للمرة السابعة على التوالي الإمارات تشارك في "موسم طانطان" الثقافي بالمغرب

الموسم يتضمن برنامجا ثقافيا يجمع الماضي بالحاضر ويسلط الضوء على التراث الصحراوي ويجمع الثقافات العربية.
الاثنين 2023/06/26
تراث عربي مشترك

أبوظبي - تستعد دولة الإمارات للمشاركة في فعاليات الدورة السادسة عشرة لموسم طانطان الثقافي، أحد أهم التظاهرات الثقافية التي تحتفل بتقاليد ومظاهر الحياة الصحراوية، ويقام في جنوب المغرب من السابع إلى الثاني عشر من يوليو المقبل تحت شعار "ترسيخ للهوية ورافعة للتنمية المستدامة".

تأتي المشاركة الإماراتية بجناح تشرف عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية بصون التراث الثقافي، وتعد هذه المشاركة هي السابعة على التوالي لدولة الإمارات في موسم طانطان، وهو ما يعكس عمق العلاقات الأخوية الإماراتية - المغربية وما تشهده من نمو وتطور في المجالات كافة، ومنها المجال الثقافي.

ويتضمن جناح دولة الإمارات في موسم طانطان العديد من الفعاليات والأنشطة والمسابقات التراثية التي ستسهم في إطلاع الجمهور على الموروث الإماراتي وعروض فرق الفنون الشعبية والحرف التراثية، وقرية تراثية تسلط الضوء على فن الطهي الإماراتي والحرف اليدوية ومعارض الصور وفعاليات تراثية وفنية وأمسيات شعرية، وإحياء حفلات غنائية بمشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين إلى جانب تنظيم عدد من المسابقات التراثية، منها مزينة الإبل والمحالب وسباقات الهجن بالتعاون مع اتحاد الإمارات لسباقات الهجن.

فارس خلف المزروعي: المشاركة الإماراتية تأتي لتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية
فارس خلف المزروعي: المشاركة الإماراتية تأتي لتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين دولة الإمارات والمملكة المغربية

وتسهم المشاركة في موسم طانطان في إيصال رسالة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم وتسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة، والتعريف بالموروث الثقافي الإماراتي بجميع مكوناته الغنية في سياق ترسيخ قيم عام الاستدامة، كما يعد فرصة للتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي وانسجام القيم والتقاليد والعادات، وفي مقدمتها التراث الصحراوي المشترك، بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها للأجيال القادمة.

ويعد موسم طانطان من أهم التظاهرات الثقافية والفنية الصحراوية في شمال أفريقيا، ويتميز بقدرته على تجميع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل. كما أن موسم طانطان مسجل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، إذ يتضمن الموسم برنامجا ثقافيا غنيا يجمع بين الماضي والحاضر ويسلط الضوء على التراث الصحراوي، ما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية وتقارب مظاهر التراث والقواسم الحضارية المشتركة بين دولة الإمارات والمغرب، التي تتجسد في الثقافة الشعبية الصحراوية.

وتتميز المشاركة الإماراتية خلال هذه الدورة بتقديم عروض تراثية وثقافية تعكس التقاليد والعادات الإماراتية العريقة ومختلف مظاهر الحياة اليومية في دولة الإمارات، كما أنها تبرز دور المرأة وحضورها في المجتمع، والأشكال الاجتماعية المتمثلة في عادات وطقوس العرس الإماراتي ومميزات الطبخ الإماراتي ونمط العيش بشكل عام.

وينظم جناح الإمارات المشارك في موسم طانطان سباق الهجن وسباق الهجن التراثي، وذلك في ميدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسباقات الهجن بمدينة طانطان المغربية.

ويتناول الجناح الإماراتي المشارك العديد من عناصر تراث الإمارات بشكل شيق كعتاد الإبل، والسدو، والبيئة البحرية وزراعة النخيل وصناعة التمور، من خلال عرض حي لهذه العناصر مع شرح بالمعلومات والصور للجمهور، وضم الجناح العديد من المطبوعات التي تستعرض عناصر التراث المعنوي مثل التغرودة، العيالة، عادات الضيافة، والأزياء الشعبية، إضافة إلى معرض صور عن العلاقات الإماراتية - المغربية.

◙ المشاركة في موسم طانطان تسهم في إيصال رسالة الإمارات الحضارية والإنسانية إلى العالم وتسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني والمتنوع

وتستعد مدينة طانطان المغربية لاحتضان موسمها السنوي الذي يعتبره الصحراويون إرثا تاريخيا، يعيدون عبره إلى الذاكرة البعض من عادات وتقاليد البدو الرحل، علما وأن هذا المهرجان صنف من قبل منظمة اليونسكو كإحدى روائع التراث الشفهي غير المادي للبشرية، ويحتفي بالثقافة البدوية وفراسة أهلها من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية المستدامة.

وتعتبر هذه التظاهرة مناسبة لتجمع الآلاف من مختلف المناطق من الرحل بمدينة طانطان التي أدرجت في سبتمبر 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وباتت ملتقى لحماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية، وهذا ما يجعل الموسم فرصة حقيقية للجمع بين الرحل والزوار لتقاسم الثقافة الصحراوية المغربية والإماراتية وغيرها من الثقافات المشاركة.

وفي تصريح سابق أكد فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أهمية المشاركة الإماراتية المتواصلة والفاعلة في موسم طانطان في إطار حوار الثقافات وتعزيز جهود التواصل بين أركان التراث الثقافي البدوي الأصيل، وتطوير العلاقات الثقافية المتميزة بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية.

ونظم موسم طانطان لأول مرة سنة 1963 كملتقى تجاري في المقام الأول وكذلك تظاهرة ثقافية ودينية، حيث كانت تؤمه وفود من مختلف المناطق المغربية الشمالية والجنوبية المستعمرة آنذاك من قبل الاستعمار الإسباني.

12