لقاء رباعي في الأردن لبحث تمرير الغاز المصري إلى لبنان

عمان - تستضيف العاصمة الأردنية لقاء رباعيا الأربعاء يجمع وزراء الطاقة في الأردن ولبنان وسوريا ومصر، لبحث تزويد الجمهورية اللبنانية بالغاز المصري عبر الأراضي الأردنية.
وقال بيان صادر عن وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية "بدعوة" من الوزيرة هالة زواتي "يستضيف الأردن الأربعاء المقبل في العاصمة عمّان" وزراء الطاقة في الدول الثلاث "لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن".
وأجرت الولايات المتحدة محادثات مع مصر والأردن بشأن خطة للتخفيف من أزمة الطاقة في لبنان، تشمل استخدام الغاز المصري في توليد الكهرباء في الأردن ثم نقلها عبر سوريا.
وسيكون الاجتماع المرتقب الأول من نوعه، بعدما رحبت دمشق السبت بـ"طلب" لبنان السماح بمرور الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر أراضيها، في أول زيارة لوفد وزاري لبناني رفيع المستوى لسوريا منذ اندلاع النزاع فيها قبل عشر سنوات.
ومن المفترض أن ينقل الغاز عبر ما يُعرف بـ"الخط العربي"، من الحدود الأردنية جنوبا إلى وسط سوريا ومنها إلى محطة لقياس الكمية قرب الحدود اللبنانية - السورية ثم إلى لبنان.
ويشهد لبنان منذ أشهر شحا في المحروقات ينعكس على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، وذلك على وقع أزمة اقتصادية تتفاقم منذ عامين، وصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
كما تعاني سوريا بدورها أزمة طاقة كهربائية حادة جراء النزاع الدائر فيها منذ 2011، فاقمتها العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ومنذ أكثر من سنة، يتفاوض لبنان مع القاهرة لاستجرار الغاز عبر الأردن وسوريا، وفق ما أفاد به مصدر مطلع على الملف، لكن العقوبات الأميركية على سوريا، وآخرها قانون قيصر، شكلت على الدوام عقبة أمام الاتفاق.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية الشهر الماضي تبلّغها موافقة واشنطن على مساعدة لبنان على استجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مرورا بسوريا فلبنان، البلد الغارق منذ نحو عامين في انهيار اقتصادي غير مسبوق شلّ قدرته على استيراد سلع حيوية على رأسها الوقود.
ويعني التعهد الأميركي عمليا موافقة واشنطن على استثناء لبنان من العقوبات الدولية المفروضة على سوريا بسبب النزاع، والتي تحظر القيام بأيّ تعاملات مالية أو تجارية معها.
وكشفت الولايات المتحدة أنها تجري محادثات مع مصر والأردن للمساعدة في إيجاد حلول لأزمة الطاقة في لبنان.
وقالت السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إن هناك إرادة لتنفيذ الخطة.
ويقضي الاتفاق باستجرار الغاز المصري لتشغيل معامل لإنتاج الكهرباء في لبنان، وبإمداده بالطاقة الكهربائية من الأردن الذي يستورد أيضا الغاز المصري لإنتاج الطاقة التي كان يزود بها سوريا كذلك في الماضي.
وقال نصري خوري، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري، في بيان مقتضب عقب اجتماع السبت إن "سوريا وافقت على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية".
وعلى وقع انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.
وتراجعت نتيجة ذلك قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير تغذية معقولة لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا. ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء.
ويتهم لبنانيون حزب الله بتسهيل عمليات تهريب الوقود إلى سوريا، واعتبروا ذلك أحد الأسباب المباشرة التي قادت إلى أزمة الوقود في البلاد.
وأوقف الجيش اللبناني خلال الأيام الماضية ستة مواطنين وثلاثة سوريين شرق لبنان وشماله، كانوا يعدون لتهريب المحروقات إلى سوريا، بحسب بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني.
وضبطت وحدات الجيش "خمس سيارات وآليتين؛ واحدة من نوع 'بيك آب' والأخرى من نوع 'فان'، محملة بكمية من المحروقات المعدة للتهريب إلى خارج الأراضي اللبنانية قدرت بـ7500 لتر من مادة البنزين، بالإضافة إلى كمية من الدخان والمواد الغذائية".
وتم تسليم المضبوطات بحسب البيان، "وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".