لندن تحض الأطراف السياسية في أيرلندا الشمالية على تشكيل حكومة شراكة

الحزب الوحدوي الديمقراطي يرفض المشاركة في أيّ حكومة من دون تعديل الاتّفاق التجاري المبرم بين المملكة المتحدة والاتّحاد الأوروبي.
الثلاثاء 2022/05/10
بريكست يهدد السلام

بلفاست - دعا الوزير البريطاني لشؤون أيرلندا الشمالية براندون لويس الإثنين كل الأطراف السياسية في المقاطعة إلى تشكيل حكومة شراكة في بلفاست، بعد انتخابات تاريخية وعلى الرغم من خلافات على صلة ببريكست لم يتم التوصل إلى حل لها بعد.

ومن المقرر أن يلتقي لويس الأحزاب السياسية الخمسة الأساسية لإجراء محادثات على صلة بنتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت الخميس وفاز فيها حزب “شين فين” القومي.

ووضع حزب “شين فين” القومي، الواجهة السياسية السابقة للمنظمة شبه العسكرية الجيش الجمهوري الأيرلندي، حدا لهيمنة استمرت قرنا للوحدويين الديمقراطيين الموالين للمملكة المتحدة، ليصبح هذا الفصيل القومي الأوسع تمثيلا في أيرلندا الشمالية.

وانتصار “شين فين” يمكّنه من تعيين رئيس للحكومة العتيدة، لكنّ المحادثات الرامية لتشكيل حكومة جديدة تبدو معقّدة، إذ يرفض الحزب الوحدوي الديمقراطي الذي حل ثانيا، المشاركة في أيّ حكومة من دون تعديل الاتّفاق التجاري المبرم بين المملكة المتحدة والاتّحاد الأوروبي لمرحلة ما بعد بريكست.

براندون لويس: نرغب في معالجة قضايا بروتوكول أيرلندا الشمالية

وقالت أستاذة علم الاجتماع السياسي في جامعة كوينز في بلفاست كاتي هايوارد “يمكننا أن نتصور بكل سهولة أن يستغرق الجميع مجمل هذه الأشهر الستة في التفاوض”.

وتداركت “لكن نظرا للعجالة التي تفرضها تكلفة المعيشة وأزمات النظام الصحي، ينبغي تشكيل حكومة، ويمكننا بعد ذلك التفكير في إجراء تعديلات أكبر على اتفاقية الجمعة العظيمة”.

وحض لويس على “معالجة القضايا العالقة المتعلقة ببروتوكول أيرلندا الشمالية”، مضيفا “نود القيام بذلك بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لكن بناء على ما لطالما أكدناه وهو أننا لن نتوانى عن اتّخاذ تدابير إضافية إذا اقتضى الأمر”.

وتصدّر “شين فين”، المؤيد لإعادة التوحيد مع جمهورية أيرلندا، الانتخابات في أيرلندا الشمالية بعد اقتراع الخميس، وفاز بـ27 مقعدا من أصل 90 في الجمعيّة الوطنيّة، مقابل 25 مقعدا لمنافسه الحزب الوحدوي الديمقراطي المؤيّد للتاج البريطاني.

وبعد أن بيّنت النتائج فوز حزبها خاطبت زعيمة “شين فين” ميشيل أونيل مناصري الحزب ووسائل الإعلام قائلة “ندخل حقبة جديدة. إنّها لحظة مفصليّة لسياساتنا وشعبنا”.

وأشارت إلى أنّها ستنتهج أسلوب قيادة يُشرك الأطراف كافة و”يحفل بالتنوّع بما يضمن الحقوق والمساواة لمن استُبعِدوا”.

والسبت أقرّ زعيم الحزب الوحدوي جيفري دونالدسون بالهزيمة، وقال في تصريح لشبكة “سكاي نيوز” الإخبارية “يبدو أنّ شين فين سيكون الحزب الأوسع تمثيلا”.

لكنه استدرك قائلا “أريد أن تتشكّل حكومة في أيرلندا الشماليّة، لكن يجب أن تكون حكومة ذات أسس ثابتة”.

حزب "شين فين" القومي، الواجهة السياسية السابقة للمنظمة شبه العسكرية الجيش الجمهوري الأيرلندي، يضع حدا لهيمنة الوحدويين الديمقراطيين الموالين للمملكة المتحدة

وتابع “طيف بروتوكول أيرلندا الشماليّة يُلحق الضرر باقتصادنا، إنّه يلحق الضرر باستقرارنا السياسي”.

وجدد رغبة حكومته في إعادة التفاوض على هذا النص الذي وافقت عليه لندن والاتحاد الأوروبي، والذي يمنح وضعا خاصا للمقاطعة من خلال إبقائها في السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي لتجنب عودة الحدود الصعبة مع أيرلندا للحفاظ على السلام.

وإذ ترفض بروكسل التي تعرض إجراء تعديلات فقط، تقول لندن إنها تفضل التفاوض لكنها لا يستبعد أن تتصرف من جانب واحد لحماية التجارة بين أيرلندا الشمالية وبريطانيا وكذلك “النزاهة الدستورية” للمملكة المتحدة.

وكان البروتوكول يحظى في بادئ الأمر بدعم حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون، على الرغم من أن تنفيذه مصدر مستمر للتوتر بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وتعتزم بريطانيا خلال الأسبوع المقبل زيادة الضغط على الاتحاد الأوروبي للقبول بتعديلات واسعة على البروتوكول المتعلق بأيرلندا الشمالية في مرحلة ما بعد بريكست. ويثير البروتوكول انتقادات من النقابيين المؤيدين للمملكة المتحدة في أيرلندا الشمالية الذين يعتبرون أن الترتيبات المرتقبة تؤدي إلى نشوء حدود تجارية بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية، ما يقلل بالتالي من شأن الموقع القانوني لبلفاست كجزء من المملكة المتحدة.

5