لقب ثامن قياسي على مسار هاميلتون في البحرين

عودة ألونسو تحرك لعبة الكراسي وشوماخر تحت الأضواء.
الأحد 2021/03/28
تحديات جسام تترقب بطل العالم هاميلتون

يستهل لويس هاميلتون مشواره نحو اللقب الثامن القياسي ببطولة العالم لسباقات فورمولا واحد للسيارات في البحرين الأحد لكن منافسه ماكس فرستابن سائق ريد بول ربما يوجه الضربة الأولى تحت الأضواء الكاشفة على حلبة الصخير. وفاز السائق الهولندي البالغ من العمر 23 عاما بأبوظبي في ختام موسم 2020 ليضع حدا لانتصارات مرسيدس في حلبة مرسى ياس لستة أعوام متتالية ويملك فرصة جيدة لبدء الموسم الجديد من حيث انتهى.

لندن – يضع بطل العالم للفورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون رهانه على لقب ثامن قياسي، مع إدراكه التام للتحديات التي تنتظره على مسار إزاحته عن عرشه، مع انطلاق المنافسات وسط تداعيات فايروس كورونا وحقبة تقليص النفقات وتنظيم 23 جائزة كبرى، وهو رقم قياسي لم تشهده البطولة العالمية منذ أبصرت النور رسميا في عام 1950.

وعانى سائق مرسيدس الذي احتفل بعيد ميلاده السادس والثلاثين في يناير الماضي، خلال التجارب الشتوية التي أقيمت في البحرين استعدادا للموسم الجديد، مقابل هيمنة الهولندي ماكس فيرستابن وسيارته ريد بول المتجددة على لائحة أسرع السائقين.

وافق بطل العالم سبع مرات وحامل اللقب في الأعوام الأربعة الأخيرة، بعد أمد طويل، على تجديد عقده مع “الأسهم الفضيّة” لمدة عام واحد فقط، وتحديدا حتى نهاية العام الحالي.

وبعد إصابته بفايروس كورونا وغيابه عن جائزة البحرين الكبرى على حلبة الصخير العام الماضي، عاد هاميلتون إلى الحلبات ليعاني من ألم الخسارة أمام منافسه “ماد ماكس” (لقب فيرستابن) في السباق الأخير الذي استضافته حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وهي خسارة اعتبرها البعض بمثابة “إنذار مسبق” لخفوت وهج “السير” البريطاني. لم تحفز، هذه السقطة فقط الشاب الهولندي، بل ايضا جميع “الذئاب” المتعطشة لإنهاء هيمنة الثنائي هاميلتون ومرسيدس على مقدرات البطولة.

في حال تتويج هاميلتون في أحد سباقات هذا الموسم، سيعادل رقما قياسيا جديدا للألماني: الفوز على الأقل بسباق لفترة 15 موسما متتاليا (شوماخر بين 1992 و2006)

وتجد الحظيرة البريطانية نفسها تحت تهديد حقيقي، وهو واقع يدركه جيدا هاميلتون وزميله الفنلندي فالتيري بوتاس بعد سيطرة مطلقة على “الفئة الأولى” منذ عام 2014 مع بدء حقبة المحركات الهجينة (هايبريد)، تخللها تحقيق ثنائية الفوز بلقبي الصانعين والسائقين 7 أعوام تواليا.

وقال هاميلتون بعد هيمنة ريد بول على التجارب الشتوية على حلبة الصخير الدولية التي ستستضيف أيضا باكورة الجولات في الـ28 من الشهر الحالي، في ظل بروتوكول كورونا “سيكون فريقهم وحشا مختلفا هذا العام”.

وتابع “حققوا لفات جيدة مع سائقين رائعين وسيارة رائعة. بعد رؤيتهم يفوزون في السباق الأخير، لا يمكن أن تتوقع إلا أن يكونوا في هذا المستوى، في المقدمة خلال السباق الأول. ستكون معركة رائعة وطويلة معهم هذا العام”. وتلوح في الأفق صورة “معركة ملكية” بين أبرز السائقين، تضاف إليها عودة بطل العالم السابق مرتين الإسباني فرناندو ألونسو (ألبين رينو)، كترياق للسم الذي تجرعته بقية الفرق من سيطرة هاميلتون وبوتاس بفوزهما العام الماضي بـ11 جائزة كبرى من أصل 17 سباقا.

وفي وقت أنهى فريق ريد بول تجاربه من دون أي مشكلة تُذكر، ومع 369 لفة تقاسمها فيرستابن وزميله الجديد المكسيكي سيرخيو بيريس، تألم مرسيدس لرؤية سيارته خارج المسار التسابقي مرتين ومعاناته من مشكلات مع علبة التروس.

الأداء الأفضل

Thumbnail

اعترف البريطاني جيمس وولفز مدير الاستراتيجية في مرسيدس بتفوّق ريد بول قائلا “لا أحد في الـ: بادوك، بإمكانه أن يحدّد بشكل دقيق موقعهم في الوقت الحالي… ولكن بإمكاني القول أن ريد بول هو في المقدمة من ناحية الأداء”.

