"لكلام المرصع": حوار شعري يزاوج بين الزجلي والأمازيغي

ليلة "لكلام المرصع" في تزنيت المغربية تفتح حوارا شعريا بليغا بين المنجز الشعري الأمازيغي والمنجز الزجلي المغربي.
الجمعة 2019/02/01
أسماء وازنة في مجال القصيدة الزجلية في المغرب

مراكش (المغرب) - تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال المغربية وبتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال، قطاع الثقافة بتزنيت، نظمت دار الشعر بمراكش مؤخرا احتفالية شعرية زجلية أمازيغية وموسيقية بالمركز الثقافي محمد خيرالدين بتزينت، ضمن انفتاحها على المزيد من مدن وجهات المملكة بالجنوب المغربي.

أسماء وازنة في مجال القصيدة الزجلية في المغرب، أطلقت حلقة أخرى من فقرة “لكلام المرصع”، والمخصصة للاحتفاء بالمنجز الشعري الزجلي بالمغرب، في حوار شعري بين المنجز الزجلي والأمازيغي.

الشعراء احميدة بلبالي، فتيحة لمير، ونزيهة أباكريم؛ ثلاث تجارب التقى معها جمهور وعشاق الشعر بتزنيت في احتفاء إبداعي، عرف مشاركة الفرقة الموسيقية “تروان الحاج بلعيد” من تزنيت، هذه الفرقة التي ظلت تحافظ على موروث مغربي لأحد أشهر رواد الموسيقى الأمازيغية التراثية.

وشكلت فقرة “لكلام المرصع” نقطة انطلاق وافتتاح للفصل الثاني من برنامج دار الشعر في مراكش لسنة 2019، إلى جانب مواصلة انفتاح الدار على التجربة الشعرية المغربية في مختلف تجاربها وحساسياتها، وأيضا للمزيد من تقريب الوعي بهذا المنجز الإبداعي وبأشكاله ومتونه.

وأكد مدير دار الشعر بمراكش، الشاعر عبدالحق ميفراني، في مفتتح اللقاء أن دار الشعر بمراكش، هذه المؤسسة الثقافية التي أحدثت سنة 2017 في إطار التعاون بين وزارة الثقافة والاتصال المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعنى باحتضان الإبداعات الشعرية وتثمين وتوثيق الشعر المغربي وتوسيع تداوله، “ستظل جسرا مفتوحا على حوار ثقافي يعمق من التنوع والتعدد الثقافي المغربي، امتدادا لعمق المغرب الغني بثقافاته، وبمنجزه الشعري الخصب: عربيا وأمازيغيا وزجليا وحسانيا”.

الشعراء احميدة بلبالي، فتيحة لمير، ونزيهة أباكريم؛ ثلاث تجارب التقى معها جمهور وعشاق الشعر بتزنيت في احتفاء إبداعي

وأضاف ميفراني أن الدار مرت من “حدائق الشعر” بعين أسردون، إلى “خيمة الشعر الحساني” بالداخلة، إلى “الشعر في الشواطئ والمخيمات” بسيدي إفني، إلى “أنظام” بقلعة مكونة، إلى “سحر القوافي” بالصويرة، انتهاء بإطلاق أولى دورات مهرجان الشعر العربي، تحديدا في شهر سبتمبر من العام الماضي، وذلك تتويجا لمرور سنة على تأسيس الدار.

وليلة “لكلام المرصع” في تزنيت المغربية، فتحت حوارا شعريا بليغا بين المنجز الشعري الأمازيغي والمنجز الزجلي المغربي، إذ قرأت الشاعرة الأمازيغية نزيهة أباكريم، من “نجومها” الشعرية قصائد قصيرة، انتقلت فيها إلى تأكيد “رسالة الشاعرة حين تمسي بميسم تربوي”، أو كما عبرت عنه بـ”انتقال الشعر ورسالته إلى الفعل”، قصائد تفرز صوتا شعريا ملتزما بقضايا المجتمع، في انتقال بتجربة الشعر الأمازيغي نحو أفق جديد.

واختار الشاعر احميدة بلبالي، أحد رموز الزجل المغربي، صاحب “لسان الجمر.. وشون الخاطر.. وشمس الما..”، والذي انتهى في نصوصه الشعرية إلى الانفتاح على العمق الإنساني المشترك، أن يهدي قصائد زجلية وأمازيغية إلى جمهور تزنيت، معتمدا فيها على تقنية المفارقة التي تلتقط بعدا بصريا عابرا، كي يشكلها بحس شعري تمسي أقرب إلى صورة تشكيلية، وأحيانا مرئية يعمق الشاعر فعل تلقيها، من خلال أدائه الشعري على الخشبة.

أما الشاعرة فتيحة لمير فقد أصبغت بلغتها الخاصة ورؤاها التي تستلهم تراث المنطقة شكلا خاصا على القصيدة الزجلية، فاختارت أن تبدأ قراءتها بنص الفروسية، كاحتفاء خاص بأحد الأشكال الفرجوية التراثية المغربية، لتنتهي إلى ثيمة الحب، عبر نصوص قصيرة تلتقط صورا اجتماعية من اليومي في ارتهان بليغ من المنجز الزجلي إلى نبض المجتمع.

15