لماذا يعاني الرياضيون من مشاكل الأسنان

برلين – يعاني الرياضيون غالبا من مشاكل الأسنان، وذلك بسبب الأغذية الرياضية مثل المشروبات الرياضية متساوية التوتر أو البار المحتوي على كربوهيدرات يتم امتصاصها بسرعة في مجرى الدم، بحسب ما قالته مبادرة “برودينته” الألمانية.
وأوضحت المبادرة المعنية بحماية الأسنان أن هذه الأغذية تحتوي في الكثير من الأحيان على الأحماض والسكر، ويتم تحويل السكر أيضا إلى أحماض بواسطة البكتيريا المسببة للتسوس، مما يزيل المعادن من مينا الأسنان ويهاجمها. ويؤدي هذا على المدى الطويل إلى تسوس الأسنان. كما تُظهر بيانات الدراسات أيضا أن الرياضيين لديهم مخاطر أعلى للإصابة بتآكل مينا الأسنان والتهاب اللثة.
وترجع مشاكل الأسنان لدى الرياضيين أيضا إلى جفاف الفم، والذي يمكن أن يحدث بسبب التنفس عبر الفم، وهو ما يحدث غالبا أثناء التدريب المكثف.
وبالإضافة إلى ذلك، تصبح الغدد اللعابية أقل نشاطا بسبب المجهود البدني، ومن ثم تصبح هناك كمية أقل من اللعاب في الفم، والذي يمكنه حماية الأسنان، حيث إنه يقوم بتحييد الأحماض ويساعد على إعادة ترسب المعادن في مينا الأسنان التالفة. وإذا كان الفم جافا، فإن خطر تسوس الأسنان يزداد. ويتطور التهاب اللثة أيضا بشكل أسرع في ظل هذه الظروف. كما يحتوي اللعاب على مواد مضادة للميكروبات تعمل على إبعاد البكتيريا الضارة.
ولحماية أسنانهم، ينبغي للرياضيين تنظيف الأسنان بمعدل لا يقل عن مرتين يوميا بواسطة معجون أسنان يحتوي على الفلورايد. كما ينبغي استبدال المشروبات السكرية والحمضية بالماء، مع تقليل كمية الوجبات الخفيفة الرياضية السكرية، التي يتم تناولها. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تحفيز اللعاب ومقاومة جفاف الفم من خلال مضغ العلكة، مع مراعاة أن تكون خالية من السكر.
وفي عام 2019، أظهرت دراسة أن بعض الرياضيين يعانون من مشاكل في الأسنان وتراجع في الصحة الفموية بشكل عام على الرغم من أن مستوى عنايتهم بأسنانهم يفوق ما يفعله الأشخاص الآخرون.
وشملت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كلية لندن “يو.سي.أل” مقابلات مع 352 رياضيا بريطانيا من أعلى المستويات التنافسية، بينهم رياضيون شاركوا في الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو في البرازيل.
وكشفت الدراسة أن احتمال استخدام الرياضيين فرشاة الأسنان مرتين في اليوم أعلى بكثير من غيرهم، وكذلك خيط تنظيف ما بين الأسنان، لكنهم مع ذلك يعانون من مشاكل. وقال الباحثون إن الرياضيين بحاجة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لرعاية أسنانهم، مثل استخدام معاجين الأسنان التي تحتوي على نسبة عالية من الفلورايد.
وكانت عدة دراسات سابقة أظهرت أن الكثير من الرياضيين، من لاعبي كرة القدم إلى مشاركين في أولمبياد لندن 2012، يعانون من مشاكل صحية فموية. وتصل نسبة الذين يعانون من تسوس الأسنان من نخبة الرياضيين في بريطانيا إلى 50 في المئة، مقابل 30 في المئة لدى نفس الشريحة العمرية من غير الرياضيين.