وتابع “هم أصحاب الأداء الأفضل في هذا الاختبار، لكنها مجرد تجارب. هي ليست سباقا”. وألمح وولفز إلى أن المنافسة في عام 2021 ستكون محتدمة جدا بخلاف الأعوام الماضية حين كان مرسيدس يغرّد بمفرده خارج السرب، في حين يتوجب على هاميلتون أن يحفر أكثر في أعماقه لاستخراج الأفضل في عامه الخامس عشر تواليا على الحلبات، وفي حقبة يتنافس فيها مع سائقين يصغرونه بـ13 عاما.

وأبدى فيرستابن سعادته من التطوّر الحاصل على المجموعة الدافعة (المحرك) لسيارته، وإلى رغبة ريد بول في الخروج من جلباب مرسيدس بالتعاقد مع سائق سريع هو بيريس، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن لا شيء بإمكانه أن يوحي بقدرة الفريق على المنافسة حتى انطلاق التجارب للسباق الافتتاحي، واللفة التسابقية الأولى تحت مظلة القوانين المالية الجديدة التي تحدّ من تطوير السيارات بسبب الضائقة المالية جراء جائحة كورونا.

وعلى خلفية الضائقة، ظهرت العلامات الأولى لتقشف الفورمولا واحد مع تقليص عدد أيام التجارب الشتوية إلى 3 أيام فقط، كما حدّدت ميزانية الفرق هذا العام بـ145 مليون دولار (122 مليون يورو)، مع التخطيط لتقليص إضافي في عام 2022 يصل إلى 140 مليونا بالتزامن مع وضع القوانين التقنية الجديدة حيز التنفيذ.

وستشهد السيارات هذا الموسم القليل من التغييرات مقارنة مع سيارة العام الماضي في ظل القوانين التي لم تتبدّل بدورها، غير أن الجمع بين تقليص النفقات والتغييرات الأخرى من المرجح أن يولد تحديات صعبة للصانعين الكبار مثل مرسيدس وفيراري، أكثر من الصانعين الصغار الذين اعتادوا على العمل في ظل الشح المالي. ويعرف فريق ريد بول أسرار الفوز بالألقاب ويملك الصيغة السحرية لتحقيق ذلك، فقد سبق له أن أحرز لقبي الصانعين والسائقين في أربعة أعوام متتالية مع الألماني سيباستيان فيتل (2010 – 2013)، كما يضم في صفوفه المصمّم البريطاني أدريان نيوي الذي يجيد تصميم أكثر سيارات المقعد الأحادي نجاحا.

وعكست سرعة فيرستابن خلال التجارب على حلبة الصخير، ما رسمه نيوي على الورق واعتبر البعض أن الحظيرة النمساوية نجحت أخيرا أن تضع بين يدي الهولندي سيارة على قدر طموحاته هذا العام.

وفي حال ثبوت صحة ذلك، من الممكن أن يجد هاميلتون الساعي للفوز بلقبه الثامن والانفراد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه مع الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر، نفسه خارج السباق، في عام يشهد وصول فريقين “جديدين – قديمين” هما أستون مارتن على أنقاض رايسينغ بوينت، وألبين من قاعدة رينو سابقا، إلى تنظيم سباقين جديدين في زاندفورت الهولندية، للمرة الأولى منذ عام 1955، وجدة في المملكة العربية السعودية مع حلبة في الشوارع يتوافق الجميع على أنها من بين الأسرع في العالم.

الأميركي زاك براون مدير فريق ماكلارين توقع أن يحقق هاميلتون لقبا ثامنا قياسيا في بطولة العالم هذا الموسم ويعتزل رياضة المحركات مع نهايته

ومع عودة “الماتادور” ألونسو بعد عامين من الغياب، يعود أيضا اسم شوماخر إلى “الفئة الأولى” بعد تسعة أعوام من آخر سباق لشوماخر الأب، إثر ترفيع نجله ميك الفائز العام الماضي بلقب بطولة سباقات فورمولا 2 إلى فريق هاس، ليزامل الروسي نيكيتا مازيبين، فيما حلّ الياباني يوكي تسونودا بدلا من الروسي دانييل كفيات مع فريق ألفا تاوري.

وفي لعبة الكراسي المتحركة بين السائقين، انتقل بيريس إلى ريد بول للانضمام إلى فيرستابن، ما شرّع باب رحيل فيتل من فيراري إلى أستون مارتن، ومغادرة الإسباني كارلوس ساينس الابن لماكلارين للحلول بدلا من الألماني في مقعد فيراري. وبالاتجاه المعاكس، انضم الأسترالي دانيال ريكياردو إلى ماكلارين قادما من رينو (ألبين حاليا) بدلا من ساينس الابن، فيما جاءت عودة ألونسو إلى ألبين على حساب رحيل الأسترالي.

ويأمل فيراري، بعد عام هو الأسوأ في تاريخ “الحصان الجامح” منذ 40 عاما، أن يقود السباق خلف الثنائي مرسيدس – ريد بول وبمواجهة الفرق الصاعدة أمثال ماكلارين والطامح ألبين وأستون مارتن حيث يسعى فيتل بدوره لاستعادة سحره. وأمام كل هذه التحديات، يأمل هاميلتون المشتت الأفكار خارج الحلبات بالتزاماته ووقوفه إلى جانب أبناء بشرته السوداء، أن يتعافى فريقه سريعا للبقاء بعيدا عن متناول يد الطامحين لإزاحته عن عرشه.

