لوحات تجريدية تروي "حوار الحضارات" بريشة مجيد قمرود

الجزائر- يعود الفنان التشكيليُّ الجزائريُّ مجيد قمرود في معرض “حوار الحضارات”، إلى جمهوره بتشكيلة من اللّوحات الفنيّة، بلغت 40 لوحة، من مختلف الأحجام، جمع بينها عنوان واحد هو الحوار بين الحضارات والثقافات والشُّعوب عبر الفنّ.
ومع أنّ مجيد قمرود اختار لمعرضه، الذي احتضنه غاليري عائشة حداد بالجزائر العاصمة، ثيمة لم يسبق له أن عالجها في معارضه السابقة، إلا أنّه بقي وفيًّا لأسلوبه الفني، وهو الأسلوب التجريدي الذي تتميّز به لوحات هذا الفنان التي تُبرز الإنسان في محيطه الاجتماعي والثقافي الأفريقي، والمتوسطي، والديناميكية التي تتجلّى عبر تداخل الألوان والأشكال؛ وهي الأدوات التقنيّة التي تمّ انتقاؤها بعناية كعناصر تصويرية لتجسيد التفاعل الثقافي واللُّغوي بين سكان المتوسط، لاسيما الأفارقة منهم، وهو الأمر الذي يتجلّى بوضوح في لوحة بعنوان “ضوضاء”، المليئة بالرموز والأشكال والألوان من أجل بثّ الحياة في موسيقيّين يظهرون على الخشبة.
وأشار الفنان مجيد قمرود إلى أنّ هذا المعرض يضمُّ أكثر من 40 لوحة، بعضُها جديد، وبعضها الآخر سبق أن تمّ عرضه.
وأكّد أن “هذه الأعمال تعكس الزمن الراهن، بكلّ ما فيه من رهانات وتحوُّلات وخصوصيّات، وتتوقّف عند ظاهرة التنوُّع اللُّغوي في الجزائر، وهي ظاهرة صحيّة تساعد على الانفتاح واكتساب خبرات ومعارف وتجارب الآخر، كذلك الحال مع لهجاتنا أو لغاتنا المستعملة، التي لا تمثل أبدا تهديدا، فالوطنيّة عقيدة في قلوب كلّ الجزائريين، وهي دعوة أيضًا إلى الالتزام بالمنهجية العلمية والبحث عِوض الجري وراء الأيديولوجيات لأنّ الثابت دومًا هو ثقافة الحوار، والالتزام بتراثنا الوطني الزاخر، وبهويتنا”.
وأوضح الفنان أنّه يراهن على وفائه لأسلوبه في هذا المعرض، من خلال الشخوص غير المعلومة، واستعمال الألوان المتناقضة والمتقابلة، ما يعطي حركة وتركيبًا ديناميكيًّا عبر الأضواء الباهتة والمضيئة، وغيرها من الأدوات التقنيّة.
يُشار إلى أنّ الفنان التشكيلي، مجيد قمرود، يبلغ من العمر 64 سنة، وهو متخرّج في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، وقد سبقت له المشاركة في العشرات من المعارض، الفردية والجماعيّة، منذ حوالي أربعين سنة، عبر الكثير من قاعات العرض الفنيّة بالجزائر والخارج، وتمثّل أعماله الزاخرة بالرموز والأشكال، مراجع للهوية والثقافة الخاصّة بالمجتمع الجزائري.
وتعرف أعمال الفنان بأنها تحفل دائما بالألوان الزاهية، ويلاحظ فيها الحضور الطاغي لألوان مثل الأحمر، والأزرق، والأخضر، والأصفر، التي تستمد جمالياتها من الموروث الثقافي الجزائري والأفريقي الذي يولي الألوان اهتماما كبيرا.