لوحات هند قاضي حمان تنبض بالحياة وتنتصر للنساء

فاس (المغرب) - تستمر برواق محمد القاسمي بمدينة فاس، فعاليات المعرض التشكيلي الفردي للفنانة المغربية هند قاضي حمان بعنوان “عندما تنبض اللوحة بالحياة.”
ويضم المعرض، المنظم بمبادرة من المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) بجهة فاس مكناس، حوالي 30 لوحة فنية مختلفة الأحجام مرسومة على القماش أنجزت غالبيتها بين سنتي 2023 و2024، وتحضر المرأة في الكثير منها سواء من خلال بورتريهات أو رسومات عامة.
وإلى جانب تيمة المرأة وحضور اللونين الأسود والأحمر بقوة، اشتغلت الفنانة هند قاضي حمان، التي سبق لها القيام بثلاثة معارض تشكيلية، في هذه اللوحات أيضا على مواضيع ترتبط بالعاصمة الروحية للمملكة التي رأت فيها النور وقضت فيها جزءا من حياتها.
وتستمد هذه الفنانة، التي توظف تقنيات العتمة والضوء والظلال والتجسيد غير المرئي، إلهامها من خلال الأبحاث في الفن والتربية والطبيعة والمشاعر الإنسانية والذكريات والموسيقى، وغيرها من المواضيع، وتعتمد بشكل كبير على الإيماءات والتأمل في أعمالها الإبداعية.
وأفادت الفنانة التشكيلية بأن هذا المعرض، يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لها على اعتبار أنه الأول من نوعه الذي تقيمه بمدينة فاس، حيث يسلط فيه الضوء على ذكريات ومحطات مهمة لها بهذه الحاضرة.
وهند قاضي حمان، التي رأت النور بفاس سنة 1994، تمكنت من تكوين نفسها بشكل عصامي في مجال الفنون التشكيلية، وحصلت سنة 2017 على دبلوم مهندس في الهندسة والتدبير من جامعة الأخوين.
وكانت مفتونة دائما بالتناقض المثير للاهتمام بين الفنون والعلوم، ونظمت أول معرض فردي لها سنة 2018.
وفي تصريحات سابقة لها أوضحت الفنانة سر طغيان الأسود والألوان النارية على أعمالها الفنية، حيث قالت إنها تحب اللون الأسود في لوحاتها بالإضافة إلى الأصفر والأحمر مضيفة أن الفن التشكيلي يشكل لها بحثا عن الذات وعن الحقيقة.
وتتمحور تجربتها حول استخدام العناصر البصرية لتسليط الضوء على الروح الإنسانية، فهي تصور عالما مثيرا من القصص والألغاز التي لا نهاية لها، مركزة على توظيف الظلال والتباين بين الظلال السوداء والأضواء.
ويكشف اختيارها للألوان عن حساسية تجاه الدفء الإنساني المنبعث من الهواء الذي يحيط بنا ويتبعنا في كل مكان، مما يجلب الحياة لحركة العقل في الجسم بلمسات مجردة من الأصفر والأحمر تتلاشى في الظل غير المرئي للعين في العالم الحقيقي. هكذا تعكس لوحاتها حضورا قويا في اللحظة ووجودا روحيا يكاد يكون من الممكن بلوغه من خلال مداعبة لطيفة لقماش يشبه جلد الإنسان.