لندن تنضم إلى باريس وواشنطن في انتقاد تجارب طهران العسكرية

المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية يؤكد أن إطلاق إيران قمرا صناعيا باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية مقلق للغاية ولا يتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2231.
السبت 2020/04/25
انتهاك صارخ

لندن – رأت بريطانيا الجمعة أن إطلاق إيران قمرا اصطناعيا عسكريا “مقلق جدا”، معتبرة أن برنامج طهران الباليستي يشكل “تهديدا للأمن الإقليمي”، وهو ما يؤكد اصطفاف لندن خلف باريس وواشنطن في حث طهران على الكف عن استفزازاتها.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إن “المعلومات التي تحدثت عن أن إيران قامت بإطلاق قمر اصطناعي مزود بتكنولوجيا للصواريخ الباليستية مقلقة جدا”.

وأضافت “مع شركائنا الدوليين نشعر منذ زمن بقلق كبير بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية الذي يزعزع استقرار المنطقة ويهدّد الأمن الإقليمي”.

وحذرت الخارجية البريطانية من أن الإطلاق الذي لم يتسن التحقق من نجاحه بشكل مستقل، “يخالف القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي” داعية طهران إلى “الالتزام به”.

ويدعو قرار مجلس الأمن، الذي صدر عام 2015، إيران إلى الامتناع عن أنشطة تطوير الصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية لمدة تصل إلى ثماني سنوات بعد اتفاق مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي. وأعلنت إيران الأربعاء إطلاق أول قمر اصطناعي عسكري إلى المدار، ووصفه الحرس الثوري الإيراني بأنه “تطور جديد في تكنولوجيا الفضاء” لدى إيران.

وفور نشر الخبر طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمحاسبة إيران، مضيفا أنه يعتقد أن الأمر بمثابة تحد لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي.

وقال بومبيو “كل دولة ملزَمة بأن تذهب إلى الأمم المتحدة وتقيّم إن كان إطلاق هذا الصاروخ يتماشى مع قرار مجلس الأمن”، مشيرا إلى القرار رقم 2231. وأضاف “لا أعتقد أنه يتماشى وأظن أنه ينبغي محاسبة الإيرانيين على ما فعلوه“.

ومن جهتها نددت فرنسا بشدة، بإطلاق إيران للقمر، واعتبرت أنه يثير المزيد من القلق بشأن برنامج الجمهورية الإسلامية الباليستي ويشكل تهديدا للأمن الإقليمي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية “نظرا إلى التشابه الشديد بين التقنيات المستخدمة لإطلاق صواريخ إلى الفضاء والصواريخ الباليستية، يساهم هذا الإطلاق بشكل مباشر في تحقيق إيران تقدما مقلقا للغاية بالفعل في برنامجها للصواريخ الباليستية“.

وتعرض هذه التجارب طهران لانتقادات لاذعة من الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات قاسية على إيران في محاولة لإضعاف اقتصادها وثنيها عن تهديد أمن جيرانها الخليجيين وكذلك عدم تطوير تجاربها الصاروخية.

وبالرغم من أنها تمر بأزمة صحية عاصفة بسبب تفشي وباء كورونا إلا أن إيران خيرت في الفترة الماضية تغليب استعراضاتها العسكرية على تطوير القطاع الصحي حيث تتهمها الولايات المتحدة بالإنفاق عسكريا بدل الاهتمام بالبنية التحتية لهذا القطاع الحيوي.

وكشف تردي هذه البنية تفشي كوفيد – 19 الذي راح ضحيته في إيران أكثر من 5300 شخص في حصيلة هي الأكبر في الشرق الأوسط.

واتهمت إيران الولايات المتحدة بممارسة “إرهاب صحي” من خلال التشبث بفرض العقوبات في وقت تشهد فيه طهران تفشيا لوباء كورونا.

ويرى مراقبون أن تناقضات إيران تبرز من خلال الزعم بأن الأميركيين منعوا إيصال مساعدات طبية إليها بينما تعرض واشنطن مساعدات على طهران.

كما أبرزت عروض عسكرية قامت بها إيران مؤخرا نواياها، على غرار إطلاق قمر اصطناعي عسكري، حيث أعلنت السلطات الأسبوع الماضي عن شراء طائرات مسيرة بغية استخدامها في تأمين الشريط الحدودي الإيراني.

ويزداد التوتر منذ أيام بين واشنطن وطهران خاصة بعد أن اعترضت زوارق إيرانية تابعة للحرس الثوري سفنا أميركية.

وفي رد واشنطن على هذه الاستفزازات قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أمر البحرية الأميركية بتدمير أي زوارق تتحرش بـ”سفننا” في البحر.

5