للمرّة الأولى.. الشرق الأوسط ضمن أكبر 25 مصنّعا للأسلحة

شركة “إيدج” تحتل المركز الـ22 ضمن تصنيف أفضل 25 شركة مصنعة للأسلحة في العالم.
الاثنين 2020/12/07
صناعة تنافس عالميا

أبوظبي – حقق الشرق الأوسط اختراقا تاريخيا بانضمامه إلى قائمة أكبر 25 مصنّعا للأسلحة والخدمات العسكرية، في ظلّ هيمنة الشركات الأميركيّة والصينيّة على سوق الأسلحة العالمية للعام 2019.

وللمرّة الأولى، أُدرجت شركة من الشرق الأوسط ضمن لائحة أفضل 25 شركة، هي شركة “إيدج” التي تتّخذ من الإمارات العربيّة المتّحدة مقرا وانبثقت عن دمج 25 كيانا.

وقال باحث في معهد بيتر ويزمان، وفق ما جاء في تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، إن شركة “إيدج” التي تحلّ في المركز الـ22، “تجسّد بشكل جيد كيف أن الجمع بين الطلب الوطني القوي على المنتجات والخدمات العسكرية، مقترن بالرغبة في أن تصبح 'الدولة' أقل اعتمادا على الموردين الأجانب، هو محرك نمو شركات الأسلحة في الشرق الأوسط”.

وتعمل شركة "إيدج" في العديد من المجالات المرتبطة بالتسلح بداية من تصميم وتصنيع المنصات والأنظمة التي تضمن فترة عمل كاملة للقدرات البحرية والبرية والجوية، وصناعة الصواريخ والأسلحة والعربات المدرعة وغير المدرعة، عدا عن استثمارها في قطاع الدفاع السيبراني لتحصين الأنظمة والأصول الحربية المقاتلة، بالإضافة إلى تطوير قطاع الاستخبارات ودعم المهام العسكرية.

وتشمل قائمة كبار شركات الأسلحة، شركتين روسيتين هما “ألماز - أنتي” (15) و”يونايتد شيبيلدينغ” (25) بالإضافة إلى شركة “ليوناردو” الإيطالية التي احتلت المرتبة الـ12 في العالم.

واستحوذت صناعة الأسلحة الأميركيّة السنة الماضية على 61 في المئة من مبيعات “أكبر 25 مُصنّعا” في العالم، متقدّمة على الصين (15.7 في المئة)، وفق بيانات المعهد.

وارتفع إجمالي مبيعات “المُصنّعين الـ25 الكبار” بنسبة 8.5 في المئة إلى 361 مليار دولار، أو ما يعادل 50 مرة الميزانيّة السنويّة لعمليّات حفظ السلام التابعة للأمم المتّحدة.

وحلّت ستّ شركات أميركيّة وثلاث شركات صينيّة ضمن ترتيب أكبر 10 شركات أسلحة. وصُنّفت شركة أوروبية واحدة فقط ضمن هذا الترتيب، هي شركة “بي.أي.إي سيستمز” البريطانيّة التي حلّت في المركز السابع.

وقالت مديرة برنامج الإنفاق العسكري والتسليح في المعهد لوسي بيرود سودرو إنّ “هذا الترتيب يعكس حقيقة أنّ الصين والولايات المتحدة هما أكبر دولتين من حيث الإنفاق العالمي على الأسلحة”.

وتُعتبر الهيمنة الأميركية على السوق غير جديدة، لكن بالنسبة للصين التي ارتفعت مبيعات شركاتها بنحو خمسة في المئة عام 2019 فإنّ "هذه الزيادة تتوافق مع تنفيذ الإصلاحات لتحديث جيش التحرير الشعبي، المستمرة منذ عام 2015″ على حدّ قول الباحثة.

واحتلّت شركات “لوكهيد مارتن” و”بوينغ” و”نورثروب غرومان” و”رايثيون” و”جنرال دايناميكس” الأميركيّة المراكز الخمسة الأولى، فيما حلّت شركات “أفيك” و”سي.إي.تي.سي” و”نورينكو” الصينيّة سادسة وثامنة وتاسعة. واحتلّت مجموعة “إل 3 هاريس تكنولوجيز” المركز العاشر.

وأوضحت بيرود سودرو أنه إذا كانت الشركات الروسية بحال أفضل منذ بضع سنوات، بفضل برنامج واسع النطاق لتطوير المعدات، فإن الزخم مذاك “تباطأ كثيرا”.

وتطرح الباحثة سببين لتفسير هذا التراجع وهما العقوبات المفروضة على موسكو بعد ضمّها القرم عام 2014 وانخفاض أسعار مواد الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد الروسي.

وأكدت أن “روسيا أُرغمت على إبطاء وتيرة جهودها لتطوير المعدات العسكرية وبالتالي فإن الدولة الروسية خففت عدد الطلبيات والمشاريع، فتراجعت الإيرادات”.

وأشارت بيرود سودرو إلى أنّ “أوروبا لا تزال في ترتيب مشتّت لكن إذا جُمعت الشركات الأوروبية معا، يمكن أن تكون هناك شركات أوروبية بنفس المستوى” مثل الشركات المصنّعة الأميركيّة والصينيّة.

وإذا كانت شركة “إيرباص” (أوروبية، المركز الـ13) ومجموعة “تايس” (فرنسية، المركز الـ14) تتفاخران بكونهما تملكان أقوى حضور في الخارج (24 دولة لكل منها)، متقدمتين على شركة “بوينغ” الأميركية، فإن ذلك يفسّر خصوصا بواقع أن “الشركات الأوروبية أكثر تدويلا” من أي مكان آخر، وفق الباحثة.

ووفق معهد ستوكهولم، عززت مجموعة “داسو” الفرنسية موقعها ضمن أكبر الشركات المصنعة للأسلحة بانتقالها من المركز الـ38 إلى المركز الـ17، بسبب تصديرها طائرات “رافال” عام 2019.