لماذا يفضل الكثير ممن يعانون من التلعثم في الحديث الصمت والعزلة؟

برلين - تعتبر فيته واحدة من بين 80 مليون شخص، أو 1 في المئة من السكان، حول العالم الذين يتلعثمون في الكلام. ويفضل الكثير ممن يواجهون التلعثم أثناء الحديث، التزام الصمت. وبالنسبة إلى الشابة التي تبلغ من العمر 31 عاما، فقد كانت سنوات الدراسة صعبة بشكل خاص بالنسبة إليها.
وتقول فيته "كان الآخرون يسخرون مني ويتنمرون عليّ"، فانسحبت فيته وصارت وحيدة، وكانت تكتفي بتسليم الواجبات المدرسية المكتوبة فقط. أما اليوم، فهي تتعامل مع الأمر بكل ثقة. وتقول "إن الأمر يكون مرهقا عندما يكون المرء مختبئا دائما".
ويعتبر "اليوم العالمي للتوعية بالتلعثم" جزءا من الجهود المبذولة للمساعدة في الحد من عدد الأشخاص الذين يضطرون للاختباء. ويعتبر التلعثم، ببساطة، حدوث اضطراب في الكلام، رغم أن المصابين بذلك يكونون على معرفة جيدة بما يرغبون في قوله، ولكنهم لا يمكنهم قوله، أو يستغرقون وقتا أطول لكي يقولوه، حيث يضطرون عن دون قصد إلى تكرار مقاطع لفظية بعينها أكثر من مرة أثناء الحديث، أو يكررون أصواتا معينة.
وتقول أنيا هيردي، وهي رئيسة الجمعية الألمانية للتلعثم والمساعدة الذاتية، إن اضطراب تدفق الكلام الذي يحدث بسبب الجهاز العصبي، هو وراثي. وتوضح هيردي، التي كانت تتلعثم أيضا في الكلام منذ أن كانت في سن الرابعة، "إن هناك طريقا معينا في الدماغ يتحكم في الكلام، يكون غير ممتد كثيرا، ولكنه يكون ضيقا ووعرا".
◙ هناك علاجات معقولة لجميع الفئات العمرية، وعادة ما يبدأ التلعثم من سن الثالثة، ومن الممكن أن يستمر حتى الشيخوخة
وعندما يتحدث المرء، يعمل النصف الأيمن من الدماغ بقدر أكبر من النصف الأيسر. ويجب أن يكون هناك عامل مثير "لا نعرف عنه إلا القليل"، بحسب ما يوضحه طبيب الأعصاب مارتن زومر.
أما بالنسبة إلى فيته، فقد تغيرت حياتها في أوائل العشرينات من عمرها، عندما ذهبت إلى معالج لمشاكل النطق، بحسب ما تقوله خريجة علم النفس في إحدى أمسيات شهر أكتوبر على ضفاف نهر شبري في برلين. وقد تعلمت معها أن تتقبل تلعثمها في الكلام وأن تتعامل مع ذلك.
ويقول معالج مشاكل النطق روبرت ريختر في لايبتسيج "هناك علاجات معقولة لجميع الفئات العمرية. عادة ما يبدأ التلعثم من سن الثالثة، ومن الممكن أن يستمر حتى الشيخوخة". ويضيف "ويتراجع التلعثم بين نسبة تتراوح بين 70 في المئة و80 في المئة من الأطفال الذين يبدأونه، حتى دون تلقي دعم علاجي إذا لزم الأمر"، إلا أن الأمر لا يعني نجاح الجميع في التغلب على التلعثم.
ومع ذلك، يمكن معالجة معظم الحالات التي تعاني من التلعثم المستمر، بشكل جيد، من خلال العلاجات، بحسب ما يوضحه ريختر، الذي يقول إن هناك نوعين رئيسيين من العلاج، وهما: تعلم أسلوب للحديث وتقليل التوتر.
وتدور تقنية الكلام، على سبيل المثال، حول الوصول إلى “حل بسيط لكل حدث تلعثم فردي، وذلك لأن ردود الفعل العاطفية مثل الخوف والخجل يمكن أن تتطور في أعقاب التلعثم". وتستخدم فيته أسلوبا للكلام فقط مرة واحدة أثناء المقابلة. إنها تعتقد أن الأمر يبدو مصطنعا.
وعادة ما لا تفعل فيته ذلك إلا عندما تقوم بإلقاء محاضرة، على سبيل المثال. وهي الآن لديها مقابلات عمل مقبلة. ثم قالت في بداية اللقاء إنها تتلعثم. وتضيف “لم تكن هناك ردود فعل ملموسة على ذلك حتى الآن”.