"للحياة معنى آخر".. كتاب من الواجب أن تقرأه العائلة والمجتمع

عمان - احتفى أطباء ومثقفون ومهتمون بإشهار كتاب "للحياة معنى آخر" لمؤلفته لينا إبراهيم سكجها، مؤخرا في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بعمان. وينتمي الكتاب إلى ما يمكننا اعتباره سيرة ذاتية، لكن الكاتبة اختارت الحديث عن زوايا معينة من حياتها خاصة تلك التي تحدت خلالها المرض، وكتبت نصها بأسلوب أدبي يعلي من قيمة السرد ودقته في نقل الأحداث.
وفي الاحتفائية التي رعاها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، وشاركت فيها وزيرة الثقافة هيفاء النجار، واستشارية التوليد والجراحة النسائية والعقم الدكتورة عبير عناب، أكدت الأميرة دينا مرعد، في مداخلة لها، أهمية التوعية بخطر التدخين، لافتة إلى أهمية تفعيل القوانين المعنية بمنع التدخين في الأماكن العامة، كونه سببا رئيسا لمرض السرطان.
ودعت إلى ضرورة تكاتف الجهود الوطنية لحماية الأطفال من خطر التدخين، والتوعية بأضراره على الصحة، مشيرة إلى دراسة بحثية تم إعدادها أخيرا، أظهرت أن 70 في المئة من إنفاق الأسرة تذهب للتدخين ما يزيد من معدلات الفقر.
وتطرقت إلى نماذج لدول أنتجت الدخان لكنها كانت مهتمة بحماية نفسها من المرض، مؤكدة أهمية مركز الحسين للسرطان، كصرح وطني له اسمه والدور الكبير المنوط به. وقال الفايز، إن الكتاب "يتحدث عن تجربة حياتية ثرية للمؤلفة لينا تتعلق بعلاقاتها الأسرية ومعنى الفقدان الصعب للوالدين وتفاصيل معاناتها مع مرض السرطان الذي تفوقت عليه وقهرته، وكل ذلك عبرت عنه بانسيابية وشفافية، وبكلمات رقيقة ومشاعر إنسانية عميقة ولغة عاطفية جاذبة".
وأضاف في الاحتفائية التي أدارتها الإعلامية رندة كرادشة، إنه في هذه الرواية الشخصية تؤكد الكاتبة المبدعة، أن من يريد أن ينعم بالطمأنينة والسلام الداخلي والانسجام مع الذات والتصالح مع النفس، فإن مفتاح كل ذلك هو المعرفة من خلال القراءة التي تشكل لنا وعينا وإدراكنا لكيفية مواجهة تحدياتنا والتعامل مع محيطنا وهمومنا. وبين رئيس مجلس الأعيان، أن الكاتبة أعادت تصويب العديد من المفاهيم المغلوطة بوضعها في القالب الصحيح ومعالجتها، خاصة المفاهيم التي لا تحمل إلا اليأس وفقدان الأمل وعدم الإحساس بالآخرين، إذ استطاعت الكاتبة إعادة صياغة هذه المفاهيم بقالب إنساني رقيق لتكون مبعثا للأمل والعطاء.
النجار تحدثت في مشاركتها عن تجربة المؤلفة الاستثنائية في تحديها للمرض وظروفها الصعبة والمفاجئة. وفي هذا الإطار، قالت وزيرة الثقافة “إن الكتاب يدعونا إلى التأمل والإعجاب بقوة المؤلفة التي نستمد منها هذه التوليفة الرائعة حين لجأت إلى الكتابة، فأعطت لعائلتها وزوجها دافعا للأمل باستمرار الحياة، وهو ما يجعلنا نرى فيها مثالا لكل من مرّ بتجربة مماثلة لأن يستفيد من مقدرة الكاتبة على طرح التجربة ومعالجتها وقراءة أبعادها والتعبير عنها بالإبداع وكتابة السيرة الذاتية والتفوق على معطيات جديدة ما كان لها أن تتجاوزها لولا حضور الإرادة والأمل".
وتطرقت إلى مفهوم "العافية الشمولية"، كما استنتجته من الكتاب الذي رأت أن من الواجب أن تقرأه العائلة والمجتمع، مؤكدة أن مفهوم العافية الشمولية المجتمعية يحمل العلاقة بين الروح والنفس والعقل والجسد. وأشادت النجار بمركز الحسين للسرطان وبما يقدمه كصرح وطني كبير، مثلما أشادت بمؤسسة عبدالحميد شومان في رعايتها المؤلفات المفيدة في حقول عديدة تحمل تجربة الكاتب في الإبداع والكتابة وفي حقول المعرفة ومجالاتها المختلفة. ولفتت إلى أن هذا الكتاب سيكون له حضور في معرض الأردن الدولي للكتاب بدورته المقبلة.
◙ الكتاب يدعونا إلى الإعجاب بقوة المؤلفة التي نستمد منها هذه التوليفة الرائعة حين لجأت إلى الكتابة فأعطت لعائلتها وزوجها دافعا للأمل باستمرار الحياة
بدورها، قالت الدكتورة عناب في مشاركتها إن المؤلفة سكجها في كتابها القريب للقلب والقارئ وضعت نفسها في صفوف الناجيات من سرطان الثدي، وحقنت المريضات الباحثات عن الشفاء منه بجرعات الأمل، مشيرة إلى أن صاحبة “للحياة معنى آخر”، لم ترو قصتها فحسب بل إنها أسقطتها على الناجيات من السرطان وحتى اللواتي قد يصبن به في المستقبل. وبينت أن تجربة المؤلفة شكلت دفعة جديدة للحملات الصحية التي تؤكد على أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
من جهتها، تحدثت المؤلفة سكجها عن كتابها وإرهاصات البدء به قبل الإصابة وبعدها، وألقت الضوء على مرحلة ما قبل الإصابة بالسرطان، حين وفاة والدها الذي كان مؤثرا قويا في حياتها، لثقافته وغزارة علمه ومعرفته، وهو جانب اجتماعي خاص وحميم لدى كل بنت تفقد أباها وتلجأ للكتابة عنه وعن ألم الفقد وكآبته.
وقالت إنها لجأت إلى الكتابة بعد المرض، باعتبار أن الإنسان يذهب للكتابة لرفع المناعة النفسية، ولأن في ذلك وسيلة لتفريغ الآلام، مؤكدة وقوف العائلة جميعها معها في محنتها المرضية والجانب الإنساني الرائع المتمثل بأخيها الصحافي والكاتب باسم سكجها. وعرضت سكجها فصولا من الكتاب، مرددة "لكل إرادة بداية ولكل بداية إرادة"، وهو القول الذي ابتدأت به الكتاب، مبينة كيف تمت معالجة الفكرة وإسقاطها على الورق لتكون كتابا ينشر ويستفيد منه القراء.
وفي الحوار مع الحضور ركزت مداخلاتهم على أهمية الكتاب الذي يقود القراء إلى الصحة النفسية، وفرص النجاح والتغلب على المرض. وفي ختام الاحتفائية وقعت سكجها نسخا من الكتاب للحضور.