ويسعى البريطاني لويس هاميلتون للانفراد برقم قياسي تاريخي يتقاسمه راهنا مع الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر، بحال إحرازه لقبا ثامنا في بطولة العالم.

وتوّج سائق مرسيدس سابقا في أعوام 2008، 2014 و2015 ومنذ 2017 دون انقطاع، وهو يمتلك أرقاما قياسية عدة في عالم الفئة الأولى، حيث أحرز لقب 95 سباقا من أصل 266 خاضها منذ بداياته في 2007، مع تتويج واحد على الأقل في كل موسم.

يملك شوماخر، الثاني في الترتيب، لقب 91 جائزة كبرى في 307 مشاركات، آخرها في سباقه الـ247. في حال تتويج هاميلتون في أحد سباقات هذا الموسم، سيعادل رقما قياسيا جديدا للألماني: الفوز على الأقل بسباق لفترة 15 موسما متتاليا (شوماخر بين 1992 و2006).

وأنزل هاميلتون الموسم الماضي شوماخر عن عرش عدد الانتصارات بالإضافة إلى الصعود على المنصة (165 مقابل 155). يقف وراء الاسطورتين، الألماني الآخر سيباستيان فيتل سائق فيراري السابق والمنتقل إلى صفوف أستون مارتن في 2021، مع 53 فوزا و121 منصة.

ويملك نجم التجارب التأهيلية منذ 2017 الرقم القياسي لعدد مرات الانطلاق من المركز الأول (98)، أمام شوماخر (68) والبرازيلي أيرتون سينا (65).

ويحلّ هاميلتون ثانيا وراء شوماخر بعدد الـ”هاتريك” (انطلاق من المركز الأول، أسرع لفة والفوز بالجائزة كبرى)، 18 للبريطاني مقابل 22 لشوماخر. ويبدو الرقم القياسي لشوماخر في عدد اللفات الأسرع (77) أصلب من رقم هاميلتون (53) الذي يتقدم على الفنلندي كيمي رايكونن (46).

ويتشارك شوماخر مع البرازيلي روبنز باريكيلو الرقم القياسي لـ19 موسما في بطولة العالم، فيما يخوض هاميلتون موسمه الخامس عشر. يحمل “عميد” السائقين رايكونن (41 عاما) الرقم القياسي في عدد خوض السباقات (330) متقدما على باريكيلو (323) والإسباني فرناندو ألونسو (312).

تتويج واعتزال

للل

توقع الأميركي زاك براون مدير فريق ماكلارين أن يحقق البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس لقبا ثامنا قياسيا في بطولة العالم للفورمولا واحد هذا الموسم ويعتزل رياضة المحركات مع نهايته.

وقال براون مهندس نهضة ماكلارين بعد فترة من الركود في حديث مع صحيفة “ديلي مايل” البريطانية إنه يتوقّع أن يتعاقد مرسيدس مع الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول والبريطاني جورج راسل من وليامس في موسم 2022.

وكشف أنه لن يسعى لتقديم عرض لعودة هاميلتون إلى ماكلارين العام المقبل كونه يبني فريقا للمستقبل مع البريطاني لاندو نوريس والأسترالي دانيال ريكياردو. وشرح براون (49 عاما) على هامش السباق الأول للموسم على حلبة الصخير في جائزة البحرين الكبرى نهاية الأسبوع، بأنه سيكون “توقيتا سيئا” لهاميلتون إذا أراد الانضمام إلى فريق جديد في العام المقبل.

وينتهي عقد بطل العالم سبع مرات مع مرسيدس نهاية العام الحالي بعد أن جدده لسنة إضافية فقط في الموسم الفائت، ما أثار تكهنات بشأن مستقبله قبل انطلاق موسم 2021 المؤلف من 23 سباقا (رقم قياسي) في ظل استمرار القيود بسبب كوفيد – 19.

وقال الأميركي “هل أضع لويس خلف المقود لو كان لدي مقعد شاغر؟ بالطبع. ولكننا نحاول البناء للمستقبل، لذا نريد مزيجا من الشباب والخبرة”. وتابع “إذا أحضرت لويس مرة أخرى الآن، ستكون لفترة عام أو عامين ونعلم أننا لسنا مستعدين للمنافسة على البطولات، لذلك نحتاج إلى تحضير مجموعة من السائقين تأخذنا إلى هذا المكان بحيث يكونون جاهزين عندما نصل إليه”.

وأردف “دانيال جاهز الآن بالطبع، لا أعتقد أن التوقيت مناسب للويس”. أما عن خطة فريق مرسيدس للمستقبل والذي يضم حاليا الفنلندي فالتيري بوتاس إلى جانب هاميلتون ، قال براون “أعتقد أنكم سترون ماكس وجورج معهم في 2022، أعتقد أن هذه الخلاصة الواضحة”.

22