لقاء مرتقب بين تبون والشيخ محمد بن زايد لطي صفحة التوترات

المكالمة بين الرئيسين تتعدى الطابع البروتوكولي نحو مصالحة بين البلدين بعد اتفاقهما على اللقاء وتبادل للزيارات.
الأربعاء 2024/09/11
الجزائر اختلقت الأزمات مع الإمارات وتسعى حاليا للتقارب

الجزائر – أجرى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا لبحث العلاقات الثنائية، في سابقة من نوعها تشكل مقدمة للخروج من الأزمة الصامتة بين البلدين منذ أكثر من سنتين.

وذكر بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية أن "الرئيس عبدالمجيد تبون، استقبل الثلاثاء مكالمة هاتفية من سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تقدم له بالتهاني باسمه وباسم الشعب الإماراتي على فوزه في الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية، متمنيا له التوفيق والسداد".

وأضاف البيان "بدوره شكر رئيس الجمهورية، رئيس دولة الإمارات ومن خلاله كل العائلة الكريمة الحاكمة وحكام الإمارات، متمنيا له وللشعب الإماراتي مزيدا من الرقيّ، كما اتفق القائدان على لقاء قريب يجمعهما".

وتتعدى المكالمة الهاتفية الطابع البروتوكولي نحو مصالحة بين البلدين بالخصوص بعد اتفاقهما على اللقاء وتبادل للزيارات.

وكان الرئيس الإمارات قد بعث في وقت سابق ببرقية تهنئة إلى الرئيس الجزائري عقب إعادة انتخابه لعهدة ثانية.

وأرسل كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين.

وشهد البلدان مناسبات كبيرة خلال السنة الأخيرة، ولم يتبادل المسؤولان مكالمات هاتفية بل اقتصر الأمر فقط على رسائل بروتوكولية محضة.

وكان أول كسر للجليد بين الزعيمين العربيين، على هامش قمة مجموعة السبع العالمية في روما في يونيو الماضي، حيث ظهر الشيخ محمد بن زايد وتبون وهما يتبادلان حديثا وديا أثار اهتماما واسعا بالنظر لما سبقه من توتر.

وشهدت الأشهر الماضية تصريحات من مسؤولين جزائريين حملت عداء مبطنا للإمارات دون أن تسميها صراحة، كان آخرها في مايو الماضي حينما لوّحت الجزائر بوقف تسليم الغاز إلى شركة "ناتورجي" الإسبانية إذا قررت بيع أسهمها لشركة أخرى، في إشارة إلى شركة "طاقة" الإماراتية، وهو موقف يظهر أن الجزائر تسعى لتوظيف ورقة الغاز في مواجهة غير مباشرة مع الإمارات بما يتناقض مع حرية السوق والنأي بالمعاملات التجارية عن الأجندات السياسية.

ولا تفوت الجزائر أيّ فرصة لإثارة أزمات خارجية تغطي بها على محدودية حضورها في القضايا الإقليمية الدولية، وفي الوقت نفسه توهم الجزائريين بأنها قوة مؤثرة من خلال افتعال الصراعات ومراكمة الأعداء.

وللتغطية على تراجع تأثيرها في دول الجوار بعد توتر علاقاتها مع مالي والنيجر، افتعلت السلطات الجزائرية معركة وهمية مع الإمارات بزعم تهديد مصالحها في الحدود الجنوبية، وهو اتهام رددته وسائل إعلام جزائرية وأثار سخرية واسعة.

ولم يجد الاتهام الجزائري للإمارات أي واقعية في طرحه، فلو كان للإمارات وجود عسكري في مالي أو النيجر لظهر للعيان مثلما هو الحال لدى روسيا وتركيا اللتين تدعمان السلطات الجديدة في نيامي وباماكو متجاهلتين مصالح الجزائر.

ويرى المراقبون أن استعداء الإمارات ليس سوى استمرار لسياسة جزائرية تقوم على الإمعان في خلق الأعداء بلا سبب، ولو أدى ذلك إلى المس بمصالح الجزائر نفسها. وبالإضافة إلى المغرب افتعلت الجزائر توترا حادا مع إسبانيا وبرودا مع فرنسا بسبب الاستغراق في معارك الماضي، ومع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تقاربها مع الصين وروسيا.

وبسبب المزاجية في المواقف السياسية فشلت الجزائر في أن تجد لها حلفاء واضحين، حتى أن الصين وروسيا، اللتين تقول الجزائر إنهما حليفتان إستراتيجيتان لها، تخلتا عنها بشكل واضح حين تجاهلتا طلبها الانضمام إلى مجموعة بريكس.

وفي المقابل، تتجاهل الإمارات الحملات الإعلامية الجزائرية المتكررة وتحافظ على استمرار أنشطتها الاقتصادية والتجارية، مثل استحواذ موانئ دبي على ميناءي العاصمة وجن جن بمحافظة جيجل في شرق البلاد ومركّب تجميع المركبات العسكرية لعلامة مرسيدس الألمانية وشركة "مدار" للتبغ التي تستحوذ هي الأخرى على نادي شباب بلوزداد الناشط في دوري المحترفين.

 وأعلنت السلطة الوطنية للانتخابات في الجزائر فوز الرئيس تبون بعهدة رئاسية ثانية بعد حصوله على 94.65 بالمئة من الأصوات.

وذكرت أن نتيجة الفرز داخل وخارج الجزائر سجلت 5 ملايين و630 صوتا للمرشحين الثلاثة حصل تبون على 5 ملايين و320 صوتا منها.

وأوضحت أن المرشح عبدالعالي حساني شريف رئيس "حركة مجتمع السلم" حصل على 3.17 بالمئة من الأصوات، في حين حصل المرشح يوسف أوشيش عن "جبهة القوى الاشتراكية" على 2.16 بالمئة من الأصوات.