لكل غرفة إضاءة تناسبها

برلين - تتنوع الإضاءة بين دافئة وباردة وساطعة وخافتة. ولأن الإضاءة تعمل على خلق أجواء مختلفة في المنزل فإن لكل غرفة إضاءة تناسبها؛ حيث ينبغي أن تكون نطاقات العمل ساطعة بدرجة كافية، بينما تصبح مساحات الجلوس واحة للاسترخاء والهدوء في المنزل.
وقالت كورنيليا موسمان، الأستاذة في جامعة العلوم التطبيقية والفنون في هيلدسهايم بألمانيا، “الإضاءة لا تصدر من الضوء الكهربائي فقط، ولكنها عبارة عن ناتج التفاعل مع الأسطح في المنزل.”
وهنا نصحت الخبيرة الألمانية بأنه يتعين على المرء أن ينظر إلى الغرفة أولا، ويسأل نفسه الأسئلة الثلاثة المهمة التالية:
- هل هناك الكثير من الأسطح الفاتحة أو الداكنة في الغرفة؟ وبينما تقوم الأسطح الفاتحة بتوزيع الضوء بالتساوي، تعمل الأسطح الداكنة على الإيحاء بوجود إضاءة غير متساوية في الغرفة، وهو ما يتطلب في بعض الظروف تركيب المزيد من مصادر الإضاءة.
- ما الغرض الأساسي من استعمال الغرفة؟ يعمل الضوء الناعم والمنتشر على خلق أجواء مريحة، في حين أن الضوء الساطع المركز يتناسب أكثر مع الأعمال اليدوية الدقيقة أو صناعة الموديلات، ويمكن المزج بين نوعي الإضاءة.
- ما مقدار ضوء النهار الذي يدخل الغرفة المرادة إضاءتها فعليا؟ ويرتبط بذلك مقدار الإضاءة التي يحتاجها المرء خلال النهار.
عندما يكون المرء صغيرا في السن فإنه يحتاج إلى القليل من الضوء، ولكن بدءا من عمر الأربعين يزداد احتياج المرء إلى الإضاءة بصورة كبيرة
وبعدما تتم الإجابة عن هذه الاستفسارات يمكن التعرف على مدلول المصطلحات التقنية، التي تظهر على اللمبات والمصابيح وتجهيزات الإضاءة. وعند شراء اللمبات نصحت الخبيرة الألمانية موسمان بضرورة مراعاة:
- لومن: تشير إلى مقدار الضوء.
- كلفن: تشير إلى درجة حرارة اللون.
- مؤشر "أر إيه": يشير أيضا إلى تمثيل اللون في عنصر الإضاءة، ولكي يظهر حساء الطماطم باللون الأحمر وليس باللون الرمادي يجب أن تكون قيمة مؤشر “أر إيه” أعلى من 90.
وأوضحت الخبيرة الألمانية أن درجة حرارة الضوء الأحمر الدافئ تبلغ 2300 كلفن، بينما درجة حرارة الضوء الأزرق تبلغ 4000 كلفن.
ويمكن قياس درجة سطوع الإضاءة بمقياس لوكس، وبالنسبة إلى الاستخدام العادي فإنه يمكن الاعتماد على تطبيقات الهواتف الذكية، التي توفر دليلا تقريبيا، حتى لو كانت بياناتها غير دقيقة في بعض الأحيان.
مصابيح السقف البسيطة ليست كافية لإنارة أسطح العمل في المطبخ بشكل مثالي
وبمقدور الإضاءة أن تخلق أجواء مختلفة في المنزل. وقالت إيريس فولمان، من مبادرة صناعة تجهيزات الإضاءة “ليشت.دي”، “يتم التمييز بين ثلاثة أنواع من الإضاءة”:
- ضوء للرؤية: ويشير إلى تجهيزات الإضاءة العامة.
- ضوء للمطالعة: ويشمل ذلك إضاءة المساحات المخصصة للقراءة مثلا.
- ضوء للنظر إليه: الإضاءة اللافتة للأنظار، والتي يتم استغلالها لأغراض الزينة والديكور.
وأضافت فولمان “عندما يتم المزج بين أنواع الإضاءة الثلاثة نحصل على أجواء مريحة في الغرفة.” وإلى جانب درجة اللون الدافئة للإضاءة تساعد المصابيح، التي يتم تركيبها على مستوى منخفض في غرفة النوم ونطاق المعيشة، على إشاعة أجواء مريحة في المكان. وذكرت موسمان أن “خزانة الملابس فقط هي التي تحتاج إلى إضاءة ساطعة في غرفة المعيشة.”
وبالطبع لا يرغب أحد في أن يتعرض للإبهار، ولكن وجود إضاءة إضافية أعلى السرير تعتبر من التجهيزات المفيدة. وعن ذلك تقول فولمان “يجب أن يكون الوصول إليها سريعا في الليل.” ولذلك تنصح بالاعتماد على المصابيح التي يتم استعمالها بواسطة مفاتيح بالقرب من السرير أو بواسطة ريموت كنترول.
ونصحت فولمان أيضا بضرورة وجود ثلاثة عناصر للإضاءة في كل غرفة على الأقل، وقد يكون هناك أكثر من ذلك، سواء تم مزج هذه العناصر معا أو وقع استعمالها من نفس عائلة التصميم، فكل ذلك يرجع إلى التفضيلات الشخصية، ومن المنطقي أيضا أن تتم مواءمة عناصر الإضاءة وفقا للاحتياجات الفردية إلى جانب الذوق الشخصي.
هذا علاوة على أن الاحتياج إلى مقدار الضوء يرتبط بالمرحلة العمرية التي يمر بها الإنسان. وأوضحت موسمان ذلك بقولها “عندما يكون المرء صغيرا في السن فإنه يحتاج إلى القليل من الضوء، ولكن بدءا من عمر الأربعين يزداد احتياج المرء إلى الإضاءة بصورة كبيرة.”
وعلى الرغم من الاختلافات في التفضيلات الشخصية ينبغي للجميع مراعاة بعض الجوانب عند اختيار تجهيزات الإضاءة، ففي المطبخ مثلا يجب الحرص على توافر إضاءة ساطعة حتى لا يتعرض المرء لخطر الإصابة بسبب السكاكين الحادة والأواني الساخنة. وأوصت فولمان بضرورة ألا تقل درجة سطوع الإضاءة فوق أسطح العمل في المطبخ عن 500 لوكس.
ومن الأمور المهمة أيضا عند تركيب تجهيزات الإضاءة في المطبخ مراعاة مواضع تركيب المصابيح. وترى فولمان أن مصابيح السقف البسيطة ليست كافية لإنارة أسطح العمل في المطبخ بشكل مثالي؛ لأن المرء يميل بجسمه أثناء تقطيع الطعام، ولذلك فإنها توصي بالاعتماد على مصادر الإضاءة الإضافية مثل المصابيح المركبة على الحائط أو أسفل وحدات التخزين في المطبخ.