزها خلال اللقاء الأخير للعاهل المغربي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وتتميز العلاقات الثنائية بين البلدين ببعدها الاستراتيجي، وكثافة انتظام الحوارات بين البلدين، وقد شهدت السنة الجارية زيارات لعدة مسؤولين فرنسيين إلى المغرب، كانت آخرها في أكتوبر الماضي لوزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين.

ويؤدي التعاون والتنسيق بين فرنسا والمغرب في ملف المتطرفين عموما، إلى زيادة مخاوف أنقرة وجماعة الإخوان، خشية فضح الخيوط التي تربط كل منهما بجمعيات تنشط في دول أوروبية تحت ستار إنساني، وهو ما جعل الحملة تستعر ضد فرنسا.

ويرى مراقبون أن التعاون بين الرباط وباريس في مجال مكافحة الإرهاب يضيّق الخناق أيضا على الأنشطة التي ترعاها تركيا في ليبيا، ويضع عملية التصدي للمتطرفين والمرتزقة والميليشيات كعنصر مهم في مسار حل الأزمة.

وتريد فرنسا أولا إطفاء النيران التي اندلعت حولها في دول عدة، باستخدام خطاب عقلاني هادئ، يصحّح التفسيرات الخاطئة التي راجت حول الرسوم المسيئة.

ويشار إلى أن المغرب أدان بشدة الإمعان في نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام وللنبي محمد. وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان نشرته وكالة الأنباء المغربية إن المملكة المغربية تستنكر هذه الأفعال التي تعكس غياب النضج لدى مقترفيها، وتجدد التأكيد على أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ومعتقداتهم.

وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت فرنسا نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، عبر وسائل إعلام، وعرضها على واجهات بعض المباني، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

وفي 21 أكتوبر الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية"، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة المنتجات والبضائع الفرنسية.