لماذا ينجذب المراهقون والكبار على حد سواء إلى مسلسلات الشباب

"ماكستون هول" مسلسل شبابي يجتذب جمهورا من 120 دولة.
الاثنين 2024/06/10
مشاهد ولحظات تبعث برسائل قوية

لمنصات البث التدفقي جماهير واسعة من مختلف أنحاء العالم وبالتالي من مختلف الثقافات والمستويات والأعمار، ويبدو من اللافت أن تحقق أعمال الشباب نجاحات كبيرة في ظل هذا التنوع، وهو ما يدعو إلى فهم الظاهرة من زوايا مختلفة، والتشجيع على إنتاج مثل هذه الأعمال التي تقدم الكثير من المواهب الجديدة.

غريغور تول

أوكسفورد (بريطانيا)- يتطلع المشاهدون من الشباب والكبار على حد سواء، إلى رؤية احتضان الشباب لبعضهم البعض وطموحاتهم وأمانيهم، بالاضافة أيضا إلى مشاهدة المكائد التي يكيدونها لبعضهم البعض، وذلك بداية من دراما المراهقين البريطانية الكوميدية “سيكس إديوكيشن”، ووصولا حتى أحدث إضافة ألمانية إلى القائمة الطويلة من العروض العالمية المعنية بالمراهقين، وهي “ماكستون هول”.

رسائل قوية

عروض المراهقين تجتذب الشباب الباحثين عن الرومانسية والانتماء وتلبي حنين الكبار للشباب الضائع
عروض المراهقين تجتذب الشباب الباحثين عن الرومانسية والانتماء وتلبي حنين الكبار للشباب الضائع

“ماكستون هول” هو مسلسل شبابي من ست حلقات، تدور أحداثه حول فتاة تدعى “روبي بيل” تنحدر من خلفية متواضعة وينتهي بها الأمر في كلية النخبة في “ماكستون هول” من خلال منحة دراسية، حيث تجد نفسها فجأة محاطة بالأثرياء، ثم ينتهي بها الأمر بفضيحة تتعلق بأسرة زميل لها ويتفجر سر كبير.

ولم يمر سوى أسبوع واحد على طرح العمل المميز في مايو الماضي، حتى حقق الإنتاج الألماني الرائع “أكبر جمهور عالمي لعمل غير أميركي” في تاريخ منصة “برايم فيديو” – المزودة لخدمات الفيديو حسب الطلب، من مسلسلات تلفزيونية وأفلام للشراء أو للتأجير – حيث وصل المسلسل إلى المركز الأول في قوائم “برايم فيديو” بأكثر من 120 دولة.

ويقول الخبير الإعلامي، موريتس شتوك، من جامعة “زيغن” الألمانية، إن “ماكستون هول هو عمل خيالي رومانسي، يحتفي بأساليب النوع ولا يفسدها… وتعد المشاهد المألوفة وغير الواقعية والمبالغ فيها عن عمد، أكثر ما يجعل المسلسل جذابا للغاية”.

وعادة ما تحتوي مثل هذه الأعمال على مشاهد ولحظات تبعث برسائل قوية، ولاسيما عندما تتم مشاركة مقاطع قصيرة منها على منصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك”، “وإلا فسيكون من الصعب أن تصل إلى جمهور الشباب في الوقت الحالي”. ويحاول صناع المسلسل إقامة علاقات مع المشاهدين الذين يقومون مرارا بمشاركة المقاطع القصيرة للمسلسل على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقول شتوك، المتخصص في مسلسلات المراهقين والأحداث المدرسية، إن “مسلسلات المراهقين هي عبارة عن قصص تتمحور حول شخصيات، مما يعني أنها أقلُّ تركيزٍ على تطورات الحبكة المثيرة والتقلبات المفاجئة”. ويعد أكثر ما يهم هو التركيز على المجموعة، والقرب من الشخصيات والممثلين، وليس الدراما المعقدة.

نجاح هائل

قصة تقليدية تعيد نفسها

يشار إلى أن المسلسلات الموجهة نحو المجموعات صارت ذات أهمية متزايدة منذ أن تبلورت سوق البث العالمية، بحسب ما يقوله شتوك. ويعد الأشخاص الذين لم يعودوا مرتبطين بالمشاهدة التقليدية للتلفزيون، مهمين بشكل خاص بالنسبة لمقدمي خدمات البث مثل “أمازون” و”ديزني” و”نتفليكس”.

ويلفت شتوك إلى أنه “من السهل الوصول إلى عروض المراهقين التي تكون مألوفة بشكل سريع بالنسبة لجمهور الشباب. حتى لو كانوا ينحدرون من دول مختلفة، فإن لديهم قواسم مشتركة عالميا، مثل: كونهم شبابا، والصداقة، والرغبة في الانتماء، والتجارب الرومانسية الأولى، وتشكيل المستقبل”.

ويوضح أن هذه المسلسلات تجذب أيضا المشاهدين الأكبر سنا، مضيفا أنه “من حيث المبدأ، يمكن لعروض المراهقين دائما أن تلبي حنين جمهور الكبار إلى الشباب الضائع، وفي ذلك تعد بعض المسلسلات أكثر ملاءمة من غيرها”.

مسلسلات المراهقين قصص تتمحور حول شخصيات، ما يعني أنها أقل تركيزا على تطورات الحبكة والتقلبات المفاجئة

هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الأعمال المعنية بالمراهقين، إلا أنه لايزال هناك تنوع كبير في السوق. وتدور أحداث مسلسل “سيكس إديوكيشن” التثقيفي، حول مشاكل شبابية واقعية، وهو بعيد كل البعد عن مسلسلات الرعب والغموض مثل “وينزداي”، أو أعمال الميلودراما التي تحتوي على عناصر الجريمة والإثارة مثل “إيليت” و”13 ريزونز واي”.

وفي المقابل، فإنه مختلف تماما عن أعمال مثل “ذا أمبريلا أكاديمي” و”يوفوريا” و”هاو تو سيل دراجز أونلاين”.

أما من منظور تاريخي، فإن مجموعة تلك الأنواع عادة ما تكون بعيدة كل البعد عن أعمال مثل: “بيفرلي هيلز، 90210″ و”دوسونز كريك” و”ذا أو سي” و”جوسيب جيرل” و”سكينز” أو “جلي”.

ونظرا إلى الإقبال اللا متناهي على أعمال المراهقين، فقد طلبت منصة بث أعمال الفيديو حسب الطلب التابعة لشركة “أمازون” على الفور، طرح موسم ثان لمسلسل “ماكستون هول” الذي حقق نجاحا هائلا، والمستوحى من رواية “سيف مي” للكاتبة الألمانية، منى كاستن.

ويبدو أن الممثلين الألمان الصاعدين، الشاب داميان هاردونغ (25 عاما) والشابة هارييت هيربيغ – ماتن (21 عاما)، وهما بطلا مسلسل “ماكستون هول”، سيكونان أحدث المنضمين إلى نجوم الشباب من أمثال جينا أورتيغا (21 عاما) بطلة مسلسل “وينزداي”، وإيما ماكي (26 عاما) بطلة مسلسل “سيكس إديوكيشن”، وإدفين رايدنغ (21 عاما) بطل مسلسل “يونغ رويالز”، الذين صاروا محبوبين للملايين حول العالم من خلال الأعمال الدرامية الشبابية على منصات البث المباشر.

15