لماذا لا يستجيب الأطفال لتعليمات أمهاتهم الكثيرة؟

نبرة الصوت الغاضبة تأتي بتأثير عكسي وكذلك النبرة اللينة، فلا بد من اتزان النبرة عند الطلب من الطفل القيام بشيء ما.
الاثنين 2023/01/09
رفض الطفل الامتثال للأوامر يحدث المشاكل

واشنطن - يؤكد خبراء علم النفس أن نبرة الصوت تلعب دورا كبيرا في استعداد الطفل للإنصات إلى والديه وتنفيذ المطلوب منه. ويرون أن النبرة الغاضبة والحادة تأتي بتأثير عكسي، كذلك النبرة الناعمة والمستجدية. فلا بد من اتزان النبرة عند الطلب من الطفل القيام بشيء ما، كي تكون حاسمة وهادئة في الوقت ذاته.

ويشير هؤلاء الخبراء إلى أنه من المنطقي أن يستجيب الطفل لطلبات والديه إذا أجادا التعامل معه، وهو ما يثنيه عن تجاهلهما.

وتعتقد الكثير من الأمهات أنهن حين يستخدمن نبرة صوت حادة أو قاسية عند طلب شيء من أطفالهن ستجعلهم يستجيبون لهن، لكنْ يحدث العكس. وفي الوقت ذاته إذا استخدمن نبرة لطف مبالغا فيها أو تتضمن استجداءً للأطفال، حتى ينفذوا ما يطلبْنه منهم، يحدث العكس أيضا.

ويرى الخبراء أن الصراخ على المدى القصير يمكن أن ينجح ، وقد ينصت الطفل إلى ما تقوله أمه وينفذه، لكن بمرور الوقت سوف يتجاهل الصوت المرتفع والتهديدات المستمرة، أو قد ينفذ ما يطلب منه على مضض بدافع الخوف أو الاستياء.

يمكن إنهاء هذا العصيان من خلال التواصل مع الطفل، واعتماد الإستراتيجيات المناسبة

ويقول الخبراء ذاتهم إن أيا من الحالتين لا تبني علاقة صحية وسليمة بين الطفل ووالدته، بل قد تجعل منه شخصا غير مبالٍ أو دائم الشعور بالخوف وعدم الأمان. لذلك لا بد من البحث عن طرق أخرى تجعل الطفل ينصت إلى الأم.

لكن يمكن أن تنشب الكثير من المشاكل إذا رفض الأطفال الامتثال لأوامر أحد الوالدين، وتتطلب مثل هذه المواقف الكثير من الصبر لتجاوز هذه المحنة. وإذا انتاب الأم القلق بشأن سلوك طفلها، وأحست بأنه أصبح يتجاهل ما تقوله، فلتعلم أنه قد حان الوقت لاتخاذ إجراءات مناسبة لحل هذه المشكلة.

ويمكن إنهاء هذا العصيان من خلال التواصل مع الطفل، واعتماد الإستراتيجيات المناسبة، كما أوضحها موقع “ستيب تو هيلث” الأميركي.

وعندما لا ينصت الأطفال إلى الأبوين أو يرتكبون خطأ ما، فمن الطبيعي منحهم فرصة أخرى أو سلب الامتيازات التي يحصلون عليها لفترة قصيرة. وحين تصبح الأم متساهلة ولا تنفذ ما تقوله وتكتفي بالتهديدات، سيأخذ الطفل تعليماتها كأمر مسلّم به ولن ينصت أبدا إلى ما تريد قوله، لأنه يعلم أنه لا توجد عواقب لعدم الإنصات، أي أن تحذيراتها مجرد تهديدات فقط.

وإذا كانت طريقة تعامل الأبوين مع الطفل تقوم على مبدأ التعالي أو التساهل، فقد يدفعهما ذلك إلى التفكير في التعامل مع الطفل كصديق لهما لتوليد المزيد من الثقة. ولكنْ قد يؤدي هذا الأمر إلى تأثير معاكس، يتمثل في عدم احترام الطفل لأبويه، مما يجعله لا يلتزم بواجباته. ويجب أن ينظر الطفل إلى والديه على أنهما شخصيتان تمثلان سلطة يجب احترامها، طالما أن طلباتهما تهدف إلى تحقيق مصلحته.

16