لقاء معارضين أفغان بطالبان في موسكو يثير حفيظة كابول

كابول - حذر مسؤولون أفغان بارزون الاثنين من أن أي محادثات تجرى هذا الأسبوع بين أفراد في حركة طالبان وسياسيين من المعارضة من بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي في روسيا، تعتبر خيانة لمبادئ الديمقراطية ولمصالح البلاد.
وتأتي المحادثات التي من المقرر أن تبدأ الثلاثاء في موسكو بعد عشرة أيام من ظهور مؤشرات على تحقيق تقدم في مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان في قطر من أجل سحب الآلاف من القوات الأجنبية وإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من 17 عاما.
وتأتي مساعي السلام فيما تشن طالبان، التي أطاحت بها قوات تقودها الولايات المتحدة من الحكم في 2001، هجمات بشكل شبه يومي وتسيطر على مناطق في نحو نصف البلاد أو تحارب للسيطرة عليها.
وتقول مصادر إن موسكو قررت تجاهل مسؤولي الحكومة الأفغانية لضمان مشاركة طالبان التي ترفض عقد محادثات مع ممثلين عن حكومة الرئيس أشرف غني المدعومة من الغرب، إذ تصفهم بأنهم دمى في يد الولايات المتحدة.
وعبّر فاضل فضلي كبير مستشاري الرئيس غني عن “أسفه” للقاء السياسيين الذين قادوا من قبل الانتقال الديمقراطي في البلاد بطالبان.
وقال فضلي في تغريدة إنهم “مستعدون للتغاضي عن تلك المبادئ والتحرك نحو مبادئ الدمار بسبب خلافات وبسبب ابتعادهم عن السلطة”.
وللولايات المتحدة حوالي 14 ألف جندي في أفغانستان في إطار مهمة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي وجهد منفصل لمكافحة الإرهاب يستهدف تنظيمات مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، كما يشارك في مهمة الدعم الحازم ثمانية آلاف جندي من 38 دولة أخرى.
وتخشى الحكومة الأفغانية، التي لم تشارك في النقاشات التي أجرتها الولايات المتحدة بعد إصرار طالبان على رفضها عقد محادثات مباشرة، من احتمال أن تفرض طالبان نفسها في حكومة انتقالية.
وسيراقب دبلوماسيون غربيون المحادثات في موسكو عن كثب، إذ يخشى بعضهم أن تعقّد الجهود المبذولة في المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان التي يقودها المبعوث الأميركي الخاص للسلام زلماي خليل زاد.
وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يبقى المسؤولون الروس وراء الكواليس، إلا أن محادثات موسكو تسلّط الضوء على الدور الروسي المتنامي في أفغانستان.
وقال محمد حنيف أتمار، وهو موفد آخر لمناقشات موسكو وكان مستشارا نافذا للأمن القومي لغني من قبل، إنهم سيؤكدون على الحاجة لضم الحكومة في المناقشات الأفغانية المقبلة، لكنه حث الحكومة على عدم النظر لعملية السلام “من منظور حكومي ضيق”.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن المؤتمر معني بأن “يفتح قنوات للتوصل لتفاهمات مع الجماعات السياسية الأفغانية من خارج الحكومة”.
وأضاف مجاهد أن الحركة تريد شرح سياساتها لتحقيق “سلام دائم في الوطن وترسيخ نظام حكم أفغاني إسلامي”.