لوحة مهداة لـ"تايت مودرن" تعيد الاهتمام بالتيار التعبيري التجريدي

المتحف تلقى أحد أهم التبرعات في تاريخه الحديث؛ لوحة لجوان ميتشل، الاسم البارز في الرسم المعاصر.
الجمعة 2025/04/04
إلقاء نظرة على إحدى أغلى اللوحات في العالم

لندن - تلقى متحف "تايت مودرن" في لندن الخميس "أحد أهم التبرعات في تاريخه الحديث"؛ لوحة ضخمة لجوان ميتشل، الاسم البارز في الرسم المعاصر في الولايات المتحدة، والتي تعد واحدة من أهم النساء في الحركة التعبيرية التجريدية التي كانت تهيمن عليها الأصوات الذكورية.

وقد كُشف عن "إيفا" التي تبرع بها رجل أعمال أميركي من مجموعته الخاصة، وهي لوحة مؤلفة من ثلاثة أجزاء بطول ستة أمتار رسمتها هذه الفنانة البارزة في التيار التعبيري التجريدي الأميركي عام 1973، أمام الزوار الخميس في الغرفة المجاورة للوحات “سيغرام” التي تحمل توقيع مواطنها الشهير مارك روثكو.

وقالت مديرة متحف "تايت" ماريا بالشو إن "هذه اللوحة من أغلى الهدايا التي تلقيناها منذ عقود،” على الأرجح منذ التبرع الذي قدمه مارك روثكو نفسه في عام 1970.

وأكدت أن النتاج الفني لجوان ميتشل (1925 – 1992)، وهي شخصية حظيت بتقدير من قبَل أقرانها في القرن العشرين، “لم يتم الاعتراف بقيمته الحقيقية لعقود، كما كانت الحال بالنسبة إلى العديد من النساء المرتبطات بحركة التعبيرية التجريدية.”

المتحف رفض الكشف عن قيمة هذه "الهدية الاستثنائية"، مكتفيا بالقول إنها تصل إلى "عدة ملايين"

درست ميتشل في معهد الفن في شيكاغو وحصلت على درجة البكالوريوس والماجستير في الفنون الجميلة. وانتقلت إلى نيويورك في أواخر الأربعينات، حيث انخرطت في المشهد الفني التعبيري التجريدي إلى جانب فنانين مثل ويليم دي كونينغ وفرانز كلاين. ثم انتقلت إلى فرنسا في الخمسينات وعاشت هناك معظم حياتها، لكنها ظلت متصلة بالحركة الفنية الأميركية.

تميزت أعمالها بضربات الفرشاة العريضة والألوان القوية، كما كانت مفعمة بالحركة والطاقة، حيث استخدمت الألوان بطريقة جريئة لتعكس العواطف والمناظر الطبيعية. واستوحت الكثير من لوحاتها من ذكرياتها وحبها للشعر.

واستمرت مسيرة الفنانة لأكثر من أربعة عقود، ومن أبرز لوحاتها “حقل الذرة” و”شجرة” و”مدينة الشمس”. وتُعرض أعمالها في متاحف بارزة مثل متحف الفن الحديث ومؤسسة جوان ميتشل التي تدعم الفنانين الصاعدين.

ومن المؤكد أن هذه الفنانة المولودة في شيكاغو قد حظيت بنجاح نقدي وشعبي خلال حياتها. لكن القيمة السوقية للوحاتها شهدت ارتفاعا هائلا في السنوات الأخيرة، بسبب الشهية المتزايدة لدى هواة الجمع لاقتناء الأعمال الفنية التي أبدعتها الفنانات التجريديات.

واحتلت جوان ميتشل المرتبة الحادية عشرة بين الفنانين الأكثر قيمة في العالم في تصنيف موقع “آرتبرايس” في عام 2024، وبيعَ أغلى أعمالها بسعر 29.2 مليون دولار في نيويورك في عام 2023، وهو لوحة “من دون عنوان” التي رسمتها عام 1959.

وقالت ماريا بالشو “عندما أدركنا أهمية أعمالها، كانت أسعارها باهظة للغاية بالنسبة إلى مؤسسة عامة بريطانية” مثل “تايت”.

Thumbnail

وقال مانح اللوحة، جامع الأعمال الفنية خورخي م. بيريز، إن ” عدة متاحف أميركية كبرى تضم أعمالا للفنانة جوان ميتشل (…) وفكرنا في أن اختيار هذه القاعة سيكون رائعا نظرا إلى كونها تضم أعمال مارك روثكو.”

ورفض المتحف الكشف عن قيمة هذه “الهدية الاستثنائية”، مكتفيا بالقول إنها تصل إلى “عدة ملايين”، ما يجعلها “من أكبر التبرعات في تاريخه الحديث.”

كما قدم رجل الأعمال الأرجنتيني – الأميركي خورخي بيريز الذي جمع ثروته من العقارات في ميامي، وزوجته دارلين “تبرعا كبيرا للغاية، ما سيسمح لنا بإجراء أبحاث حول الفن الخاص بأفريقيا وأميركا اللاتينية،” وفق ماريا بالشو.

وسيتبرع الزوجان أيضا بالعديد من الأعمال التي تحمل توقيع فنانين أفارقة من مجموعتهما إلى متحف “تايت”، بما في ذلك أعمال للمصور المالي ماليك سيديبي والفنان الإنجليزي – النيجيري ينكا شونيبار.

15